"عاشقة و لا أنظر في النهر".. الشاعرة التونسية آمال موسى تحتفي بالمرأة وتتغنى بالأنوثة
"عاشقة و لا أنظر في النهر".. الشاعرة التونسية آمال موسى تحتفي بالمرأة وتتغنى بالأنوثة"عاشقة و لا أنظر في النهر".. الشاعرة التونسية آمال موسى تحتفي بالمرأة وتتغنى بالأنوثة

"عاشقة و لا أنظر في النهر".. الشاعرة التونسية آمال موسى تحتفي بالمرأة وتتغنى بالأنوثة

لم تخرج الشاعرة التونسية آمال موسى في ديوانها الشعري الصادر حديثا "عاشقة ولا أنظر في النهر" عن التوجهات التي رسمتها لنفسها منذ بدء تجربتها الشعرية، فجاء الديوان حافلا بمديح المرأة والاحتفاء بإبداعها.

والديوان الشعري الذي صدر عن دار "سيراس" للنشر في تونس، ترافق مع بدء آمال موسى تجربة جديدة، حيث تشغل منذ نحو شهرين منصب وزيرة المرأة في الحكومة التونسية.

وبعيدا عن هذا المنصب السياسي، فقد كان حضور المرأة في شعر آمال موسى غامرا، ومثل محورا رئيسيا لأعمالها الشعرية، وبدا هذا الديوان الجديد مشحونا بالمعاني الدالة على ذلك أكثر من أي وقت مضى.

ومن الغلاف الخارجي للكتاب ينطبع لدى القارئ هذا الاحتفاء بالأنثى، بألوان زاهية يغلب عليها البياض في عمقه، موشحا بالوردي النابض بالجمال والأنوثة، ثم هي تتوغل داخل هذا الديوان، من قصيدة إلى أخرى بقلم المرأة وإحساسها، بعيدا عن التخفي واعتماد التورية، فكانت تقول ما تريد على النحو الذي تريد، وتعبر عن المعنى المقصود بكثير من الوضوح، وبأسلوب مباشر ينفذ إلى المتلقي ويترك فيه أثره.



في هذا الديوان أعرضت آمال موسى عن تقديم المرأة كمفهوم لا يكاد يجاوز بعده الجسدي، بل استحضرت عددا من الأساطير والنماذج والتجارب الشعرية السابقة لتتغنى بالجسد الحي الذي يحتفي برغباته وفتنته.

وتتجلى الأسطورة انطلاقا من العنوان الذي يستحضر "أسطورة نرسيس الإغريقية"، وتقول هذه الأسطورة بلغة شاعرية لافتة: كان نرسيوس أو النرجس شابا وسيما شغفت به النساء حبا، فتحلقن حوله، وتغنين بجماله ووسامته، لكنه صدهن، ولم يشفق على قلوبهن الخافقة بحبه، فغضبت عليه الآلهة، وحكمت عليه جزاء قسوته، بالافتتان بجمال صورته التي تنعكس على صفحة الماء في جبل هلكون، فلا يتمكن من الانفصال عنها، ومنذ ذلك الحكم ظل الفتى الوسيم مشدودا إلى صورته المتراقصة على غدير ماء لا يفارقها حتى أدركه الموت، وبعد رحيله المبكر نبتت زهرة نرجس في مكان موته لتذكر الناس بجمال وجهه الفاتن ورائحة لباسه العطر".

لكن الشاعرة في استلهامها هذا المعنى تتجاوز ما انتهت إليه الأسطورة، وتذهب إلى حد الاحتفاء بالذات بعيدا عن نرجسية "نرسيس" الأسطورة، والشاعرة بذلك تستكمل ما كانت بدأت به في أعمالها السابقة، فضمنت عملها الجديد نصوصا احتفالية تغنت من خلالها بالجوهر الأنثوي للمرأة ورغباتها وعواطفها وأحلامها، فكانت المرأة محور هذه النصوص، وبدا فيها الجسد حاضرا في كامل عنفوانه وقوته وزهوه، وبكل أساطيره ورموزه وأقنعته.

ولعل هذا النص يلخص كل ما قيل: "إني نهضت من موتي.. كأبهى ما يكون.. في عنفوان الأنوثة.. أتأمل ابتسامة الماء الدافق وهو ينهمر من شعري حتى أناملي.. يحتفي بتضاريسي برفق شديد.. لكأن الماء أنثى هو أيضاً.. أرسلت لمرآتي قبلةً بأحمر شفاه وردي.. لم يعد يعجبني أحمر الشفاه الأحمر.. إنه مباشر جداً.. ثرثار.. لا يكتم الأسرار".

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com