مسلسل "stranger things".. عنف وتكرار ومدة عرض أطول

تعود سلسلة حلقات مسلسل الخيال العلمي الأمريكي "stranger things" في موسمه الرابع، لتثير الجدل بين الجمهور.

وهذا المسلسل فضلت نتفليكس عرض سبع حلقات منه وتأجيل عرض آخر حلقتين إلى بداية تموز / يوليو القادم.

ويعود تاريخ المسلسل لعام 2016، حيث ابتكر الأخوان "دافر" أفكارا غريبة مع أجواء التشويق والإثارة.

تدور أحداث المسلسل في ثمانينيات القرن الماضي، حيث قدم الموسم الأول أحداثا مثيرة، إذ اختفى طفل صغير "ويل بايرز" في بلدة هوكينز الخيالية في ولاية إنديانا، وسط أجواء خارقة للطبيعة، تزامنا مع ظهور فتاة تستطيع العمل بالتحريك العقلي للأشياء عن بعد، وبمجهود ذهني.

وفي الموسم الثاني، انتقلت الأحداث لتوصف حالة الطفل بايرز خلال تواجده في العالم المقلوب "Upsidedown" وهو المكان الذي تم اختطافه إليه، ليجعل منه كائنا خارقا للطبيعة البشرية، ويكتشف الأصدقاء بعد العثور على الطفل، بأن شخصيته تأثرت بكائنات من العالم المقلوب.

وفي الموسم الثالث، انتقلت دراما دافر إلى بحث الآثار النفسية على المجتمع المحيط لبايرز، من خوف وقلق، وهو ما حفز جهود الأطفال في مواجهتهم للكائنات الآتية من العالم المقلوب.

ويأتي الموسم الرابع ليضيف المزيد من الأفكار الغريبة من خلال مجتمع طفولي صار أقرب إلى الشباب، فمن شاهد الموسم الأول عام 2016، وكان عمره 12 عاما، سيكون الآن على مشارف الشباب، وقد كان السيناريو للأخوان دافر، يأخذ هذا بعين الاعتبار.

تكرار

خلال أحداث المسلسل، يحاول أطفال هوكينز ملاحقة شرير شيطاني جديد من العالم المقلوب، يتسبب في قتل ضحاياه بطريقة ذكية، ويمكنه فعل أشياء شديدة الغرابة للسيطرة على البشر.

وعلى ما يبدو فإن المحتوى الجديد سقط في فخ التكرار، بالرغم من تواجد أجواء الإثارة والتوتر، لكن دون رؤية محققة يتبعها فريق العمل، ولربما كل ما في الأمر، مسايرة الجمهور في رغبته بعرض جديد، وما تم تقديمه، محاولة لإعادة تدوير المواقف الغريبة، لجلب الفضول والتشويق.

هوية الثمانينات

ويحاول فريق عمل المسلسل إضفاء هوية حقبة الثمانينات، من خلال التركيز على أغاني البوب التي سادت وقتها، وكذلك الألعاب الجماعية المدرسية، والرقصات الدارجة في ذلك الوقت، وتظهر إعلانات على الجدران لأفلام صدرت في أواخر الألفية الثانية.

تبادل الأدوار

ويستخدم في هذا الموسم لعبة تبادل الأدوار، بين الشخصيات، وهي لعبة فانتازية سادت في تسعينيات القرن الماضي تسمى Dungeons& Dragons.

ومثلت اللعبة رمز الشر الذي جسده فيسنا خلال العرض، ولقد زادت هذه اللعبة من أجواء التوتر خلال الحلقات، كما وأعطت للمسلسل المزيد من شرعنة وإقناع، وجود الحدث في أواخر القرن الماضي.

وعملت موسيقى البوب المصاحبة في الكثير من الأوقات للحدث، على المزيد من الإثارة، والانسجام بين بيئة العمل المكانية والزمانية، حتى الملابس، كان المخرجون يختارونها بعناية لاستحضار مكان وشخصيات الماضي.

حبكة أخرى

وفي حين تقوم حبكة الموسم الرابع على مدى مقدرة عائلة هوكينز ملاحقة فسينا، الذي يمتلك طريقة لقتل من حوله عبر الرسومات، لكن هناك حبكة أخرى متعلقة بالجانب النفسي للشخصيات، فبدا توجه فريق العمل للحفاظ على الممثلين رغم كبر سنهم مقارنة بالمواسم السابقة.

هذا الأمر دفع المخرجين للعب على جانب الوعي والنضج للشخصيات، معتمدين تسليط الضوء على الجوانب النفسية والحوار الذاتي، ويلاحظ أيضا زيادة مشاهد العنف والدم في هذا الموسم، مقارنة بالمواسم الأولى.

سجن

ومن داخل السياق الدرامي يظهر شريف هوبر (ديفيد هاربر) بدور البطولة حينما يضحي بنفسه من أجل إغلاق آخر بوابة للعالم المقلوب، حيث أنه لم يكن قد مات كما اعتقد البعض، لكنه مسجون في معتقلات الاتحاد السوفييتي، ويحاول الأصحاب ابتكار حيل من أجل إنقاذه من السجن.

بينما يواجه إليفين مشكلة الانعزال بفعل التنمر ممن حوله، ويجد معضلة في صد المتنمرين، أو تكوين صداقات جديدة.

ونمط آخر في هذا الجزء، هو اتباع المخرجين تقسيم الموسم إلى سلاسل سردية أقرب إلى الانفصال، فكل حلقة كانت تدور في منطقة شعورية مختلفة عن الأخرى.

مدة أطول

من الملحوظ اعتماد الأخوان دافر مدة أطول لعرض الحلقات، فجميع الحلقات بمتوسط 75 دقيقة، وهي مدة عرض تقترب إلى مدة الفيلم السينمائي.

وحتى حلقتي الختام فإنهما ستكونان 85 دقيقة و 150 دقيقة، حسبما أعلنت نتفليكس، وهي أطول مدة عرض تلفزيوني في تاريخ أمريكا.

ولربما تريد نتفليكس عبر جماهيرية هذا المسلسل الضخمة، استعادة جزء من مكانتها، عبر أطول مدة دقائق مشاهدة، وإزاحة القلق المترتب على انهيار أسهمها مؤخرا.

ولم يختتم الصراع بعد، ولم تنته الأحداث الغريبة، ولن يهدأ التشويق والغموض، واحتباس الدم، حتى اللحظات الأخيرة من هذا الموسم، وإننا في انتظار ما ستؤول إليه الأحداث في الحلقتين المتبقيتين بداية يوليو.