فيلم "الشقراء".. كيف جمعت مارلين مونرو بين بهجة السينما وتراجيديا حياتها الشخصية؟
جدّد الفيلم الروائي الطويل "الشقراء"، الذي يتناول حياة الممثلة الأمريكية الأسطورة مارلين مونرو، طرح مجموعة من الأسئلة التي ظلت قيد التداول منذ وفاتها قبل 6 عقود.
الفيلم، الذي بدأ عرضه أخيرا، على منصة نتفلكس، يستعرض محطات في حياة هذه الممثلة "التراجيدية، بدءا من "طفولتها المعذّبة وصولا الى قمة الشهرة والمجد في الخمسينات، مرورا بهاجسين طبعا حياتها، وهما البحث عن الأب الذي لم تعرفه يوما، ومحاولة الإنجاب.
وبعيدا عن الصورة النمطية المتداولة حول النجمة الشقراء التي تصدرت صورها البراقة وشبه العارية صحافة زمنها، فإن الفيلم يبحث عن شيء آخر في سيرة أيقونة الفن والجمال، مجتهدا في صوغ إجابات غير حاسمة، وضمن قالب فني جذاب أشاد به النقاد، ليكون الفيلم بذلك "إضافة فنية جادة" وليس مجرد رقم يضاف إلى عشرات الأعمال التي تناولت سيرة مونرو.
ويدور الجدل، بشكل خاص، في هذا الفيلم، عن علاقة مونرو مع الرئيس الأمريكي جون كينيدي، ونجل شارلي شابلن، وكذلك عدم لقائها والدها، وقصة محاولة والدتها إغراقها في "البانيو".
وتقوم ببطولة فيلم "الشقراء"، الممثلة الكوبية آنا دي أرماس، التي تلعب دور نجمة هوليوود المأساوية مارلين مونرو، التي توفيت بسبب جرعة زائدة من المهدئات، كما قيل، في عام 1962 عن عمر 36 عامًا.
ويستند الفيلم إلى رواية الخيال التاريخية لجويس كارول أوتس عام 2000، والتي تتبعت البدايات المتواضعة للفتاة الأمريكية المغمورة نورما جين بيكر، وكيف أصبحت مارلين مونرو التي جسدت أدوار "الفاتنة الجذابة"، لتتحول إلى ضحية لصناعة يهيمن عليها الذكور.
ويقول المخرج أندرو دومينيك: "يدور الفيلم حول معنى مارلين مونرو، ولماذا تحملت كل الذي عانت منه".
بدورها، تناولت صحيفة "يو أس اي توداي"، الفيلم في محاولة لتقصي الأسئلة الكبيرة التي ما زالت عالقة في مخيلة العالم بخصوص مارلين مونرو، وما إذا كان شريط نتفلكس الجديد أجاب عنها فعلا.
العلاقة الثلاثية!
يعرض التقرير كيف أنه في وقت مبكر من الفيلم، تلتقي مارلين بتشارلي "كاس" شابلن جونيور (كزافييه صموئيل) وإدي ج.روبنسون جونيور (إيفان ويليامز) في استراحة التمثيل، ويعودون معًا إلى المنزل لتنفيذ اللعبة الجنسية المعروفة باسم "الثلاثية".
وسرعان ما يشكل ثلاثتهم مجموعة أضحت حديثا موصولا للصحف الشعبية. لكن علاقة مارلين بكاس وإيدي تنتهي بعد أن حملت بأحد أطفالهما وأجبرت على الإجهاض.
وتنقل الصحيفة عن مؤرخ مارلين مونرو وجامع التحف سكوت فورتنر، قوله "لا يوجد دليل على وجود علاقة ثلاثية بين شابلن جونيور وروبنسون جونيور. صحيح أن مارلين واعدت تشابلن جونيور لفترة قصيرة من الزمن، لكن موضوع العلاقة الثلاثية لا أساس له".
هل حاولت والدة مارلين حقًا إغراقها في حوض الاستحمام؟
ويتتبع الفيلم الشابة مارلين، التي كانت تُعرف، آنذاك، باسم نورما، وطفولتها المؤلمة التي عاشتها مع والدتها العازبة غلاديس بيرل بيكر (جوليان نيكولسون). حيث دأبت الأم على تحميل ابنتها مسؤولية رحيل والدها.
وفي مرحلة ما، تحاول غلاديس إغراق نورما في حوض الاستحمام، فتهرب البنت إلى شقة الجيران، ويتم إرسال الأم غلاديس إلى مستشفى للأمراض العقلية بعد فترة وجيزة.
ويخلص التقرير النقدي إلى أنه "لا يوجد دليل على أن الأم حاولت إغراق ابنتها، كما تقول القصة. لكن زوج مونرو الثالث، الكاتب المسرحي آرثر ميلر، قال في مقابلة أجريت معه عام 1968، إن مونرو أخبرته أن والدتها هددت حياتها 3 مرات. علما أن الأم عاشت بعد ابنتها 22 عامًا، وتوفيت عام 1984 عن عمر 81 عامًا.
هل التقت مونرو والدها؟
طوال الفيلم لا تكف مارلين عن استقصاء مكان والدها الغائب، كان والدها آخر صورة تراها في ذهنها قبل وفاتها مباشرة.
وينقل التقرير شهادات تؤكد أنها حاولت العثور عليه عدة مرات. وكانت تأخذ سائقًا إلى بعض المدن في كاليفورنيا، وهناك كانت تذهب وتتصل بوالدها في كشك الهاتف، ثم تعود بالبكاء قائلة، إن "الرجل رفض مقابلتها".
مارلين مونرو وجون كينيدي
ويصور فيلم "شقراء"، علاقة مروعة ومهينة بين مارلين مونرو والرئيس الأمريكي الأسبق جون كينيدي (الذي يقوم بدوره كاسبار فيليبسون).
وتقول مونرو في الفيلم شاكية "يعاملونني مثل قطعة لحم"، حيث يقوم عملاء الخدمة السرية بحملها إلى جناح كينيدي. وهناك في ضباب مليء بالمخدرات والنبيذ، يجبرها الرئيس على ممارسة الجنس الفموي قبل اغتصابها.
ويقول المؤرخ المعتمد لسيرة مونرو، سكوت فورتنر، إن "المشهد الجنسي الخسيس بين مارلين وجون كينيدي هو بالتأكيد خيال. وتختلف الآراء بشكل كبير حول العلاقة الفعلية بين الاثنين. وبالطبع كانت هناك شائعات، ولكن ما نعتقد أننا نعرفه هو أن مارلين وجون كينيدي التقيا في ما لا يزيد عن 4 مناسبات بين أكتوبر 1961 وأغسطس 1962، كل مرة في حفلة. وآخر مرة في 19 مايو عام 1962، حيث كان هناك حفل عيد ميلاد لكينيدي في ماديسون سكوير غاردن في نيويورك، وكانت مارلين تنشد "عيد ميلاد سعيد، سيدي الرئيس".
