توثيق الرموز التاريخية على أبواب بيوت دمشق القديمة
توثيق الرموز التاريخية على أبواب بيوت دمشق القديمةتوثيق الرموز التاريخية على أبواب بيوت دمشق القديمة

توثيق الرموز التاريخية على أبواب بيوت دمشق القديمة

طيلة سنوات، يعمل الفنان المصور السوري أنطون مزّاوي على توثيق "الرموز البصرية على أبواب الشام القديمة" وفي مقدمتها "الدقّاقات" التي تتصدر تلك الأبواب.

واشتُهرت المنازل العربية بأبوابها الجميلة المزخرفة برسومات وأشكال تعبر عن الحقب التاريخية التي مرت عليها.

وعُرفت تونس والقاهرة ودمشق بأبوابها المكللة بالقناطر والألوان والأشكال النحتية، فحظيت باهتمام الباحثين ومؤرخي الجمال الذين دعوا إلى حمايتها.

وخلال الحرب، تعرضت الآثار السورية للاعتداء والسرقة والعبث، فزاد توثيق تلك المعالم، وعلى رأسها الأبواب التاريخية التي يعود زمن بعضها إلى آلاف السنين.



ويقول مزّاوي لـ"إرم نيوز": "قمت بتصوير جميع الأبواب القديمة التي تحتوي زخارف ورموزاً نُقشت على الدقاقات، ويعود تاريخها إلى ألفي عام خلت".

ورغم أن بيوت الشام القديمة من الداخل، حظيت باهتمام الباحثين على الدوام، إلا أن توثيق النقوش الموجودة على الأبواب قلما حظي بالعناية مثلما فعل مزاوي الذي استغرق 12 عاماً لإنجاز مشروعه التوثيقي.

ويضيف مزاوي: "تعرض عدد كبير من دقّاقات البيوت القديمة للسرقة، وهذا يؤكد أهمية التوثيق عبر الصور الدقيقة الذي يساعد المؤسسات في استعادتها عندما تظهر للعلن".

وتعتبر "دقّاقات" البيوت الشامية أقدم من دقاقات المنازل في روما، وهي مصنوعة من النحاس وعليها نقوش قديمة متوارثة من ثقافات ما قبل الميلاد.

ويضيف مزاوي: "بعض الدقاقات يعود عمرها إلى 1800 عام، وعلى بعضها مازالت آثار الحريق الذي أصاب دمشق القديمة سنة 1860".



وكانت "الدقاقات" المزينة من معالم الأبواب الدمشقية، في حين كانت الألوان والزخارف المعدنية من معالم المنازل في تونس والقاهرة.

ويقول مزاوي: "المحافظة على المعالم التاريخية مهمة وطنية وجمالية، وعبر التوثيق يمكن أن ننقل للأجيال القادمة ثقافة الأجداد ومهاراتهم في ممارسة الفنون".

وبعد إنجاز هذا المشروع التوثيقي، أقام مزاوي معرضاً لأعماله في دمشق، ثم شارك في معرض "إكسبو 2020" الذي أقيم مؤخراً في دبي.

وخلال سنوات من التجوال في حارات الشام القديمة، وثّق مزاوي أبواب الدور الدمشقية والخانات والبيمارستانات التي تعكس مراحل مهمة من تاريخ المدينة.



وتابع مزاوي: "معظم دقاقات الأبواب تأخذ شكل اليد، وهي رمز يعود للقرن الثاني الميلادي ويعبر عن الإله جوبيتر.

ويوجد على قاعدة الدقاقة رمز لإله الشمس وشجرة التين المقدسة".

وتعرضت الكثير من دقاقات البيوت الشامية للسرقة، بسبب وجودها على الأبواب من الخارج، كما تعرضت بعض النقوش المحفورة على الخشب للتلف.

ويضيف مزاوي: "في حارة طالع الفضة، هناك دقاقات عليها نقوش لحمامة السلام مع غصن الزيتون إلى جانب الزخارف النباتية من شجرة اللبلاب التي ترمز إلى الوفاء، كما يوجد حفر يمثل القمر".

كما نشر مزاوي كتيباً مرافقاً لمعرضه الذي أقامه بدمشق، شرح فيه معاني الرموز المحفورة على الدقاقات والعصور التاريخية التي تعود إليها.



وقامت المؤسسة السورية للبريد بتحويل مجموعة من أعمال الفنان مزاوي إلى طوابع للبريد. كما لفت مشروعه التوثيقي الأنظار إلى أهمية الرموز على أبواب الشام القديمة وضرورة المحافظة عليها.

والفنان المصور أنطون مزاوي، من مواليد دمشق 1964، خريج كلية الحقوق، وعضو نادي التصوير الفوتوغرافي السوري، وعضو الاتحاد الدولي لفن التصوير، وشارك في العديد من المعارض المحلية والعربية والدولية.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com