ديوان "كتاب الذاهبين" للفلسطيني رائد وحش.. رمزية الموت وحتمية الفناء

أصدر الشاعر الفلسطيني رائد وحش، حديثا، مجموعة شعرية حملت عنوان "كتاب الذاهبين"، يسلط الضوء فيها على جدلية الموت مستعينا بالرمز والأسطورة.

ويعالج الشاعر في مجموعته صيرورة الموت بتنويعات أدبية عدة، طارحا أكثر القضايا الوجودية جدلا، وهي قضية الموت والغياب القدري.

لا فكاك

يطرح الشاعر في نصوصه رأيه الفلسفي في قضية الموت، معتبرا أن محاولات البشرية الدائمة لفهم ماهيته والفكاك منه ما هي إلا أماني غير قابلة للتطبيق.

يقول الشاعر في ديوانه: "لا وجود لنحت/ الحجارة ذاتها تصنع تلك الوجوه/ تبني الكتل التي تريد/ وتوهمكم أنكم صانعوها/ لا وجود لتماثيل/ وما تضعونه في مدائنكم/ ليكون تمائم ضد الموت/ هو الموت ذاته".

محاولات للفهم

وتتساءل قصائد الديوان عن كنه الموت ورمزيته الميثولوجية القائمة في بعض الحضارات على أنسنته، وتحويله إلى كائن يمتاز بشخصية خاصة.

فالموت عالم غامض موحش غير مفهوم، يرمز للعدم والزوال، وما قصائد الديوان إلا محاولة أخرى تنظم إلى ركب الفلاسفة والمفكرين والمثقفين الذين حاولوا تفكيك طلاسمه منذ فجر التاريخ.

ويطرح الشاعر في قصائده أيضا فكرة البعث والحياة بعد الموت، وكيف تطرقت لها ثقافات الشعوب وأدبيات الأديان.

ويصل وحش إلى خلاصة مفادها أن الموت هو المآل الحتمي وهو أصل كل شيء، وهو في بذور الحياة.

متانة الأسلوب

وأطَّر وحش قصائده بأسلوب بلاغي يتكئ على قوة العبارة ومتانة المقاطع الشعرية وتماسكها، وغزارة المفردات الدالة على سعة اطلاعه.

ويضم الديوان بين دفتيه 6 قصائد تطرح رؤى مختلفة عن فكرة الموت، لنصل في القصيدة الأخيرة إلى مصبٍّ يجمع جميع الآراء، لنكتشف أن الموت هو نحن، وأننا وإياه مصنوعون من العنصر ذاته.

يقول الشاعر: "قلت لكم من قبل/ في رسائل سابقة/ كيف يكون ثمة نحت؟/ وأصل الأزاميل معدن/ وأصل المعدن حجر/ كيف يكون هناك نحاتون؟/ وأصل الأيدي عظم/ وأصل العظم حجر".

والديوان من إصدارات منشورات المتوسط، إيطاليا، ط1، 2022، ويقع في 88 صفحة من القطع المتوسط.

الشاعر في سطور

رائد وحش شاعر وكاتب وصحفي فلسطيني سوري، يبلغ من العمر 41 عاما. ينشر نتاجه الأدبي في دوريات عربية عدة.

صدر للكاتب ديوان "دم أبيض" عام 2005، وديوان "لا أحد يحلم كأحد" عام 2008، وديوان "عندما لم تقع الحرب" عام 2012، وديوان "مشاة نلتقي.. مشاة نفترق" عام 2016.

وصدرت للكاتب أيضا المجموعة النثرية "قطعة ناقصة من سماء دمشق" عام 2015، ورواية "عام الجليد" عام 2019.