تمجيد العزلة والصرخات البدائية في رواية "زواحف سامة" لعبدالنبي فرج
تمجيد العزلة والصرخات البدائية في رواية "زواحف سامة" لعبدالنبي فرجتمجيد العزلة والصرخات البدائية في رواية "زواحف سامة" لعبدالنبي فرج

تمجيد العزلة والصرخات البدائية في رواية "زواحف سامة" لعبدالنبي فرج

تعالج رواية "زواحف سامة" للكاتب المصري عبدالنبي فرج، قضية العزلة وانعكاساتها على الذات البشرية، حيث العنف والظلمة والغضب.

وعلى عادة "فرج" في أعماله السابقة، تبقى القرية وعالمها الأسطوري مصدرا رئيسا للسرد، بما تحمله من إيحاءات تحيل إلى البساطة وصخب المشاعر الإنسانية والارتباط بالطفولة. لتصطدم في الوقت ذاته بطموح الشباب والرغبات والأحلام، وليفرض الواقع القاسي سطوته ويحيل أبطالها إلى أفراد منكسرين مغتربين عن ذواتهم المبدعة الخلاقة.

ويبث الراوي رسالته من خلال مسارات عدة: الأول يتجسد بالراوي المحبط الغريب عن القرى والعالم، الوحيد في عالم يمجد الغضب والعنف، والثاني يتتبع أسرة البقال ويقدم من خلاله عالم القرية، ومسار ثالث لغريب يعشق الجبل ويهجر أهل القرية متوحدا مع الطبيعة.

يقول الكاتب في روايته: "وبعد أن شرب الشاي استلقى على ظهرِه، واستغرق في نوم عميق؛ يسحب الهواء بقوة حتى عمل لنفسه مجرى هوائيا يتدفق حتى يكاد يراه وهو يدخل إلى أنفه، يسحب روائح الزهور والأعشاب، ويحلم بجبال ضخام؛ جبال عصية، كائن حي، مروج من الكائنات المتدفقة كأنها بساط يتقلب بألوان الطيف الفيراني، جلد النمر الذهبي، الأبيض الأخضر الأصفر الأسود".

ويضيف: "قام من النوم وهو يشهق وينتحب، عاريا في الصحراء، يجري، يصدر صوتا أشبه برغاء الجمل، عاريا يتمرغ في الرمال كأنه مسعور يريد أن يلتحف بالرمال، كان في قمة اليأس، يقعد على ركبتيه ناظرا إلى الصحراء الموحشة، الصحراء الخالية من الحياة، مهتزا، مشوش الذهن، يتكلم عن أبواب الصحراء المغلقة، والطرق المتاهة، والدروب الشراك، والسهول الخادعة، يصرخ بصوت حيواني مريع، أنا وحيد، بلا دليل، بلا ذاكرة أو عقل يدرك أنني في الجحيمِ، ثم سقط مغشيا عليه وظل على هذه الحال.. تتابع عليه برودة، وحرارة، وأوراق تذبل، وأوراق تزدهر، وأصوات مختلفة تتدفق داخل أذنه؛ كأنها أصوات موسيقى كونية".

وفي حديث خاص لـ"إرم نيوز"، قال فرج: "أبحث دائما عن شخوص واقعية تثري السرد وتحمل أبعادا متعددة، ولكن عندما أمسك بالشخصية أعيد بناءها في إطار تخيلي".

وأضاف: "تحريت في روايتي الأخيرة التجديد، مبتعدا عن البناء المركزي، فلا شخصية تستحوذ على السرد، بل تظل الرواية في حالة تشظ، لذلك استخدمت المونتاج تقنية أساسية في العمل، بما يتواءم ومسارات السرد الثلاثة".

 

الكاتب في سطور

عبدالنبي فرج، روائي مصري، يعمل في المجال الصحافي. سبق أن صدر له المجموعة القصصية ”جسد في ظل“، ورواية ”طفولة ضائعة“، ورواية ”مزرعة الجنرالات“، ورواية ”سجن مفتوح“، ورواية ”الحروب الأخيرة للعبيد“، والمجموعة القصصية ”بار مزدحم بالحمقى“، ومجموعة ”يد بيضاء مشعة“.

"زواحف سامة" من إصدارات دار خطوط وظلال للنشر والتوزيع، الأردن، وتقع في 250 صفحة من القطع المتوسط. رسم لوحة الغلاف الفنان محمد العامري، وصممه بسام حمدان.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com