"يكفي".. ديوان شعري عن الحب في زمن الحرب
"يكفي".. ديوان شعري عن الحب في زمن الحرب"يكفي".. ديوان شعري عن الحب في زمن الحرب

"يكفي".. ديوان شعري عن الحب في زمن الحرب

يتطرق ديوان "يكفي" الصادر حديثا، للشاعر السوري "علي جمعة الكعود"، للحب والحرب في الشرق المثقل بالنكبات، ليشكل صرخة في وجه الظلم والموت، بأسلوب الومضة.

ديوان "يكفي" من إصدارات دار الفراعنة للنشر والتوزيع والترجمة، مصر 2020، ويقع في 100 صفحة من القطع المتوسط.

ويضم الديوان مجموعة قصائد قصيرة جدا، تتراوح من حيث الشكل بين الشعر العمودي وشعر التفعيلة، مع غلبة قصائد التفعيلة.

ويدور مضمون الديون عن الحب بشكله الجميل العذب، والحرب بكل ما تحمله من مآسٍ وبشاعة.

وكتب الكعود قصائد ديوانه الأخير في العام 2019، لترى النور مطلع العام الحالي، وتعكس الواقع المأساوي في سوريا وعموم الشرق، فجاءت معبرة عن حجم الوجع الكبير الذي عانته وتعانيه شعوب المنطقة في ظل مأساة لم تنته.

وفي قصيدة "قلتُ للحرب"، يقول كعود: "قلتُ للحربِ: كفّي بلاءكِ عنّا/ فأجهشَ كلبٌ/ يعيشُ على جُثثٍ بالبكاءْ. قلتُ للكلبِ: يكفي/ أمَا قد شبعتَ؟ فجاوبَني: سوف أشبعُ يا سيّدي/ حينما يشبعُ المجرمونَ من القتلِ/ أو حينَ/ من موتِهم يشبعُ الأبرياء".

هي صرخات الإنسانية المعذبة في وجه الظلم، في نظمٍ يتكئ على اقتناص المفردات وعنصر الدهشة في رسم صورة تسعى للتفرد.

ولعنوان الديوان دلالة واضحة على الإشباع والارتواء من الويلات التي صارت كوابيسها تطاردنا في منامنا، قصائد مختزَلة، تعالج موضوعات شائكة تخدش مخيلاتنا، وُلِدت مع دماء الشهداء ومع عرق الفلاحين ودموع الأرامل والأيتام، كل ذلك دون أن يغفل الشاعر عشق الجميلات الحالمات بغدٍ أفضل، لا مكان فيه للموت والدمار.

وفي حديث مع "إرم نيوز"، يقول الكعود إن "فكرة قصائد الديوان لم تأتِ من فراغ، فهي موجودة يوميا، نمارسها ونتنفسها وتأكل وتشرب معنا، هي فكرة الوجود من عدمه".

وأضاف "لم أتّبع منهجا محددا في تأليف الديوان، بل جاءت قصائده مع دماء الشهداء وعرق الفلاحين ودموع الأرامل والثكالى لتكتب ذاتها في دفتر الأوجاع".

وتابع "الجمهور المستهدف من الديوان هم الفقراء والمحرومون والمعذبون والمقهورون، وقد لا تضمد قصائدي جرحهم، لكنها قد تخفف عنهم ولو قليلا".

وأشار الكعود إلى أن الجديد في ديوانه الأخير، من حيث الأسلوب والمضمون، هو اعتماد القصائد القصيرة جدا، "الومضات"، واقتناص الفكرة وصياغتها بطريقة مبتكرة، تعتمد التكثيف والإيجاز في تناول الفكرة، بعيدا عن الترهل الذي تعاني منه القصيدة المعاصرة.

الشاعر في سطور

"علي جمعة الكعود"، شاعر من مواليد مدينة القامشلي، شمال شرق سوريا، يبلغ من العمر 47 عاما، عضو اتحاد الكتاب العرب (جمعية الشعر)، ويحمل إجازة في الدراسات القانونية، تُرجِمت بعض قصائده إلى اللغات الفارسية والسريانية والإنجليزية والسلوفاكية والفرنسية.

سبق أن صدر للشاعر دواوين "قصائد آيلة للقنوط" عام 2007، و"آزخ وقصائد أخرى" عام 2010، و"نذر العاشق" عام 2012، و"فراشة الوقت" عام 2015، و"وشوم الظل" عام 2017، و"أناشيد بريئة للأطفال" عام 2018، و"أصوات شعرية من الجزيرة السورية" عام 2018.

نشر نتاجه الأدبي في دوريات محلية وعربية عدة، وحاز على جوائز محلية وإقليمية عدة؛ منها جائزة وزارة الثقافة السورية عام 2008، وجائزة عمر أبو ريشة عام 2013، وجائزة غسان كنفاني عام 2015، وقلادة الجواهري الذهبية عام 2017، جائزة دار الفراعنة المصرية عام 2019.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com