"بيروت للكتاب".. تحدٍ للناشر والقارئ مع انهيار العملة اللبنانية
"بيروت للكتاب".. تحدٍ للناشر والقارئ مع انهيار العملة اللبنانية"بيروت للكتاب".. تحدٍ للناشر والقارئ مع انهيار العملة اللبنانية

"بيروت للكتاب".. تحدٍ للناشر والقارئ مع انهيار العملة اللبنانية

كاتي يمّين

تستمر فعاليات معرض بيروت العربي الدولي للكتاب في دورته الـ63 لتضيء وجه العاصمة اللبنانية، بعد سلسلة الأحداث الأليمة التي توالت عليها من انفجار المرفأ إلى الأزمة الاقتصادية التي تزيد خناقها على اللبنانيين.

ويجمع مهتمون بالشأن الثقافي على أهمية هذا الحدث الثقافي الذي يساهم في "استنهاض الفكر والثقافة"، حيث بدأ بعد سنوات انقطاع قسري في الثالث من الشهر الجاري ويستمر لغاية الـ13 منه.

ويشكل المعرض تحديًا للناشر والقارئ على حد سواء، في ظل انهيار العملة الوطنية وجنون الأسعار، حيث تكون الأولوية لتأمين الرغيف، والدواء، ومستلزمات الحياة الأساسية.

بيروت موئل الثقافة

وقالت السيدة سلوى السنيورة بعاصيري، رئيسة النادي الثقافي العربي الذي نظم المعرض، إن "الازمة الاقتصادية الراهنة حتمت علينا أن تكون المساهمة المالية للاشتراك رمزية، ونحن ندرك أن القدرة الشرائية لدى القارئ منخفضة، ودور النشر على دراية بهذا الموضوع، وقد خفّضت الأسعار".

وأضافت بعاصيري، في تصريح خاص لـ"إرم نيوز": "يجب أن يكون هناك الصوت الطبيعي للبنان، والصوت الطبيعي للعاصمة بيروت؛ نحن نعرف أننا تاريخيًا موئل الثقافة، وموئل الفكر".

وتابعت: "ضمن الأصوات المرتفعة في كل القضايا، غاب صوت الثقافة، فكان علينا أن نذكّر الجميع أن بيروت تمثل المكان الذي يحتضن الثقافة، والفكر، والكتاب، لفترات طويلة من خلال إقامة المعرض.

كما أوضحت بعاصيري أن "السنوات الماضية من جائحة كورونا إلى انفجار مرفأ بيروت الذي تسبب بدمار كامل للقاعة التي يقام فيها المعرض، منعتنا من إقامته، ولكننا بادرنا إلى تنظيمه ما أن انتهت أعمال ترميم القاعة".

وأشارت إلى أن "هنالك وجهة نظر تقول إنه كان يمكن الانتظار لشهر كانون الأول، لكن الانتظار يعني أننا لا نستجيب للتحديات القائمة، ألا وهي أن نرفع الصوت صوت الثقافة، وأن نلبي عطش الناس إلى مكان رحب للقاء والفكر".

وعما إذا كانت بيروت ستبقى عاصمة الثقافة العربية، قالت بعاصيري: "هذا تحدٍ للمواطن اللبناني؛ هل يريد أن يتخلى عن دوره الريادي؟ هل يريد أن يضيع في متاهات قضايا أخرى، أم يريد أن يؤكد أن لبنان يجب أن يعزز دائمًا دوره الثقافي؟".

وختمت رئيسة النادي الثقافي العربي تصريحها بالقول: "كل شيء يقل عندما نتقاسمه إلا الثقافة، وتدعو القارئ إلى مشاركة الكتاب عبر التبرع به للمكتبات العامة بعد الانتهاء من قراءته".

وبدوره، تحدث صاحب دار نلسون سليمان بختي عن أولى أيام المعرض، قائلًا: "كان كل شيء يبدو لنا جديدًا، الناس والتجارب.. خاصة بعد غياب لسنوات كانت مليئة بالأحداث، ولكن سرعان ما بدأت العلاقة تصبح طبيعية أكثر مع الكتاب ومع الحدث الثقافي، وعادت المدينة إلى دورها الثقافي الريادي الذي لطالما تميزت به".

وأشار بختي في حديثه لـ "إرم نيوز" إلى أن" المعرض هذا العام يفتقد للمشاركين العرب، وغياب النشاطات المهمة كحضور شخصيات أدبية كبيرة في الافتتاح، ودور النشر الكبيرة، حيث غابت معظمها لمشاركتها في معارض خارج البلاد".

وشدد بختي أن " معرض الكتاب يعزز التلاقي بين الناس على الكلمة والفكرة و الفن. وأنه "لا يجب أن يترك الكتاب وحيدًا، فالمجتمع مسؤول عنه".

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com