"من قلبي تولد الحروف".. نصوص نثرية للسورية خولة عبيد عن الحب والوطن
"من قلبي تولد الحروف".. نصوص نثرية للسورية خولة عبيد عن الحب والوطن"من قلبي تولد الحروف".. نصوص نثرية للسورية خولة عبيد عن الحب والوطن

"من قلبي تولد الحروف".. نصوص نثرية للسورية خولة عبيد عن الحب والوطن

تتحرى الأديبة السورية خولة عبيد، في نصوص باكورة أعمالها الأدبية، التي تحمل عنوان "من قلبي تولد الحروف"، البساطة وعمق المعنى في تكثيف لافت يتواءم ومرحلة ما بعد الحداثة.

جدلية الحب والفراق

وتركز عبيد في مجموعتها على جدلية الحب، منتصرة للشغف والتشبث بعمق المشاعر في لمحات وجدانية اعتمدت من خلالها على الألفاظ والتراكيب الرقيقة الشفافة. تقول في أحد نصوصها: "لك في مرآتي/ زاوية تملكتها/ أحاورها، أمازحها/ أتراقص أمامها/ وأرتجف لحظة تلاقي العيون/ لقاءات/ أتمناها أبدية".

وفي نص آخر؛ تقول: "لا أعرف كيف أكتفي منك/ كل ما أعرفه هو احتياجي لمزيد من القلوب النقية/ لأحبك كما يليق بك/ فقلب واحد لم يعد يفي/ يؤلمني".

وعن لوعة الفراق تقول: "إن الذين إذا ما الموج أرساهم/ تراقص الدمع يروي بسمة المقلِ/ يروي حكاية ود طالما عزفت/ وغردت وبدت لحنا من العسلِ".

الوصف

وتتجلى في المجموعة قوة الوصف والخروج للطبيعة والتوحد مع مفرداتها، لتتحول إلى معادل موضوعي لما يكتنف النفس البشرية من وجد وفقد، تقول: "أنا ومالكي الحزين/ نترقب.. ننتظر/ إلى متى نطأطئ الرأس؟ راجين قطرات المطر/ لتسد بعضا من الرمق/ إلى متى سنبقى خانعين؟ جاثين/ نرجو الرحمة/ المغفرة/ الخلاص/ هل سيستجيب؟ ونحن بهذا الخنوع!".

الجنوح للتجديد

وتجنح الشاعرة في نصوصها إلى التجديد لتصيغ رؤاها في قالب بعيد عن التقليدية؛ تقول في قصيدة "خريطة ثائرة": "جنونه الدائم لحظة العناق/ رسم خريطة أخرى للحب/ وهل للحب خرائط! أم أنه ثورة تجتاح؟ بل هو خريطة ثائرة/ يخضع لها كامل الجسد/ وبهدوء تام ساحر/ تتغير الألوان تدريجيا/ من أخمص القدمين/ إلى حدود الهواء/ لتكتسب القرمزي هالة/ تثقل الأكتاف".



وانحازت الأديبة في بعض نصوصها إلى تقنية الومضة بجماليتها المتمثلة في التكثيف وعمق الرمز. تقول متخذة من النص حاملا لآرائها وقناعاتها: "بينما كانت تصلي لقلبه/ كان يزركش/ ورقة طلاقها/ بنقطة انتهى".

الهم الوطني والقومي

وتنزع نصوص المجموعة إلى توثيق الخراب في العالم العربي، في تجلٍّ للهم الوطني والقومي، لنشهد حالة الحلم بعالم أفضل، عنوانه السلام والنقاء.

تقول الشاعرة في نص حمل عنوانا يشي بمضمونه، "خذلان"، لتعبر الشاعرة عن خلجات ذاتها برمزية تتوارى خلفها، محملة النص مستويات خفية من المعاني: "في عمق ياسمينة بيضاء/ كُتِب تاريخ بدماء/ لم يلحظه المارة/ نائمون في حانة حمراء/ وخاصة الخاصة قلة/ نبيلهم ينشدهم/ والصوت من وراء حجاب/ فاستنكر عليهم فعلهم/ مصله بات يباب".

وفي نص آخر تقول: "كلما فرحتُ/ ذكرني بأني عربية/ عليَّ أن لا أنسى جراحي/ وكأني موشومة بالحزن".

التمرد على الأعراف

وتعلن الشاعرة في مجموعتها تمردها على الأعراف الاجتماعية في محاولة للفكاك من قيود تشل حركة التاريخ وتعيق النهوض والارتقاء؛ تقول: "موسيقى القبيلة زمجرت/ ترفضه/ كافر في عرفهم/ يكيلون له في صلواتهم/بينما كان يتوضأ حبا/ فأي دين أنتم تزعمون".

وغاب عن المجموعة التبويب، فلم تخصص فصولا لكل صنف من النصوص، في سرد عفوي يتداخل فيه الشخصي مع الهم العام، والواقعي مع الخيالي.

رقص مع الخيال

وفي حديث خاص لـ"إرم نيوز"، قالت عبيد إن "المجموعة مولودي الأول وتضم مجموعة نصوص نثرية وومضات قصيرة احتاجت كثيرا من التركيز والتكثيف والقوة اللغوية المشروطة بالاختزال المجدي للوصول إلى الهدف".

وأضافت: "تناولت المجموعة عديدا من المواقف عن عمق الواقع، ولامست مفاهيم تعنيني وجدا، الأب، الأم، الابن، الصديق، الحبيب، والوطن وما يمر به من محن ومآس أدمت القلب".

وتصف الشاعرة نصوصها بأنها "رقص مع الخيال، ومعانقة للغيم هربا من الواقع، أرسم لها هالةً قد تكون واقعية أو خيالية، أزركشها بمفردات وصور تليق بها، ومن ثم أبدأ بصياغتها في تراكيب وجمل تخدم المعنى، وتوصل الفكرة في قالب أدبي خاص. وجاء العنوان كما جاءت الحروف ولادة بلا رتوش، فالكلمات حينما تخضع للمنظومات العقلية تختلف عن تلك التي تولد من المنظومات القلبية".

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com