توقف ظاهرة الملتقيات الثقافية الأهلية في دمشق
توقف ظاهرة الملتقيات الثقافية الأهلية في دمشقتوقف ظاهرة الملتقيات الثقافية الأهلية في دمشق

توقف ظاهرة الملتقيات الثقافية الأهلية في دمشق

توقف معظم الملتقيات الثقافية الأهلية السورية، بشكل متتابع، بعد سنوات من الازدهار والمتابعة الكبيرة من قبل الجمهور والكتّاب.

وكانت ظاهرة الملتقيات انطلقت مع بدايات الحرب عام 2012، وتنادى المثقفون إلى تفعيل العمل الإبداعي لمواجهة الأحداث الخطيرة التي تشهدها البلاد.

ويقول مؤسس ومدير ملتقى "يا مال الشام"، الشاعر والمسرحي أحمد كنعان، لـ"إرم نيوز": "أثّر الوضع الاقتصادي على نشاطنا، إلى جانب انتشار كورونا وإيقاف تراخيص الملتقيات بسبب الحرب".



ودأبت الملتقيات الثقافية الأهلية على عقد لقاء أسبوعي في أحد مطاعم دمشق القديمة، تتخللها قراءات شعرية للشباب ومعزوفات موسيقية تُختتم بآراء للنقاد.

ومن جانبه، قال الشاعر معاذ اللحام، وهو من مؤسسي ملتقى "أضواء المدينة": "استطعنا عقد جلساتنا في أحلك الظروف، واضطررنا إلى التوقف؛ نظرًا للصعوبات الاقتصادية، لكننا تركنا أثرًا مهمًا في المشهد الثقافي".

ورغم تأسيس المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم "الألكسو" في جامعة الدول العربية، عام 1970، إلا أن مهامها في دعم النشاط الثقافي الأهلي في الدول العربية بقي حبرًا على ورق.

وتنتشر الملتقيات الثقافية الأهلية في كثير من الدول العربية، مثل مصر وتونس، لكنها تعاني من قلة التمويل والرعاية في ظل الأوضاع الاقتصادية الصعبة التي تعانيها معظم الدول.

وأضاف معاذ اللحام: "العمل الثقافي أمر ضروري خلال الحروب من أجل الدفاع عن الجمال والوصول إلى منجز إبداعي يوازي ما يحصل على الأرض".

ويعتبر لقاء "ثلاثاء شعر" من أوائل الملتقيات التي تأسست مع بداية الحرب، وقد اختصّ بالشعر، ولا يحضره سوى الشعراء الذين راحوا يبشرون بنص جديد نتيجة للأسئلة الإشكالية التي طفت على السطح.



 

ويقول الشاعر أحمد علاء الدين، أحد مؤسسي "ثلاثاء شعر": "أصدر اللقاء ديوانين شعريين للشباب هما (كريستال طائش)، و(قاع النهر ليس رطبًا)، ضمّا أسماء جديدة لأكثر من عشرة شعراء غير معروفين".

وخلال سنوات، استطاعت الملتقيات الثقافية الأهلية استقطاب الكتاب والجمهور طيلة أيام الأسبوع، حيث اشتهرت الملتقيات بمواعيدها الثابتة وأماكنها المعتادة.

وأضاف علاء الدين: "سابقًا، استطعنا الاتفاق مع أصحاب المطاعم المهتمين بالثقافة كي يخفضوا التكلفة المادية مراعاة لظروف الحضور الذين ينتمون لفئة الطلاب، لكن هذا الأمر أصبح صعبًا الآن".



ورغم انطلاق الملتقيات الثقافية عام 2012، إلا أنها بدأت بالانحسار بدءًا من عام 2018؛ بسبب هجرة الشباب والظروف الاقتصادية الصعبة.

ويقول الشاعر أحمد كنعان: "اليوم نحن بصدد إعادة الحياة إلى لقاء يا مال الشام، وقد عقدنا لقاء في الفترة الماضية على أمل العودة بشكل تدريجي".

وشكلت الملتقيات الثقافية الأهلية مجالًا رحبًا لأصحاب المواهب خلال سنوات الحرب، في ظل انحسار النشاطات الرسمية، وتوقف معظم المراكز التابعة لوزارة الثقافة عن إقامة النشاطات.

ويقول الشاعر أحمد علاء الدين: "أهم إنجاز لثلاثاء شعر كان ترجمة نصوص الشعراء إلى اللغة الألمانية وصدورها بكتاب في مدينة بون بعنوان (بورتريه للموت) على يد الشاعر سرجون كرم، والكاتب الألماني سيبستيان هاينه".



وتنوعت اهتمامات الملتقيات الثقافية الأهلية السورية بين الشعر والقصة القصيرة والموسيقى والغناء، فيما اختص بعضها بالشعر، وركز البعض الآخر على الجلسات النقدية التي تعقد في نهاية الجلسات.

ويطالب المثقفون الشباب بتقديم تسهيلات للثقافة الأهلية كي تستمر بنشاطاتها، خاصة على صعيد توفير الأمكنة وتخفيض الأسعار في المقاهي والمطاعم وطباعة المنشورات.

وحسب علاء الدين: "لو كانت الظروف ملائمة لأصدرنا أكثر من ديوانين شعريين، كي نؤرخ للكتابة خلال المرحلة السابقة. فالتبرع من أجل النشر أصبح صعبًا؛ بسبب غلاء الورق وتكاليف الطباعة".

ويأمل القائمون على الملتقيات الثقافية بإعادتها إلى الحياة خلال المرحلة القادمة، لكن تذليل الصعوبات لا يبدو سهلًا؛ في ظل التضخم وانخفاض قيمة الليرة وهجرة الشباب إلى الخارج.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com