"حبس النساء".. مجموعة قصصية تتناول قضايا نسوية مسكوتا عنها
"حبس النساء".. مجموعة قصصية تتناول قضايا نسوية مسكوتا عنها"حبس النساء".. مجموعة قصصية تتناول قضايا نسوية مسكوتا عنها

"حبس النساء".. مجموعة قصصية تتناول قضايا نسوية مسكوتا عنها

أصدرت الكاتبة التونسية روان بن رقية تزامنا مع الاحتفال بذكرى الإعلان العالمي لحقوق الإنسان مجموعتها القصصية الأولى "حبس النساء"، التي يمكن تصنيفها ضمن "أدب السجون"، رغم نزوع بعض النقاد إلى اعتبارها مزيجا من الأصناف الأدبية مجتمعة ضمن مؤلف واحد.

والكتاب الذي اقترن إصداره بذكرى رمزية يفتح جروحا كثيرة وقضايا مسكوتا عنها تهم النسوة القابعات خلف القضبان، قضبان السجون أو قضبان المجتمع وأسواره العالية التي قد تبلغ قسوتها أحيانا مبلغا كبيرا يتجاوز قسوة السجون.

وعلى امتداد ستّ قصص قصيرة ضمنتها روان بن رقية هذا الكتاب تستدرج الكاتبة جمهور القرّاء إلى قضايا وتفاصيل يعيشونها بشكل يومي، لكن دون التفطن إليها ولا الوقوف عند معانيها.

ولعلّ النهاية المفتوحة للكتاب تتضمن دعوة إلى الغوص في عالم السجينات ومحاولة تفكيكه وفهم أبعاده: "هؤلاء السّجينات هنّ بنات الحياة الأحرار، لم يتعالين على التّعالي، واخترن طريق الاعتراف بالخطيئة، ومسلك البؤس والأحذية المثقوبة. أمّا أنا، فقد انحزت إلى الحريّة الممتلئة بغبار الشّرف." بهذه العبارات أنهت روان بن رقية مجموعتها القصصية فاسحة المجال للقارئ لمشاركتها التفكير في ما يمكن أن ينجرّ عن حياة ما بعد مغادرة السجن.

واللافت في هذه المجموعة القصصية أنّها مترابطة من ناحية الحبكة القصصية، وكأنها رواية من فصول متعددة، تختلف فيها الشخصيات ولكن تلتقي عند مضامين متقاربة، تبدو في ظاهرها قصصا منفصلة، ولكنها في الحقيقة مترابطة بخيط دقيق خفي لا يكاد يُرى إلا بتقدم الأحداث وتعقدها.

والكتاب لا يخلو من طرح فلسفي يلامس قضايا الحرية والجسد والأخلاق، حيث لا يقتصر الأمر على نقل معاناة النسوة السجينات، ولا عن الوصم الاجتماعي الذي يلاحقهنّ ليغوص في حقيقة المعارك الوجودية التي تخوضها النساء السجينات دفاعا عن أنفسهنّ وشرفهنّ وصورتهنّ أمام مجتمع لا يزال في جانب كبير منه يعيب على المرأة ما لا يعيبه على الرجل.

وفي هذه المجموعة القصصية لعبت الكاتبة في النصّ دور صحفيّة تجوب أركان سجن نسويّ، لا بحثاً عن الحقيقة الصحفيّة أو الفلسفيّة فحسب، بل لتنفض الغبار عن تفاصيل قصص كثيرة تراكمت بمفعول التجارب والأزمات التي واجهت بطلاتها، ممتدة من السجن الواسع الذي يجسده المجتمع وتشوهاته وتناقضاته، إلى السجن الضيق الذي سلبهنّ الحرية وأوقعهنّ تحت سياط الهيمنة والتسلط والاستغلال والابتزاز.

تطرح الكاتبة في "حبس النّساء" تعريفا جديدا لمفاهيم الحريّة والأخلاق والجريمة والجزاء والشّرف والإفلات من العقاب، وهي مفاهيم قد تختلف من فئة إلى أخرى، وفي أحيان كثيرة يكون الجلاّد فيها ضحيّة، والضحية جلّادا.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com