تشكيل وشعر و"وطن" في معرض السورية محاسن سبع العرب بالشارقة
تشكيل وشعر و"وطن" في معرض السورية محاسن سبع العرب بالشارقةتشكيل وشعر و"وطن" في معرض السورية محاسن سبع العرب بالشارقة

تشكيل وشعر و"وطن" في معرض السورية محاسن سبع العرب بالشارقة

قد يبدو التساؤل مشروعاً فيما إذا كانت هناك أي صلة بين التشكيل كأحد الفنون والشعر كأدب؛ فالتساؤل نفسه متعلق بالرسم وتحويله إلى قصيدة شعرية أو نثرية، ومن هنا نسمع عن شعرية التشكيل أو الفن الشاعري.

هذا الطرح يبدو ملاحظاً في معارض فنية تشكيلية تأخذ على عاتقها مهمة المزج بين الفن والأدب، في خطوة تهدف إلى نقل مشاعر الفنان أو الشاعر بطريقة إبداعية فريدة من نوعها، وبالتالي إيصال فكرة ما إلى الرأي العام.

وطن.. تشكيل وشعر يعيشان فيه

في معرضها التشكيلي المعنون (وطن)، قدمت الفنانة السورية محاسن سبع العرب 19 عملاً فنياً تراوحت بين الرسم والنحت، حاولت من خلالها الدوران في فُلك الوطن بكل مآسيه وأفراحه، معبرةً عما يدور في داخل وطن لم تره أو تعرفه، إنما خلقته كما تشاء وبالشكل الذي تحب أن تراه فيه، فرسمته مرة بجدرانه القديمة المعتقة وحجارته السود، ومرة أخرى استدعت مشاهد قديمة أكلتها الحرب، فأحيتها من جديد على مساحة "100×80 سم" لتكون بمثابة توثيق لأمكنة قد تندثر من الذاكرة.

افتتح الدكتور عمر عبد العزيز رئيس مجلس إدارة النادي العربي بإمارة الشارقة، معرض الفنانة محاسن سبع العرب، قبل أيام، التي رسمت الوطن بمساحة سوداء تخرج منها أفراح صغيرة ملونة ثم تتلاشى.

وفي عمل خزفي، حوّلت سبع العرب الوطن إلى إنسان يكسر كل ما علاه من ظلم وقهر وموروثات وجهل وظلم وموت، ليقف مرة أخرى على قدميه ويتحرر.

وسبق أن فازت بعمل خزفي آخر على مستوى المنطقة الشرقية في دولة الإمارات وبالمرتبة الأولى، في عمل يسرد قصة الحضارات القديمة واندثارها.

وفي عمل أكريليكي وجبس، ثمة بيت شعر للشاعر المصري أحمد بخيت "وحين أحب سيدة أحولها لموسيقى"، بينما تنفرد محاسن بلوحة بديعة بعنوان (الأنثى التفاحة) على قماش كانفس، بالإضافة إلى لوحة (خيل عربي)، التي شاركت فيها بمهرجان الخيول العربية بالشارقة.

فيما تنوعت باقي الأعمال بين الرمزية والواقعية والحروفيات.

وكان قد تلا المعرض جلسة حوارية بشأن الأعمال المعروضة أدارها الفنان التشكيلي الفلسطيني أحمد حيلوز، في النادي الثقافي العربي بالشارقة، الذي اختتم مؤخراً.

لماذا المزج بين التشكيل والشعر؟

في ماهية العلاقة والمزج بين التشكيل والشعر، تقول الفنانة السورية محاسن سبع العرب إنها حاولت أن تُخرج الشعر "من كونه حبر على ورق إلى فضاء الأعمال التشكيلية، سواء أكانت لوحة أو عملاً خزفياً"، مبررةً ذلك في أن "التشكيل فن أممي أكثر من الشعر، فمن السهل قراءته من شريحة أكبر وأوسع من مختلف الجنسيات والثقافات"، موضحة أنها لطالما أحبت اللغة العربية والشعر خاصة وحفظت قصائد كثيرة في طفولتها ثم مارست كتابة الشعر.

وتضيف لشبكة إرم الإخبارية: "ما زلت، جنباً الى جنب مع الرسم، أرغب في أن أخرج بالشعر من إطار اللغة وأحوله لعمل فني، أن أشرح بيت الشعر باللون، وأنقل إحساس الشاعر بضربات فرشاة، الرسم فن أممي أكثر من الشعر، جمهوره أكبر ومتذوقوه أكثر، لا ينحصر بثقافة ولا لغة، الجميع يتذوق جمال لوحة معلقة على الجدار، قليلون جداً مَن يفتحون ديواناً لقيس بن الملوح مثلاً، هي ليست مدرسة فنية، لكنها رغبة شخصية".

وفي سؤال إرم عن مدى صعوبة العمل في الخزف؟ وبمَ يختلف عن اللوحات الفنية؟ تضيف سبع العرب: "في العمل الخزفي يجب أن تضع احتمال خسارة العمل في أي لحظة، أو تحوله لفتات، إذ إن خطأً بسيطاً في المادة المستخدمة قد يُفشل العمل"، مؤكدةً أن "الخزف يحتاج لصبر وانتظار لكنه ممتع، وتحويل قطعة صماء من الطين إلى أنثى راقصة مثلاً أمر مفرح للغاية، فالرسم أكثر أماناً من الخزف، لكن كليهما جميل"، بحسب تعبيرها.

يُذكر أن محاسن سبع العرب فنانة سورية من مدينة حماة، وسط البلاد، متخرجة من معهد الفنون التشكيلية، عملت في مجال الصحافة، ولها كتابات في عدة وسائل إعلامية، وأقامت أمسيات أدبية ومعارض في الإمارات.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com