"الحروب الأخيرة للعبيد".. حين يسيطر الخوف والعنف على حياة البسطاء
"الحروب الأخيرة للعبيد".. حين يسيطر الخوف والعنف على حياة البسطاء"الحروب الأخيرة للعبيد".. حين يسيطر الخوف والعنف على حياة البسطاء

"الحروب الأخيرة للعبيد".. حين يسيطر الخوف والعنف على حياة البسطاء

تصور رواية "الحروب الأخيرة للعبيد" للكاتب المصري، عبدالنبي فرج، المشكلات المصيرية للإنسان المعاصر بلبوس تراجيدي، حين يسيطر الخوف والعنف على حياة البسطاء.

وامتاز أسلوب الكاتب باعتماد لغة قوية وخشنة وصريحة، تبث في فصول الرواية حالة من التوتر القلِق، بما يتواءم وموضوع الرواية القائم على الإجهاد والتطرق لأجواء كابوسية.

وفي حديث خاص لـ"إرم نيوز"؛ قال فرج، إن "أحداث الرواية تدور في الريف، حيث يتجلى الصراع في أعلى درجاته وقوته؛ من خلال شخصيات تنتمي للماضي، وتدفعها رغبة محمومة لفرض سيطرتها على المكان من خلال الإقطاعي (البيه الإقطاعي المهيمن) الذي يمارس استبدادًا لا مثيل له، لإخضاع أهل القرية لسطوته، إلا (موسى الكومي) عدوه اللدود".

وأضاف "عندما يقتل الإقطاعي عدوه، يشعر بالخواء، وأن هناك خللًا في طبيعة الكون قد تحدث. ويدخل في منطقة غامضة؛ لا هو مختل ولا هو عاقل، لا هو حي ولا ميت، لتتداخل قصته مع قصص شخصيات هامشية تثري السرد؛ مثل الجدة والراوي والقاتل المحترف".

وتركز الرواية على هواجس الطبقات الفقيرة، وهمومها اليومية، في الريف المصري النائي، ليتسيد الموقف الحرمان المزمن والخوف المقيم.

يقول الكاتب في روايته، بلسان الراوي العليم: "وسط حقول الموز وعلى ضوء شمعة خسر سعد الكومي ستة آلاف وسبعمائة جنية في القمار وضاع حلمه في الثراء وأن يكون من الأعيان، ويرمى العباءة على كتفه ويحضر مجالس العرف ويتصدر مجالس الرجال.. ضاع حلمه في أن يكون كبيرًا مثل موسى. الشيء الذي لم يستطع أن يبيعه هو طبنجة الوالد، كلما فكر أن يدخل ويسحبها من السحارة تطل صورة أمه فيتراجع، لم يكن يريد أن يصطدم بها. وعندما واجه الأختان سعد بأنه سرق الفلوس وقت وفاة الأب، ثار وضرب على صدره؛ أسرق مالي، وبكى. الأخت الصغرى بكت هي الأخرى والكبيرة كتمت غلها في صدرها".

ويضيف: "رغبتي في الخوف لا تنتهي، هلاوس تكاد تدمرني، ورغم ذلك أحس داخلي أنني أسعى إليها، إن هذه الهلاوس والكوابيس أطلبها، هل أنا منتظم في حياتي اليومية؟ هل أنا ساكن سكون الموتى؟ وداخلي يحتاج إلى ملء هذه الفوضى. كل هذه الشرور رغم أنني أحاول دائما الهروب من البيت، السهر مع أصدقائي حتى ساعات متأخرة. السير على الجسور وحدي وسط الحقول، أنا أدخن بشراسة، هذه قصتي الوحيدة المحققة الآن؛ الاستغراق في التدخين".

"الحروب الأخيرة للعبيد" من إصدارات مركز الحضارة العربية للإعلام والنشر والدراسات، مصر، 2019، وتقع في 125 صفحة من القطع المتوسط.

 

الكاتب في سطور

عبد النبي فرج، روائي مصري، يعمل في المجال الصحافي. سبق أن صدر له المجموعة القصصية "جسد في ظل"، ورواية "طفولة ضائعة"، ورواية "مزرعة الجنرالات"، ورواية "سجن مفتوح"، ورواية "زواحف سامة"، والمجموعة القصصية "بار مزدحم بالحمقى"، ومجموعة "يد بيضاء مشعة".

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com