"جمنة واحة الثورة".. كتاب يقدم نموذجا عن نجاح " الحكم التشاركي" في تونس
"جمنة واحة الثورة".. كتاب يقدم نموذجا عن نجاح " الحكم التشاركي" في تونس"جمنة واحة الثورة".. كتاب يقدم نموذجا عن نجاح " الحكم التشاركي" في تونس

"جمنة واحة الثورة".. كتاب يقدم نموذجا عن نجاح " الحكم التشاركي" في تونس

"جمنة واحة الثورة" إصدار جديد باللغة الفرنسية للكاتب التونسي محمد كرو، يروي فيه قصة هذه الواحة التي اعتبرها نموذجا لإدارة الشأن المحلي في تونس بطريقة تشاركية، حيث ينتفع أهلها وتنتفع الدولة بعوائد التمور عالية الجودة التي تنتجها.

وتقع "جمنة" في الجنوب الغربي لتونس، وقد أصبحت منذ ثورة 2011 مكانًا لمشاركة المواطنين الفاعلة، من خلال إعادة استثمار عقار زراعي سابق، يمتد على مساحة 300 هكتار، وينتج التمور الجيدة وأممته الدولة منذ عام 1964، قبل أن يتم تأجيره للأفراد عام 2002 بمبالغ متواضعة.



ومنذ عام 2011 يُدار هذا العقار الزراعي من قبل "جمعية حماية واحة جمنة"، التي تطالب باقتصاد تشاركي اجتماعي وتضامني يتم فيه استثمار أرباح الحصاد في المشاريع المجتمعية.

ويقول الكاتب محمد كرو، في لقاء لمناقشة كتابه نظمه "معهد بحوث المغرب العربي المعاصر" في تونس العاصمة، إن جمنة "هي ما تبقى كتجربة ناجحة نسبيًا للثورة التي انتهت"، وفق تعبيره.

وأشار إلى أن جمنة تُعدّ مثالاً على نجاح ما بعد الثورة بفضل تعاون سكانها، الذين عرفوا كيفية قبول وتأسيس وتحريك نقاش حر حول "شؤون المدينة"، وهذا أيضًا يجعل هذه الواحة، على المستوى الاجتماعي والأنثروبولوجي موضوعًا مثيرًا للدراسة والبحث، وأيضًا طريقة لفهم ما ينقص إدارة الأراضي التونسية في محافظات أخرى، حسب قوله.

ومحمد كرو هو عالم اجتماع وعالم أنثروبولوجيا وأستاذ العلوم السياسية، في كلية الحقوق والعلوم السياسية، في جامعة تونس المنار، ومؤلف كتاب "تونس الثورة الأخرى" و"الحجاب الجديد والفضاء العام" و"من هنا ومن أي مكان آخر" والعديد من المؤلفات والمنشورات الأخرى.

وقد اهتم بهذه الواحة وبتجربتها الاستثنائية وقدم عصارة بحثه في كتابه الجديد الذي يقع في 400 صفحة "جمنة واحة الثورة" وهو من منشورات دار "سيراس" التونسية للنشر.

واستغرقت ولادة هذا الكتاب ثلاث سنوات، عامين من البحث الميداني وسنة من الكتابة، حيث يقول المؤلف، إنه واجه صعوبة في التوقف عن عملية الانتقاء والبحث لأن المادة كانت كثيفة وغنية، وفق تعبيره.

ويناقش الكتاب ثلاثة جوانب رئيسة لواحة جمنة وهي خصوصية بيئتها، لأنها مدينة وقرية في آن واحد، والعلاقات بين سكانها وبين المجتمع، والعلاقات التي تحكمها.

ويعود اهتمام الكاتب محمد كرو بجمنة أيضًا إلى أصوله، فقد ولد في واحة قفصة بالجنوب الغربي التونسي، ويقول في هذا السياق إنه اختار جمنة للعودة إلى الجذور وإعادة الاتصال بالواحة، مشيرا إلى أن الجانب الثالث الذي تناوله هو العلاقة الجديدة بين المجتمع المحلي والدولة المركزية في عصر العولمة.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com