تغيّر مزاج الشباب في اختيار الكتب وازدهار القراءة
تغيّر مزاج الشباب في اختيار الكتب وازدهار القراءةتغيّر مزاج الشباب في اختيار الكتب وازدهار القراءة

تغيّر مزاج الشباب في اختيار الكتب وازدهار القراءة

غالباً ما يتهم الشباب العربي بقلة القراءة وعدم الاهتمام بالمطالعة أو تفضيل عناوين تقليدية لا تشكل إضافة جوهرية إلى الثقافة، لكن ما تقوله معارض الكتب خلال السنوات السابقة عكس ذلك تماماً.

ويشير أصحاب دور النشر إلى تبدل مزاج القراء في انتقاء العناوين من معارض الكتب العربية، حيث تتصدر القائمة اليوم كتب الفلسفة والفكر والعناوين المعرفية الإشكالية.

ويقول أيمن غزالي، صاحب دار "نينوى" السورية لـ"إرم نيوز"، إن "مبيعات الكتب في المعارض العربية تؤكد ميل القراء إلى النظريات النقدية في فهم التاريخ، وكأنّ الجيل الحالي يعيد شحذ معرفته من جديد مستفيداً من التجارب الثقافية السابقة".

2022-08-33-41
2022-08-33-41

ورغم شهرة العرب تاريخياً بقرض الشعر وحفظه، حتى قيل إن "الشعر ديوان العرب"، إلا أن هذا الفن يشهد تراجعاً في مواجهة كتب الترجمات الفكرية والنظريات الفلسفية التي يزداد عليها الطلب بشكل متصاعد.

ويضيف أيمن غزالي: "من الكتب الرائجة اليوم: كتاب رذائل المعرفة، للفيلسوف الفرنسي باسكال إنجل، وكتاب الحياة النفسية للسلطة، للأمريكية جوديث بتلر، وعزاءات الفلسفة، للبريطاني آلان دو بوتون".

ويؤكد أصحاب دور النشر أن كتب الجدل الفكري باتت تنافس الكتب الدينية والروايات العالمية التي شهدت عصرها الذهبي خلال مراحل سابقة.

2022-08-55-42
2022-08-55-42

ويقول الكاتب سركيس أبو زيد، صاحب دار "أبعاد" اللبنانية: "الموضوع يحتاج إلى إحصائيات دقيقة من قبل دور النشر العربية، لكن من خلال مشاركاتنا في المعارض فإن الكتب الرائجة هي كتب الدراسات الاستراتيجية والمطبوعات المتعلقة بالتنمية بمختلف جوانبها. هذان النوعان من العناوين يحظيان بالاهتمام الكبير من القراء العرب".

ويقول سامي أحمد، صاحب دار "التكوين" السورية لـ"إرم نيوز"، إن "كتب الباحث فراس السواح التي تتناول الأسطورة وتاريخ الأديان والعقائد القديمة، تصدرت مبيعات الدار في المعارض العربية، إلى جانب الترجمات الفلسفية".

ويتوقع أيمن غزالي صاحب دار "نينوى" أن معطيات معارض الكتب تؤشر إلى تغيرات في أسلوب تفكير الشباب"، ويضيف: "اهتمام الشباب بكتب الفكر يأتي رداً على الإخفاقات العربية تاريخياً، ورغبة من الشباب في إنجاز شيء مختلف".

2022-08-44-48
2022-08-44-48

وسبق لتقرير منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة "يونسكو" عام 2015، الإشارة إلى أن نصيب كل مليون عربي لا يتجاوز ثلاثين كتاباً، مقابل 854 كتاباً لكل مليون أوروبي؛ وهي أرقام ربما نشهد تبدلها اليوم.

ويقول غزالي: "يتعرض الشباب العربي للإجحاف عند اتهامه بعدم القراءة. فما نشهده في المعارض يؤكد تبدلاً في منهج التفكير واختيار العناوين، ولا شك ستزدهر القراءة بشكل أكبر لاحقاً".

وحتى وقت طويل، حرصت دور النشر العربية على طباعة ترجمات الروايات العالمية وفي مقدمتها كتب أميركا اللاتينية، لكنها اليوم تكثر من كتب الفكر الفلسفي انسجاماً مع طلبات القراء.

ويقول غزالي: "يفاجئنا بعض القراء الشباب عندما يطلبون عناوين بالإنجليزية أو الفرنسية ويسألون عن وجود ترجمات عربية لها. وهو ما شجعنا على الاعتناء بهذا الجانب أكثر".

ويوضح تقرير "اليونسكو" الصادر عام 2015، أن معدل الفرد العربي من القراءة هو ربع صفحة في السنة، مقابل 11 كتاباً للفرد الأمريكي، لكن تفاؤل دور النشر بانتشار الكتب الفكرية، قد يبدل من حقيقة هذه الأرقام مستقبلاً.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com