"حرب".. رواية مفقودة للفرنسي سيلين تثير الجدل قبل صدورها

أثارت رواية مفقودة للكاتب الفرنسي لويس فردينان سيلين جدلا واسعا حتى قبل صدورها في الخامس من مايو/أيار المقبل في فرنسا، حيث اعتبرت بمثابة المعجزة والتحفة الفنية لما تضمنته من إبداع للروائي سيلين، حسب ما أوردته صحيفة "لوموند" الفرنسية.

وكشفت "لوموند" أن الرواية غير المنشورة التي ستصدر تحت عنوان "حرب"، هي عبارة عن مجموعة من المخطوطات والمذكرات النادرة للكاتب الفرنسي وجاءت في 250 صفحة، وتتضمن رواية تدور أحداثها في مقاطعة "فلاندر" البلجيكية أثناء الحرب العظمى، مضيفة أنها مسودة أولى تتناول الحرب العالمية الأولى وظلت مفقودة لعشرات السنين قبل العثور عليها منذ 15 عاما حسب ما أكدته دار النشر "غاليمار".

وكشفت الصحيفة الفرنسية نقلا عن "غاليمار" أن "سيلين راوح في رواية "حرب" بين السيرة الذاتية والخيال، وارتكز على التجربة المحورية في حياته، وهي الصدمة الجسدية والمعنوية التي أصابته خلال الحرب.

وكان الروائي والطبيب لويس فردينان سيلين يبلغ من العمر 20 عاما عندما اندلعت الحرب العالمية الأولى وكان لذلك أثر كبير طوال حياته انعكس على كتاباته حيث وصف الحرب بأنها "مسلخ دولي في حال جنون"، وتجلى ذلك في فصل من الرواية قال فيه "لطالما نمت هكذا وسط الضوضاء الفظيعة منذ ديسمبر/ كانون الأول 1914، لقد أمسكت بالحرب في رأسي، إنها محبوسة في رأسي".

وذكرت المصادر نفسها أن سيلين ترك مسودة الرواية بين مجموعة كبيرة من مخطوطاته وأوراقه عندما غادر باريس إلى ألمانيا في 1944، قبل أن يتعرض منزله إلى السرقة، لكن بعد ذلك بنحو 75 عاما، وتحديدا في 2020، أبلغ أحد الصحفيين الفرنسيين ورثة الكاتب بأنه يحتفظ بمخطوطات منذ 15 عاما.

ووصفت لوموند رواية الحرب بالقول "إنها معجزة، الحرب، رواية لويس فرديناند سيلين الذي عاش بين عامي (1894-1961) ستصدر في 192 صفحة وذلك بعد نحو 90 عاما من تأليفها، هي تستحق أن تجد مكانا لها في المكتبات، بين رحلة إلى نهاية الليل (1932) والموت بالدين (1936) ، وهما روائع ما قبل الحرب كتبهما الروائي الفرنسي".

ويقول إيميل برامي، مؤلف السيرة الذاتية لسيلين، عن الرواية "الحرب ليست سوى قاع الدرج على العكس من ذلك، فهي تشكل قطعة مركزية في اللغز الأدبي الهائل الذي صاغه سيلين بقلق شديد لازمه طوال حياته.

ويضيف: "من المؤكد أنها ستثير إعجاب القراء، لقد قررت دار (غاليمار) طباعة 80 ألف نسخة في أول طبعة لها وهو رقم يكشف ما تحمله الرواية من أهمية أدبية وتاريخية وفنية".