"سولا".. فيلم جزائري يخطف الأنظار بطرحه معاناة الأمهات العازبات
"سولا".. فيلم جزائري يخطف الأنظار بطرحه معاناة الأمهات العازبات"سولا".. فيلم جزائري يخطف الأنظار بطرحه معاناة الأمهات العازبات

"سولا".. فيلم جزائري يخطف الأنظار بطرحه معاناة الأمهات العازبات

شدّ الفيلم الجزائري "سولا" الأنظار إليه بعد حصوله على جائزة أفضل فيلم روائي طويل في الدورة الـ5 للمهرجان الدولي لسينما المرأة في العاصمة اللبنانية بيروت.

ويطرح "سولا" مسألة غير متداولة كثيرًا في الأعمال السينمائية العربية وهي معاناة الأمهات العازبات.

والفيلم، الذي أخرجه وكتب نصّه صلاح إسعاد، استلهم قصته من الكاتبة والممثلة "سولا بحري"، التي شاركته كتابة السيناريو، ومن ثم طلب منها القيام بدور البطولة لتجسيد شخصية أم عزباء، وشاركها في أداء بقية الأدوار إيدير عيبوش وفرانك إيفري.

وحصد العمل جائزة "الدولي لسينما المرأة"، الذي يهدف إلى ضمان المساواة بين النساء والرجال في الحقوق والمسؤوليات في مهن السينما، بعد أن تنافس على جوائز المهرجان 71 فيلما منها 20 فيلما روائيا طويلا، و51 فيلما قصيرا من 40 دولة.

ويروي الفيلم، الذي يمتدّ على 92 دقيقة قصة أم عزباء أنجبت طفلاً خارج مؤسّسة الزّواج وعاشت المعاناة مع عائلتها، التي رفضت قبول وضعها، لا سيما أن المرأة تنحدر من منطقة ريفية محافظة وتعتبر أنّ الأم العزباء زانية يدينها المجتمع.

ويصور "سولا" نظرات القسوة التي اخترقت نفسية المرأة وكيف تعرضت رفقة رضيعها إلى ضغوط رهيبة من أقاربها ومحيطها لمغادرة المنطقة التي تعيش فيها دفعا لما كانوا يعتبرونه "عارا" ووجدت نفسها في الشارع بعد أن تخلت عنها عائلتها وطردتها.

وبهروبها إلى الجزائر العاصمة تبدأ المرأة مرحلة جديدة من حياتها لا تقلّ قسوة عن المرحلة السابقة.

وفي محاولات عابثة لتغيير مصيرها تقضي ليلتها في شوارع الجزائر باحثة عن نقطة ضوء من سيارة إلى أخرى عسى أن تعثر على من ينتشلها من محنتها، لكن دون جدوى.

ومع تقدم أحداث الفيلم تستبطن المرأة كل تلك القسوة والعنف النفسي، الذي تعرضت، إليه لينطبع ذلك في سلوكها، ومن ثمة تقدم على وضع الرضيع في صندوق خشبي وتدفع به إلى البحر، مرددة أن العالم قاس إلى درجة لا تُحتمل.

وأثارت النهاية الدرامية للفيلم ردود فعل متباينة بين النقاد بين من اعتبرها نهاية منطقية لمسار أحداث طبعتها القسوة والعنف، وبين من استنكر هذا الاختيار الذي ينطوي على فعل إجرامي بإلقاء رضيع بريء في البحر وهو أمر غير مبرر رغم حجم الظلم المسلّط على الأم العزباء.

لكن قصة الفيلم وطريقة إخراجه وحبكته الدرامية وتتابع أحداثه شدت اهتمام النقاد وكانت وراء نجاحه في انتزاع الجائزة الأولى في مسابقة الأفلام الروائية الطويلة، بعد أن كان قد شهد العرض الأول العالمي له في المهرجان الدّولي لفيلم البحر الأحمر في جدة في المملكة العربية السعودية قبل أشهر.

وكانت شركة "ماد سوليوشنز" قد أعلنت عن تقديم جائزتها في ورشة "فاينال كات"، ضمن مهرجان البندقية السينمائي الدولي في دورته الـ77، إلى الفيلم الجزائري الفرنسي الروائي "سولا" للمخرج صلاح إسعاد.

وتتمثل الجائزة في حصول الفيلم على خدمات التسويق والتوزيع في العالم العربي.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com