قصر "المانسترلي باشا".. قصة جمال على ضفاف النيل (صور)
قصر "المانسترلي باشا".. قصة جمال على ضفاف النيل (صور)قصر "المانسترلي باشا".. قصة جمال على ضفاف النيل (صور)

قصر "المانسترلي باشا".. قصة جمال على ضفاف النيل (صور)

أمام ممر طويل مليء بالأشجار على جانبيه، ستقودك قدماك في نهايته إلى بهو كبير، تجد في بدايته الجامع الخاص بسكان القصر من خدم وحشم وباشوات وحريم، وفي منتصفه ينظر إليك بخيلاء تمثال عريق لفؤاد حسن المانسترلي باشا، أما على يمين التمثال، فستتوقف مندهشًا من جمال المعمار ونقوشه الخاص بالسرايا التي كان يسكنها "المانسترلي الباشا".

 وإذا نظرت يساره، ستجد السلاملك، المبنى الخاص لخدم القصر، الذي تحول مؤخرًا إلى "متحف أم كلثوم"، ثم يليه مقياس النيل، وأمامه مبنى الحرملك الخاص بحريم "المانسترلي" - أي زوجاته.

عن "قصر المانسترلي" نتحدث، ذلك التحفة المعمارية المقامة على 1000 متر مربع في جزيرة الروضة بالمنيل، وهو ما تبقى من مجموعة بنائية قام ببنائها فؤاد حسن باشا المانسترلي العام 1851م، الذي يرجع موطنه إلى مدينة مانستر في مقدونيا، كان ناظرًا للداخلية في عهد عباس حلمي الأول، وظل يتنقل في المناصب حتى وصل ليكون محافظًا للقاهرة.

بُنى ذلك الصرح الكبير منذ 1630 عامًا في عهد حلمي الأول، وظل مملوكًا للأسرة العلوية الأولى إلى أن ضمته هيئة الآثار المصرية العام 1951، باعتباره أثرًا تاريخيًا، ثم قامت بتجديده وترميمه واستخدامه في استضافة الحفلات الموسيقية في العام 2009.

وكان الضوء قد ألقى على قصر المانسترلي من قبل العام 2013، حينما سقطت قطع زخرفية ونقوش أثرية من سقفه، فبدأت حينها عملية ترميمه، وتم تجميد نشاط القصر الذي يُقام به فعاليات المركز الدولي للموسيقى، وألغيت كل الحفلات التي كان من المقرر أن تُقام به.

 وشهدت قاعات قصر المانسترلي، أحداثًا سجلها التاريخ، حيث تأسست بقاعته جامعة الدول العربية، وأصبح لفترة ما مقرًا لجلسات الجامعة، وبالقاعة الرئيسية صور للملك فاروق والملك عبدالعزيز آل سعود، وبينهما عبدالرحمن عزام باشا، مؤسس الجامعة العربية، يتبادلون الحديث في ترأس القصر المطل على النيل.

 كما شهد القصر، عدة لقاءات بين الملك فاروق والقادة والحكام العرب، بعد الحرب العالمية الثانية، لمناقشة إنشاء الجامعة العربية العام 1947.

 ومنذ عدة سنوات، كان لا حديث في الوسط الفني المصري إلا عن سلسلة الدعاوى القضائية التي أقامها الفنان الكبير حسين فهمي، سعيًا إلى استرداد أملاك عائلته المؤممة منذ العام 1956، من قبل حكومة ثورة يوليو، وهي الأملاك التي تتنوع بين قصور وأراضٍ في ضاحية (حلوان) جنوب القاهرة، وكذلك مطالبته بقصر المانسترلي، والذي كان ملك جدته السيدة أمينة المانسترلي.

 والحكاية تعود كما يرويها الفنان الكبير حسين فهمي، في تصريحات خاصة لـ"إرم نيوز" قائلًا: "اسمي بالكامل حسين محمود فهمي، ولدت في بيت سياسي، فأهلي جميعهم سياسيون، جدي الكبير كان رئيس مجلس الشورى، وهو مؤسس حلوان، وأول من اكتشفها وعاش فيها، في عهد الخديوي توفيق، وجدي محمد باشا فهمي كان ناظر الخاصة الملكية في عهد السلطان حسين كامل، وكان عضوًا في مجلس الشيوخ، ووالدي محمود باشا فهمي كان سكرتيرًا لمجلس الشيوخ، ودرس العلوم السياسية في باريس".

وأضاف الفنان المحبوب: "هكذا نشأت في بيت سياسي، وطوال عمري وأنا أرى ساسة مصر الكبار في منزلنا ووالدي يجلس معهم لأكثر من 40 عامًا مضت، حينما تمت مصادرة أملاك العديد من الأسر والعائلات المصرية، بناء على قرارات حكومة الثورة في ذلك الوقت".

وتابع: "فوجئنا رغم أننا (عائلة وطنية) كانت تعمل من أجل مصلحة البلد، بمصادرة أملاكنا من قصور وأراض، وهذا خطأ إنساني ودستوري، فقام والدي محمود فهمي باشا برفع الدعوى، لاسترداد ما تمت مصادرته، وظلت دعوى (قسم شرطة حلوان) متداولة نحو 40 عامًا، وأثناء تداولها رحل والدي عن عالمنا، فتابعنا نحن الورثة الأمر من بعده، حتى عاد الحق لنا بصدور الحكم القضائي النهائي لصالحنا، عن قصر المانسترلي، هذا القصر ملك جدتي لأبي السيدة أمينة، ومقام على اثني عشر فدانًا، وكان من أهم وأشهر القصور في النصف الأول من القرن العشرين، فهو تحفة معمارية رائعة".

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com