الناقد العراقي كامل الدليمي يعرض أسباب نكوص الثقافة العربية في كتابه "مغفلون بلا مصائد"
الناقد العراقي كامل الدليمي يعرض أسباب نكوص الثقافة العربية في كتابه "مغفلون بلا مصائد"الناقد العراقي كامل الدليمي يعرض أسباب نكوص الثقافة العربية في كتابه "مغفلون بلا مصائد"

الناقد العراقي كامل الدليمي يعرض أسباب نكوص الثقافة العربية في كتابه "مغفلون بلا مصائد"

نشر الناقد والشاعر العراقي كامل حسن الدليمي حديثًا كتابه "مغفلون بلا مصائد"؛ الذي يضم مجموعة دراسات في الثقافة العربية وأسباب نكوصها في العقدين الأخيرين.

ويتطرق الكتاب لجملة صعوبات وهموم تقف أمام الثقافة العربية، وأسباب فقدان فاعليتها في العقل العربي الجمعي وكل ظاهرة من الظواهر السلبية معززة بالشواهد من واقع الثقافة.



ويتضمن الكتاب عرضا شاملا لمقترحات وحلول لبعض الإشكاليات، في محاولة من الكاتب للنهوض بسوية الثقافة ورفع معاييرها؛ متطرقا من خلال فصوله إلى أزمة التهافت في الثقافة العربية، وجلد الذات، والآثار السلبية للاستشراق على الثقافة، وحدود الحرية، وإشكالية اجترار الماضي، وموقع الثقافة من المعلوماتية، والعولمة وأثرها في ضياع الهوية، وتفشي رفض الآخر المختلف سياسيا واجتماعيا ودينيا.

ويطرح الدليمي في كتابه تساؤلا؛ مفاده: "هل الأمة عاجزة عن التفوق؟ والجواب: قطعا لا، لأن الأمة حية تمتلك ذات العقول إلا أنها مقموعة تماما، ومعطلة، وقائمة على أساس انتظار المخلص أو المنقذ، الذي يشكل حجر عثرة أمام التفكير المنتج".

ويضيف: "الأمة استهلكت ما تجود به النظريات الغربية في كل شيء، أمة مستهلكة على الدوام لكل شيء، ينتج الغرب ليعيش العرب يُصنِّع الغرب لنقاتل وينتفع".

وعن الواقع التعليمي في العالم العربي؛ يقول الكاتب: "لا تنفك العلاقة بين الثقافة والتعليم، فكلما نشطت المؤسسات التعليمية، وسارت وفق خطوط علمية، ترتقي بالعقل، وتنمي فكر المتعلم، وتحصنه من شباك التجهيل الديني والاجتماعي، فالتعليم الرديء لا ينتج ثقافة جيدة، لذلك فإن تراجع التعليم العربي المعاصر أدى بالضرورة إلى تراجع مماثل في الحركة الثقافية عموما".

ويبقى السؤال المهم الماثل في الكتاب؛ هل تكمن العلة في إرادة المثقف الحقيقة في التغيير؟ ليخلص الكاتب إلى أن "المثقف المنحرف سلوكيا، والسلطة الجاهلة المجهلة يقفان صفا واحدا ضد حركة التطور المبني على القواعد العلمية لحركة الحياة الطبيعية، على الرغم من أن التضييق على الحريات قد يتحول إلى حافز لانطلاق المواهب ونمو الثقافة، وهنا يكمن الاختبار الحقيقي لقوة الثقافة وإيمان المثقف بقضيته".

وينتصر الدليمي للأمل، معتبرا أن "قدرة المثقف على إضاءة المناطق المظلمة التي تفرضها السلطة، من شأنه أن يحقق نصرا مؤزرا على الظلم والضبابية، ويسهم في بث روح الأمل وإشاعة الجمال، وجعل الحياة أكثر فاعلية، مسلطا الضوء على دور الأدب والفن لدى جميع شعوب الأرض، فبمجرد أن يشعر الفرد بجمال الحياة ينصرف بالضرورة عن الخرافة والجهل".

وفي حديث خاص لـ"إرم نيوز"؛ قال الدليمي: "لا مجاملة مطلقا في هذا الكتاب، رغم قسوة المشاهد الثقافية، الأمر الذي يستدعي العمل الجاد والمستمر لحلول آنية، ووضع استراتيجيات تعالج التهديدات لموروث الأمة وحضارتها وإرثها الثقافي".

وأضاف "في هذا الكتاب نكرس جهودنا لالتقاط صور التردي والانحطاط الثقافي التي عكست قبح العالم، وتراجع الثقافة بسبب الطارئين الذين سعوا جاهدين لفرض إرادات الجهل والتخلف عبر أذرعهم الواهنة التي لم تجد من يقف بوجهها".

ويؤكد الكتاب أن الثقافة العربية تمتلك مقومات النهوض وعوامل النجاح، ويحتوي كذلك على موضوعات ساخرة تستهدف نبذ الظواهر السلبية.



واستشهد الكاتب بصور حية من الواقع لشخصيات مارست تشويه الثقافة العربية، بدعوى تخلفها عن ثقافة الغرب، وعمل على ذلك أشخاص ينتمون للوسط الثقافي ورجال دين حسبوا على الدين زورا.

صدر الكتاب عن دار النخبة للطباعة والنشر والتوزيع في العاصمة المصرية القاهرة 2020، ويقع في 288 صفحة من القطع المتوسط.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com