معرض الكتاب السوري.. تحدي القراءة في مواجهة التضخم

معرض الكتاب السوري.. تحدي القراءة في مواجهة التضخم

تستمر في العاصمة دمشق فعاليات معرض الكتاب السوري، بمشاركة 50 دار نشر محلية، منها 11 دارًا عامة و39 دارًا خاصة.

ومنذ السنوات الأولى للأزمة، أخذ معرض الكتاب السنوي في سوريا صفةً محلية، بعدما كان متاحًا لجميع دور النشر العربية، لكن الأحداث والعوامل السياسية، وانخفاض القدرة الشرائية للمواطنين، جعلته مقتصرًا على الكتاب السوري.

ويأتي المعرض في وقت تعاني فيه البلاد من التضخم، وانخفاض قيمة الليرة، وهبوط دخل الموظف إلى نحو 30 دولارًا في الشهر، إضافة إلى ارتفاع تكاليف الطباعة، وارتفاع أسعار الورق عالميًا.

ويقول الناشر سعيد البرغوثي، صاحب دار كنعان، لـ"إرم نيوز": "أشعر بالإحراج عندما أخبر الزوار عن أسعار الكتب، فأنا أعرف عشقهم للكتاب، وأدرك أن وضعهم المالي لا يسمح لهم بالشراء".

ونال جناح الهيئة العامة السورية للكتاب التابع لوزارة الثقافة، واتحاد الكتاب العرب، النصيب الأكبر من المبيعات نظرًا للأسعار المنخفضة، حيث لا يتجاوز سعر الكتاب العادي 1000 ليرة (نحو ربع دولار).

ويقول "أبو روان"، المسؤول عن جناح اتحاد الكتاب العرب لـ"إرم نيوز": "جميع مطبوعات الاتحاد الصادرة قبل 2020 تم تسعيرها بألف ليرة فقط، أما المطبوعات الأحدث فعليها حسم يصل إلى 50%".

ودرجت عادة الزوار أن يهرعوا إلى جناح اتحاد الكتاب والهيئة العامة للكتاب منذ ساعة الافتتاح الأولى، خاصة عند عرض المطبوعات القديمة، لأنها تقدم مؤلفين مهمين بأسعار رمزية.

ويقول الزائر علي القدور: "أشتري الإصدارات القديمة من الاتحاد والهيئة، لأنها أهم بكثير من الإصدارات الحديثة وسعرها مناسب لأصحاب الدخل المحدود".

ويتحسّر الزائرون بسبب عدم مقدرتهم على شراء كتب شكسبير، وكافكا، وعزيز نيسين، وبورخيس، وإيزابيل الليندي، وغيرهم من الكتاب العالميين المتواجدين في دور النشر الخاصة لأن سعر الكتاب الصغير لا يقل عن 10000 آلاف ليرة.

وتقول القارئة سمية عبد السلام: "الترجمات المهمة موجودة في دور النشر الخاصة مرتفعة الثمن، أما الدور العامة كاتحاد الكتاب والهيئة، فمعظم المطبوعات ليست ضمن السوية الإبداعية المطلوبة".

ورغم أن دار الموسوعة العربية العامة، تبيع كتاب "تاريخ دمشق" المؤلف من 32 جزءًا بـ107 آلاف ليرة فقط، إلا أن هذا الرقم يعد كبيرًا على القراء الذين يعيش معظمهم تحت خط الفقر.

وتحظى كتب الأطفال بمكانة متقدمة في قائمة الشراء رغم ارتفاع الأسعار، ويعيد المتابعون ذلك إلى اهتمام الأهالي بتشجيع الأبناء على القراءة، والاستفادة من الكتب لتحقيق أهداف تربوية.

وتقول سمية عبد السلام: "أحرم نفسي من الكتب التي أحبها، لأشتري لأبنائي بعض المطبوعات التعليمية ليرتقوا بفكرهم ومشاعرهم، وأكتفي بالكتب الإلكترونية المجانية لأروي شغفي بالقراءة".

وتظهر نوعيات القراء من خلال تواجدهم في الدور التي يقتصر بعضها على الكتب الدينية، وبعضها الآخر يختص بالأدب العالمي أو الفكر، كما تعرض دور أخرى كتب الصحة، والطاقة، ووصفات الأعشاب الطبية.

ويقول الزائر علي القدور: "المهتم بالكتب الدينية لا يزور أجنحة الأدب العالمي أو دور الكتب اليسارية، والعكس صحيح!".

وتتخلل المعرض تواقيع كتب للمؤلفين، وأفلام سينمائية، وندوات، وأمسيات أدبية، تستمر حتى الثاني والعشرين من الشهر الجاري.

-

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com