"ثلاث وستون".. رواية جديدة للعراقي أحمد الجنديل عن الفساد وضياع القيم
"ثلاث وستون".. رواية جديدة للعراقي أحمد الجنديل عن الفساد وضياع القيم"ثلاث وستون".. رواية جديدة للعراقي أحمد الجنديل عن الفساد وضياع القيم

"ثلاث وستون".. رواية جديدة للعراقي أحمد الجنديل عن الفساد وضياع القيم

تدور أحداث رواية "ثلاثٌ وستون" الصادرة حديثًا، للكاتب العراقي أحمد الجنديل، حول معاناة مدرس أفنى شبابه في مجال التعليم، وبعد وصوله الى مرحلة التقاعد بدأ يواجه حالات من الفساد الإداري أثناء إنجازه معاملة التقاعد.

ومن هنا يبدأ الصراع بين المثل العليا التي رافقته طيلة عمله الوظيفي، وبين حالات الفساد المتفشي في مراكز السلطة، ليتمم العمل الجديد ما بدأه الكاتب من انتصار للقيم في روايتيه السابقتين؛ "إمبراطورية الثعابين" و"آلهة من دخان".

وفي حديث خاص لـ"إرم نيوز"؛ قال الجنديل إن "البطل في الرواية يواجه صنوفًا من التعامل المنحرف في دوائر الدولة، فيرفض إعطاء الرشوة ويصبر للحفاظ على سيرته النظيفة، ونتيجة المعاناة والتعب وهو يتنقل من محافظة إلى أخرى، يتعرض لأزمة تغير مجرى حياته".

وأضاف: "تهدف الرواية إلى كشف الفساد الإداري والإساءة إلى رمز تربوي، ودفعه إلى ممارسة انحراف لم يمارسه يومًا خلال مسيرته المهنية".

وتعمد الرواية إلى كشف المستور ورفع الغطاء عن حالات الفساد، في حبكة متماسكة بعيدة عن الترهل، دعمها الكاتب بعنصر التشويق.

وصاغ الكاتب روايته بأسلوب سردي درامي، على شاكلة السيرة الذاتية، فاردًا حيزًا للوصف وكأنه يصور المشاهد بعدسة سينمائية.

وعمد الكاتب إلى استخدام تقنية الاسترجاع للإضاءة على ماضي الشخصيات وبناء الحدث، ولم تغفل الرواية التركيز على المكان ودلالاته.

وعلى الرغم من المنحى الواقعي، تبرز في الرواية لمحات رمزية، مع ارتفاع الحس النقدي الذي يبرز منذ السطور الأولى للرواية، معبرًا عن غضب بطل العمل وتمرده على سلبيات باتت عرفًا في دوائر الدولة.

وتدل لغة السرد على خيبة الأمل الواضحة، مع غياب الإرادة الحقيقية للتغيير نحو الأفضل، وكيف تحول المذموم إلى أمر طبيعي صار من ضرورات التأقلم مع المرحلة الجديدة بكل ما فيها من إسفاف وفساد وبحث عن المنفعة الشخصية.

ويبالغ الكاتب في وصف الشخصيات ليؤكد على ما وصل إليه الواقع، ففي الرواية نجد من يتخذ الدين ستارًا لأهوائه، جنبًا إلى جنب مع حاملي شعارات الوطنية للتغطية على خبث سرائرهم.

ويرى الكاتب في روايته أن الحل يكمن في تفعيل دولة القانون، ووضع الكفاءات في مكانها الصحيح.

وعمد الكاتب إلى توريط القارئ في مجريات الأحداث، من خلال اللعب على وتر العاطفة، بتقديم بطل العمل كمعلم مظلوم، رسالته زرع القيم والمبادئ في نفوس الجيل الناشئ، فبعد سنوات في مضمار التعليم بلغ الرجل الثالثة والستين، وعليه إنجاز معاملة التقاعد، ومن هنا جاء عنوان الرواية.

"ثلاثٌ وستون" من إصدارات العام 2021، عن دار مداد العراقية، وصدرت عنها طبعة أخرى من دار تموز السورية، وتقع في 161 صفحة من القطع المتوسط.



عن الكاتب

أحمد الجنديل، قاص وروائي وناقد عراقي، يبلغ من العمر 73 عاما، وعضو اتحاد الأدباء والكتاب في العراق، وعضو نقابة الصحافيين العراقيين. وينشر مقالاته في دوريات محلية وعربية عدة.

صدرت للكاتب في القصة القصيرة؛ مجموعة "الهذيان داخل حقيبة الموت" عام 2007، و"أنا وكلبي والصقيع" عام 2007، و"طقوس لا تعرف الحياء" عام 2009، و"بيادر الخوف" عام 2010، و"لا شيء سوى السراب" عام 2012، و"سواقي العسل المر" عام 2013.

وفي الرواية؛ صدرت للكاتب رواية "الرماد" عام 2011، و"إمبراطورية الثعابين" عام 2017، و"آلهة من دخان" عام 2019، و"الشيطان يتألق ليلا" عام 2020، و"غابة الوهم" عام 2020.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com