المجموعة القصصية "بطعم الفانيليا".. الضعف البشري في مواجهة الموت والمرض والحرب
المجموعة القصصية "بطعم الفانيليا".. الضعف البشري في مواجهة الموت والمرض والحربالمجموعة القصصية "بطعم الفانيليا".. الضعف البشري في مواجهة الموت والمرض والحرب

المجموعة القصصية "بطعم الفانيليا".. الضعف البشري في مواجهة الموت والمرض والحرب

في قالب واقعي، يقدم الكاتب الجزائري محمد جعفر، قصص مجموعته "بطعم الفانيليا" الصادرة حديثا، موثقا حالات ضعف بشري في مواجهة الموت والمرض والحرب.

وتضم المجموعة 15 قصة، تراوحت بين القصة القصيرة والقصيرة جدا، وراعى فيها الكاتب مختلف صنوف الكتابة.

وعن سر العنوان، قال جعفر في حديث خاص لـ"إرم نيوز"، "إنه الذوق الذي قد تجمع عليه الغالبية، نكهة تجمع مجموعة نكهات، وتوحي بالسلاسة والمرونة علها تجد قبولا لدى القارئ. إنه التوليفة المناسبة لمجموعة قصصية تراعي التباين والتشكيل وفق هذا التنوع".



وأضاف جعفر: "جنحت في قصص المجموعة كعادتي إلى التجريب، إذ كانت مجموعتي السابقة (ابتكار الألم) متخصصة، وتكاد تكون بخط واحد، ورؤية فنية واحدة وإن تمايزت في التشكيل، ولكني نوعت في المجموعة الجديدة من حيث الأسلوب والفكرة، ومن ناحية التقنية والتشكيل، مقربا ما استطعت بين الذائقة مهما كانت متباينة".

واستوحى الكاتب مجمل قصصه من الواقع الراهن، دون إفراط في المباشرة، بما فيها من تقريرية وإنشائية، منتصرا للجانب الإبداعي على مستوى اللغة.

وفي قصة "نافذة البيت الأزرق" يخرج الكاتب عن المألوف، لينقل هواجس سيدة تبث ما يعتريها على صفحتها في فيسبوك موثقا تاريخ النشر في تتالٍ عكسي، ليكشف تغيراتها النفسية وتطلعاتها ورؤاها.

ويقول بلسان بطلته: "ربما سأظل بحاجة إلى رفقة، وأما جنس الرجال فلا يُعوَّل عليه. يمكنني أن أقنع بأي حيوان أليف. لن يكون كلبا طبعا، فأنا أكره جميع الكلاب، وهي تذكرني بمن لم أعد أرغب في تذكرهم، كما سأرحب مثلا، معي بقطة مدهشة".

وكما يتحدث الكاتب في أكثر من قصة عن البدايات وتطور العلاقات الاجتماعية، نراه في قصص أخرى يركز على معاني الفقد واعتمال الشوق، راصدا تأثير الواقع الصعب على الأفراد، وتشتت الأُسر والأحباب؛ كما نرى في قصة "رسالة".



وللموت وكوابيسه حيز من قصص المجموعة، ليبث الكاتب امتعاضه من ويلات الحرب وهواجس الضحايا، يقول في قصة "براءة": "إنها الحرب، يتحدث باقي الرجال. فيما تنوح أمي والنساء. الذباب في الأنف وحول فمي يضجرني، يعاندني، ووحدها مريم تهتم. تخرج من جيبها قطعة كعك تقتسمها معي. تبتسم".

ويعرض الكاتب للفوضى التي تعتري النفس البشرية وما يشوبها من تخبط. يقول في إحدى قصصه: "أجد نفسي داخل مسكني. تخبرني بذلك صوري المبروزة مع بعض الشهادات التي تحمل اسمي، والمعروضة على الجدران، وأما في إحدى الغرف والتي احتوت مكتبة ضخمة، فإني أتساءل متعجبا: متى تسنى لي قراءة كل هذا؟".

وصدرت المجموعة بطبعتين، الأولى عن دار الأجنحة الجزائرية، والثانية عن دار فضاءات الأردنية، مطلع العام 2021، وتقع في 140 صفحة من القطع المتوسط.

يُذكَر أن محمد جعفر، روائي وقاص جزائري، صدرت له مجموعة أعمال روائية؛ منها "هذيان نواقيس القيامة"، و"لابوانت"ّ، ومجموعة قصصية بعنوان "ابتكار الألم"، وصلت إلى القائمة القصيرة لجائزة الملتقى العربي التي تنظمها الكويت.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com