مرسيليا تحتضن معرضا يوثق حياة ونضال الأمير عبدالقادر الجزائري
مرسيليا تحتضن معرضا يوثق حياة ونضال الأمير عبدالقادر الجزائريمرسيليا تحتضن معرضا يوثق حياة ونضال الأمير عبدالقادر الجزائري

مرسيليا تحتضن معرضا يوثق حياة ونضال الأمير عبدالقادر الجزائري

يعود الأمير عبدالقادر الجزائري، رمز المقاومة الجزائرية، إلى مدينة مرسيليا الفرنسية، من خلال معرض وثائقي يروي مسيرة حياته ومآثره، ويستمر إلى 22 أغسطس/آب المقبل.

وكانت أول مرة تطأ فيها قدما بطل المقاومة الجزائرية مدينة مرسيليا في 1852 بعد أكثر من أربع سنوات قضاها بالأسر في قلعة "أمبواز"، وبعد مئة وسبعين عامًا عاد إلى مرسيليا من خلال المعرض الكبير الذي خصصه له متحف الحضارات الأوروبية والمتوسطية.

ويسلط تقرير نشرته مجلة "جون أفريك" الفرنسية، الضوء على هذا المعرض الذي يعيد الاعتبار لشخصية الجزائري، مشيرًا إلى أنّ الأديب الفرنسي فيكتور هوغو وصف الأمير عبدالقادر بـ"الأمير الحكيم والشرس واللطيف"، وقال عنه آرثر رامبو إنه "حفيد يوغرطة" وتحدّث عنه غوستاف فلوبير بصفة "أمير".

وجاء في التقرير أنه "لتسليط الضوء على هذه الشخصية التاريخية، جمع متحف الحضارات الأوروبية والمتوسطية مجموعة رائعة من 250 عملا ووثيقة من المجموعات الفرنسية والمتوسطية العامة والخاصة، بما في ذلك المخطوطات والوثائق التي تحتفظ بها المكتبة الوطنية في فرنسا ومتحف الجيش وقصر فرساي ومتحف أورسيه".

وقالت كميل فوكوورت، أمينة التراث والمسؤولة عن المعرض، وجهة نظر زعيم المقاومة الذي يعتبر مؤسس الدولة الجزائرية، إنّ "الهدف من هذا المعرض هو جمع الوثائق المحفوظة وعبور المصادر القادمة من ضفتي البحر الأبيض المتوسط لتنوير هذه الشخصية التي يبدو أنها عاشت آلاف الأرواح. رجل يتنقل باستمرار ويسافر كثيرا. وتعلم وتطور روحيًا. كان عبدالقادر من أعظم العقول في عصره".



ويهدف المعرض إلى جمع ذكريات فرنسا والجزائر معًا في وقت تستعد الجزائر فيه للاحتفال بالذكرى الستين لاستقلالها، وعن حرص المبادرين على عدم منحه نطاقًا سياسيًا.

وفي متحف الحضارات الأوروبية والمتوسطية سيتمكن الزائر من السفر، من خلال هذه المحفوظات والوثائق، في حياة وعمل الأمير عبدالقادر منذ بداية مقاومته ضد القوات الفرنسية في 1830 حتى وفاته 1883 في دمشق.

بالإضافة إلى اللوحات والجداريات التي تصور الحرب الطويلة (1832-1847) بين الجزائري والجنرالات الفرنسيين يمكن للمرء قراءة الرسائل والمراسلات الشخصية للأمير والتفكير في سيفه، الذي احتفظ به الجنرال لويس جوشاولت دي لاموريسيير عند استسلامه في ديسمبر/كانون الأول 1847.

وفي تقريره إلى الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون اقترح المؤرخ بنيامين ستورا إعادة هذا السيف إلى الجزائر كجزء من العمل التذكاري والتوفيق بين ذاكرتي البلدين.



ويمكن لزائر المعرض أيضًا قراءة الإعلان الرسمي الصادر في 30 أكتوبر/تشرين الأول 1852، الموقع بيد الأمير والموجه إلى لويس نابليون بونابرت، يتعهد بموجبه أسير "قلعة أمبواز" بحسن نية وكعلامة امتنان له، إطلاق سراحه للتوقف عن ممارسة النشاط السياسي أو العسكري وعدم العودة إلى الجزائر أبدًا.

كما يسلط المعرض الضوء على العديد من صور المقاوم، ولا سيما اللقطة الأولى التي التقطها المصور غوستاف لو جراي 1851 في "أمبواز"، وصور الأمير أثناء منفاه في دمشق، إضافة إلى لباس الأمير الذي تبرع به خالد بن الحاج عبدالقادر أحد أبنائه 1897 لمتحف الجيش لتكريم أول مقاوم في فرنسا، حيث تقدمت الجزائر بطلب رسمي لاستعادته ولا يزال الطلب قيد الدراسة.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com