"الطريق إلى السعادة الأسرية".. ندوة بتنظيم منتدى الفجيرة الرمضاني
"الطريق إلى السعادة الأسرية".. ندوة بتنظيم منتدى الفجيرة الرمضاني"الطريق إلى السعادة الأسرية".. ندوة بتنظيم منتدى الفجيرة الرمضاني

"الطريق إلى السعادة الأسرية".. ندوة بتنظيم منتدى الفجيرة الرمضاني

نظم "منتدى الفجيرة الرمضاني" بالتعاون مع "جمعية دبا للثقافة والفنون والمسرح" ندوة بعنوان "الطريق إلى السعادة الأسرية" شارك فيها كل من الدكتورة شيخة العري العضو السابق في المجلس الوطني الاتحادي، وعبدالله لشكري مدير مركز الإيجابية للتدريب والتطوير بدبي، وصابرين اليماحي مدرب معتمد في التنمية الأسرية نائب رئيس جمعية الفجيرة الاجتماعية الثقافية، واستضافها مجلس جمعية دبا للثقافة بمدينة دبا الفجيرة، برعاية غرفة تجارة وصناعة الفجيرة، وبحضور نخبة من المسؤولين والمثقفين وجمهور غفير.

وفي إدارته للندوة، أوضح الشاعر والإعلامي خالد الظنحاني المشرف العام لمنتدى الفجيرة الرمضاني أن الأسرة هي النواة الأولى واللبنة الأولى في بناء المجتمع وبناء الحياة عموماً، ذلك أن الأسرة هي أساس المجتمع، وفي ظلال الأسرة يتربى الفرد الصالح وتنمو المشاعر الإيجابية.

وقال إن الإمارات دولة سعادة لديها وزارة للسعادة تعد الأولى من نوعها على مستوى العالم، كما أن الدولة تصدرت المركز الأول في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا واحتلت المرتبة 28 عالمياً كأسعد الشعوب في "مؤشر السعادة العالمي 2016".

وأكدت الدكتورة شيخة عيسى العري أن الأسرة هي أعظم مؤسسة في الحياة، كما أنها النواة الأولى لبناء أي دولة أو مجتمع، وجاءت عظمة هذه المؤسسة من خلال عقد القران الذي يعد أقدس أنواع العقود، لأنه يتأسس على قيم العدل والمحبة والتآزر، فقد وصفه الله في الذكر الحكيم بالميثاق الغليظ، لعظمته وقدسيته في الإسلام. وتظل هذه المؤسسة مقدسة لأنها أنشئت لتدوم وتستمر معها مشاعر المحبة والسعادة بين الزوجين.

ومن جانبه، أوضح عبدالله لشكري أن الطريق للسعادة واضح لبعضهم ومبهم لبعضهم الآخر الذي يتيه في هذا الطريق ويبدأ في الضياع ويفتقد كل عناصر السعادة، وبناء عليه لابد أن تكون هناك أدوات لهذه السعادة، رغم إيماننا المطلق بأن السعادة إحساس داخلي وشعور براحة البال وبقلب ساكن، منشرح الصدر، لذا فهناك خطوات في هرم السعادة، أولها، البقاء، وضمان البقاء من الحاجات الفسيولوجية، ثانيها، الحب الذي بدأ يفتقد رونق هذا المسمى الجميل، وثالثها، الأمان وهو الذي يجب أن نعزف سيمفونيته معاً، لأننا في دولة الأمان، رابع هذه الخطوات، تقديرك لذاتك، بحيث يجب أن تقدر نفسك رغم كل ما يجري حولك، وخامساً، تقدير الآخرين، والإنسان بطبيعته مفطور على حب التقدير من الآخرين، فضلاً عن الابتسامة، فهي مرآة عاكسة لك ولغيرك، والإنصات فهو فن من فنون العلاقات وخاصة الزوجية، بالإضافة إلى التسامح، فهو شفاء القلوب والنفوس ويجعلك في حالة من التوافق في الداخل والخارج، والصبر سلاح جميل من أجل أن تستخدمه في التغافل . 

وتناولت صابرين اليماحي في ورقتها مفهوم السعادة، وأشارت إلى أن السعادة هي انعكاس لدرجة الرضا عن الحياة، كما أنها انعكاس لمعدلات تكرار حدوث الانفعالات السارة وشدتها. وقالت إن السعادة الأسرية هي الشعور بالرضا والطمأنينة والأمان، والسعادة تساعد في تحقيق الإنجازات في مختلف مجالات الحياة.

وذكرت اليماحي أن هناك بعض الممارسات التي تفقد الأسرة السعادة، منها، كثرة الانشغال بالأعمال الوظيفية أو حتى التجارية التي أفقدت المنزل روح الحب والسعادة، بحيث لا وجود لتقييم سليم للوقت ومعرفة حقوق المنزل .بالإضافة إلى شاشة التلفزة الغشاشة ومحاولة العيش في أوهام المسلسلات وعقد المقارنات التي تجعل الشخص ناقماً على الأسرة ولا يسعد معها بشيء .والهاتف النقال والتواصل المستمر مع أشخاص خارج الأسرة بحضور أفراد الأسرة كافة بمعنى أن يكون كل فرد هو " حاضر غائب" في الوقت نفسه، فوجود الهاتف أبعد الأم عن بناتها واكتفت بالأصدقاء، قل الكلام وندر داخل الأسرة وتأثرت بذلك نظرية 20 ألف كلمة للمرأة و7 آلاف كلمة للرجل.

وفي ختام الندوة دار حوار تفاعلي بين المتحدثين والحضور حول أبرز ما ورد فيها من قضايا أسرية ومجتمعية، وفي مداخلة للدكتور أحمد حمدان الغسية، أوضح أن الحياة الأسرية عبارة عن سلة مفاتيح، تبدأ بين الزوج والزوجة عند عقد القران، وهو الوقت الذي يبدأ فيه كل من الطرفين بإلقاء مفاتيحه في السلة المرتبطة بعدّاد تنازلي ينذر بانتهاء وقت استخدام المفاتيح؛ فالشهور التي تسبق الزواج ينسى كل من الطرفين مسألة المفاتيح والزمن يبدأ بالتناقص وينشغل الطرفين بالتجهيز للزفاف والاتفاق على البلد الذي سيقضيان فيه شهر العسل والمصمم الذي سينجز فستان الزفاف وغيرها من هذه التفاصيل؛ والوقت يمضي والمفاتيح لم تستخدم، والحياة تبدأ بفرض قوانينها على حياة الطرفين وهنا يتذكر الطرفان تلك المفاتيح التي باتت تحت شباك العناكب والتي فقدت صلاحيتها.

ومن جهة أخرى، أكد الدكتور سعيد الحساني أن الأسرة تعتبر أهم مؤسسة تربوية في المجتمع والتي لا تستطيع أي جهة أياً كانت أن تقوم بمهامها ووظائفها، ويرجع ذلك إلى أن الأسرة هي أساس تقدم وتطور وازدهار المجتمعات. فإن كانت الأسرة غير صالحة فإنها تصبح عامل هدم في كيان المجتمع، وغالباً ما تواجه الأسر مشكلة في التواصل بين أفراد العائلة وذلك بسبب الحياة الحديثة التي نعيشها ووسائل التواصل الاجتماعي التي انتشر استخدامها بين أفراد الأسرة الواحدة كافة مما يفقد هذا المنزل الحب والسعادة، الأمر الذي يحتم علينا إيجاد بدائل وطرق لتحقيق السعادة الأسرية ولعل أهمها فتح قنوات للحوار الدائم بين أفراد الأسرة الواحدة، واستماع كل فرد للآخر، الأمر الذي يجعل هناك تواصلاً دائماً ومباشراً وهو كفيل بتحقيق السعادة والدفء للأسرة. 

وأكد مستشار التدريب راشد السلامي أن تطور الحياة بشكلها السريع وتغير نمط الاهتمامات ترتب عليه مشكلات لم تكن معروفة في أسرنا من قبل، فأصبحت تشكل لنا هاجساً وتحدياً في آنٍ واحد. وأصبح من الملحوظ تعاظم سقف تحديات ومشاكل العائلة، يقابله في الجانب الآخر تدني سقف الحلول التي يفترض أن تكون مواكبة لتلك المشكلات. 

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com