لماذا يعد النحت العربي تقليدا للفنون الغربية؟
لماذا يعد النحت العربي تقليدا للفنون الغربية؟لماذا يعد النحت العربي تقليدا للفنون الغربية؟

لماذا يعد النحت العربي تقليدا للفنون الغربية؟

يعاني النحت العربي الحديث، في معظمه، من تقليد الفنون الغربية، رغم أن أولى المنحوتات في التاريخ الإنساني، صُنعت في مصر وسوريا وقرطاجة واليمن.

ويميل الفنانون الشباب إلى النحت التجريدي الذي لا يرتبط بتراث المنطقة ولا يحمل خصوصية الفنان أو يظهر مهاراته في تصوير الفكرة، وفي المقابل هناك فنانون يستوحون أعمالهم من الثقافة التراثية القديمة.

ويقول النحات السوري محمد بعجانو، لـ"إرم نيوز"، "إن الغرب يبحث عن خصوصيتنا في النحت، لذلك فنقاد أوروبا لا يعتبرون الأعمال التي تقلد الفنون الغربية فناً أبداً".



ويعتبر بعجانو "1956" من أصحاب التجارب المعروفة باستلهام موضوعاتها من الثقافة القديمة ومحاولة الإضافة عليها من خصوصيته المعاصرة.

ويضيف بعجانو: "نحن رواد النحت في العالم، وتشهد على ذلك منحوتات تدمر والتماثيل الآشورية والبابلية والآرامية، ولا بد من نقل تلك الجماليات إلى الأجيال الحديثة كي تستفيد منها في تنمية الذائقة الفنية".

وتصور أعمال بعجانو، المرأة بشكل مبني على جماليات ربة الخصب عشتار، إلى جانب رموز تاريخية مثل الثور والسمكة والعُقاب، والوجوه المنحوتة على الخشب ومختلف أنواع الحجر الموجود في المنطقة.

ويقول بعجانو: "التركيز على الثقافة المحلية والاحتفاء بها، هو الطريق إلى العالمية، ويخطئ من يعتقد أن تقليد الفنون الغربية يمكن أن يصنع شهرة للفنان، لأنه سيكون نسخة عن الفن الأوروبي".



وشهد النحت السوري دعوات للعودة إلى الجماليات القديمة حتى لا يظهر النحت الحديث مقطوع الجذور، وكان من رواد هذا الاتجاه شيخ النحاتين سعيد مخلوف الذي كان المتحف الوطني خزانه الجمالي في ابتكار الأشكال النحتية الجديدة.

ويقول النحات أكثم عبد الحميد "1955" لـ"إرم نيوز": "حصل قطع مع الفنون القديمة التي أنتجها الأجداد منذ فترات ما قبل الميلاد، لذلك انتشر التقليد وحصل ما يشبه الانسلاخ عن الذات في التجارب النحتية الحديثة".

ويعتبر عبد الحميد صاحب تجربة نحتية غنية، فقد شارك في الكثير من المعارض الدولية وورشات العمل، وأبرزها الحدائق النحتية السورية في مدينة "المونييكير" في إسبانيا.

ويضيف عبد الحميد: "درست الأساطير القديمة، واطلعت على الأعمال النحتية التي ظهرت في التنقيبات الأثرية، إضافة إلى حرصي على زيارة المتحف الوطني للآثار بشكل دائم، ففي هذه الأعمال تتركز خصوصيتنا الفنية ومهارات الفنانين الأجداد".

ويقول الناقد الفني سعد القاسم لـ"إرم نيوز": "عدم الاطلاع على ثقافتنا القديمة يعتبر السبب في تقليد الفن الغربي، وتبدو المفارقة محزنة عندما نرى فناناً يستنسخ أعماله من فناني أوروبا، مع أن بلادنا وضعت مداميك فن النحت في العالم".



ويعتمد النحاتون الحريصون على الربط مع الجماليات القديمة، على الخشب والصخور النادرة كالبازلت والرمل المضغوط والصخر الأسود وغيرها من المواد المرتبطة ببيئة المنطقة.

ويقول الفنان محمد بعجانو: "لا يمكن الحصول على جماليات في النحت، إلا بالعبور إلى داخل الكتلة ومحاولة فهمها من خلال البيئة الحاضنة، ومن لا ينتمي إلى بيئته لا يمكن أن يبني جماليات مختلفة".

التركيز على المحلية كطريق للعالمية، يأخذ محور الاهتمام الفني اليوم، ويقول أنصار هذا الاتجاه: أعمالنا النحتية هي شخصيتنا الحقيقية التي نقدمها للعالم.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com