السعودية.. مساع حثيثة لتعزيز مكانة الثقافة الموسيقية
السعودية.. مساع حثيثة لتعزيز مكانة الثقافة الموسيقيةالسعودية.. مساع حثيثة لتعزيز مكانة الثقافة الموسيقية

السعودية.. مساع حثيثة لتعزيز مكانة الثقافة الموسيقية

حثَّ أول مركز حكومي لتعليم الموسيقى للسعوديين من مختلف شرائح المجتمع، مواطني المملكة على تعلم الموسيقى من خلال ربطها بعدد من الفضائل مثل الثقة بالنفس والعمل الجماعي.

وظلت التفسيرات الدينية التي لا تبيح تعلم الموسيقى سارية لعقود في المملكة رغم الاختلاف القائم بين رجال الدين بشأن تلك القضية، لكن السنوات القليلة الماضية شهدت انفتاحا على الثقافة والفنون بالتزامن مع تبني تفسيرات أخرى سارية في غالبية بلدان العالم الإسلامي.

وقال المركز السعودي للموسيقى، حديث النشأة، إن الأبحاث تُظهر وجود مجموعة واسعة من الفوائد المرتبطة بتعلم الموسيقى سواء لدى الأطفال أو الكبار أو الهواة أو المحترفين، وبينها الإبداع والعمل الجماعي والثقة بالنفس والقدرة المعرفية.

وأوضح المركز عبر منصته الإلكترونية الجديدة، أن تعلم الموسيقى وعزفها من شأنه أن يبني ثقة الطلاب بقدرتهم على تجربة أمور جديدة وعرضها على الآخرين.

وأضاف المركز أن الأبحاث أثبتت أن تعلم الموسيقى يحسن القدرات الأكاديمية والذاكرة ومهارات التنظيم والتنسيق البدني. كما يمنح الطلاب مهارات وأدوات مهمة للتعبير عن إبداعاتهم التي يمكنهم استخدامها في شتى مجالات حياتهم.

ويتبع المركز لهيئة الموسيقى التابعة بدورها لوزارة الثقافة، وقد أعلن القائمون عليه، الثلاثاء، عن بدء فرعي المركز في الرياض وجدة، استقبال طلبات الراغبين بتعلّم الموسيقى وفنونها المختلفة تحت إشراف مدربين موسيقيين معتمدين.

ويمكن للراغبين التسجيل في المنصة الإلكترونية للمركز، واختيار البرامج التعليمية والتدريبية في مختلف التخصصات والآلات الموسيقية التي تناسبهم.

ويوفّر المركز السعودي للموسيقى دروساً في الآلات العربية، والآلات الغربية، وإنتاج موسيقى الكمبيوتر، ومهارات تنسيق الأغاني، والغناء، وتخصصات موسيقية أخرى.

وتعمل منهجية المركز على إتاحة دروس الآلات الموسيقية بشكل فردي (طالب واحد ومعلم واحد)، وبشكل جماعي لدروس موسيقى الكمبيوتر وتنسيق الأغاني وبعض المواد الأخرى.

ويُتيح المركز برامجه للهواة، وللموسيقيين الموهوبين الذين يرغبون في ممارسة الموسيقى كمهنة، كما يقدم تشكيلة متنوعة من المرافق الموسيقية للاستخدام والتأجير من قبل الأفراد والمؤسسات، التي تشمل غُرفاً للتمرين والمعالجة الصوتية بأحجام مختلفة، واستوديوهات موسيقية، وقاعات للحفلات الموسيقية، وقاعات بروفة، وغُرف تنسيق الأغاني، ومحطات عمل لموسيقى الكمبيوتر.

ومن المقرر افتتاح فرع جديد للمركز قريباً في مدينة الخبر في المنطقة الشرقية، بينما يخطط القائمون عليه لافتتاح فروع في مناطق متعددة من المملكة الشاسعة، ضمن مبادرة "إنشاء أكاديميات الموسيقى الرئيسية" التي أطلقتها سابقاً هيئة الموسيقى.

والمركز الجديد واحد من مشاريع تعليمية وتدريبية متنوعة تندرج جميعها ضمن استراتيجية هيئة الموسيقى في تعليم الموسيقى للطلاب منذ مراحل الطفولة الأولى وحتى المراحل الجامعية، بجانب توفير فرص التعليم للراغبين خارج إطار المدارس والجامعات.

وتشمل استراتيجية هيئة الموسيقى تأسيس معاهد موسيقية متخصصة داخل المملكة تقدم برامجها لكافة المستويات في مجالات الموسيقى العربية والموسيقى الكلاسيكية العالمية، وجمع الهواة الموسيقيين وتطوير هواياتهم من خلال عمل دورات متنوعة بالتعاون مع الجمعيات الفنية، وتأسيس أوركسترا شباب، وكورال للأطفال، وللبالغين.

كما تشمل تنظيم الفعاليات الموسيقية على مدار السنة في مختلف مناطق المملكة، بما في ذلك مهرجانات موسيقية للأطفال والشباب لتبادل الثقافات المختلفة، وفتح وظائف لمدرسي الموسيقى الذين سيتولون مهمة تعليم الموسيقى لجميع المراحل، وذلك بتوفير برامج تعليمية أكاديمية موسيقية مكثفة للمدرسين لمنحهم دبلومات توافق المستوى العلمي الموسيقي المطلوب للتدريس.

وتمكن عدد محدود من السعوديين والسعوديات من تنمية مهاراتهم الموسيقية في العقود الماضية، بدعم من عائلاتهم في ظل غياب تدريس وتعليم الموسيقى في البلاد على نطاق واسع بفعل انتشار آراء دينية تحرمها.

لكن ذلك أصبح الآن من الماضي، مع خطط البلاد الطموحة لتجاوز تلك المرحلة التي يطلق عليها السعوديون اسم ”الصحوة“، في إشارة للفترة التي سيطر فيها التيار الديني على المجتمع السعودي منذ سبعينيات القرن الماضي، ونجحوا طوال تلك السنوات في إبقاء الموسيقى خارج مدارس المملكة باستثناء عزفها في بعض المناسبات الوطنية.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com