"معجم مصطلحات الفنون البصرية".. محاولة لتأصيل مفاهيم في حقل "التشكيل"

صدر عن دار النشر التونسية "المقدمة" كتاب "معجم مصطلحات الفنون البصرية" للفنان التشكيلي التونسي سامي بن عامر، ليكون بذلك أول إصدار عربي من نوعه في هذا الحقل الفني المهم.

ويجوب الفنان بن عامر مختلف المحافظات التونسية لتقديم كتابه الجديد الذي يُعدّ أول معجم عربي غير معرّب يهتم بمصطلحات الفنون البصرية.

ولا ينقل الكتاب الجديد مضامين معاجم فرنسية أو إنجليزية متخصصة في الفنون البصرية إلى اللغة العربية، وهو ليس مجرّد استعراض للمصطلحات والمفاهيم والتيارات الشهيرة في الفنون التشكيلية بل بلورة لشبكة من المفاهيم والمدارس والتجارب التي تم خوضها في الفنون التشكيلية، وهو مرجع يلبّي حاجة الباحثين في مجالات ذات علاقة بالفنون البصرية.

والكتاب، الذي يحل، اليوم الخميس 14 تشرين الأول/أكتوبر، ضيفًا على جمعية "آرت كوت" بمدينة تونس العتيقة، يختزل تجربة حياة، فهو حصاد 3 عقود لما أنجزه ووثقه مؤلفه في مسيرته الجامعية من دروس وبحوث ومقالات علمية ومحاضرات، وهو حصيلة تراكم تدقيق في تجارب رواد الفن التشكيلي ليمثل الكتاب إضافة نوعية مهمة للمكتبة العربية.

ويتطرق الكتاب، بحسب عروض له في الصحافة، إلى مئات المصطلحات والألفاظ المستخدمة والمتداولة في مجال الممارسة البصرية الإبداعية، وفي مجال الكتابة النقدية والصحفية حول الفنون. وبعض هذه المصطلحات قد يكون بديهيًا في نظر البعض، غير أن هذه المعرفة البديهية بتلك المصطلحات، يمكن أن تحمل في طياتها بعض المغالطات الشائعة نتيجة للتداول والاستخدام، لهذا تأتي أهمية هذا المعجم من أجل وضع تعريف شبه جامع لكافة المعاني التي تحملها هذه الكلمات الشائعة الاستخدام.

ويقول الفنان التشكيلي سامي بن عامر في مقدمته للكتاب إن "كل مجال معرفي يتأسس على منظومة من المصطلحات التي تنتج معرفته، وهو ما يعطيها أهمية كبيرة ويدفع الباحثين إلى استقرائها بحثًا عن المعنى، وتطلعًا إلى باطن المعرفة المتجددة بتجدد الفكر والعصر، فلا شك أنه لا سبيل إلى اعتماد أي مصطلح دون اعتبار المنظومة الفكرية والفلسفية المنتمية إلى الفضاء الزمني الذي يولد فيه"

يشار إلى أن مؤلف هذا الكتاب المعجمي، فنان تشكيلي، وأستاذ التعليم العالي بالمعهد العالي للفنون الجميلة في تونس، وأشرف كذلك على إعداد الكثير من مذكرات الماجستير، وأطروحات الدكتوراة.

وتخرج سامي بن عامر في جامعة السوربون، حاملًا شهادة الدكتوراة، وعمل في تدريس الفن في المعهد العالي للفنون الجميلة في تونس ثم مديرًا له، كما شغل منصب الأمين العام لاتحاد الفنانين التشكيليين التونسيين، وكُلف بمهمة إعداد المتحف الوطني الحديث والمعاصر في تونس.

وصدر للمؤلف سامي بن عامر كتاب "الفنون الجميلة: الاصطلاح وموقعه من الفكر الحديث"، وله العديد من المعارض الفردية، وكان آخرها معرضه الافتراضي، في العام 2020، الذي حمل عنوان "لمسة مميتة" وتمحور حول تأثيرات جائحة "كورونا" كما شارك بأعماله في عشرات الفعاليات الجماعية المحلية والدولية في: المغرب، والجزائر، وتركيا، وعُمان، وكولونيا، وبكين، والكويت، ولندن، والقاهرة، ودبي، والشارقة.