حصاد 2021 الثقافي.. تعددت الأحداث والبطل واحد
حصاد 2021 الثقافي.. تعددت الأحداث والبطل واحدحصاد 2021 الثقافي.. تعددت الأحداث والبطل واحد

حصاد 2021 الثقافي.. تعددت الأحداث والبطل واحد

على غير مألوف العادة، لم يكن الحدث الثقافي أو الفني، مهما بلغت جدته، هو الحدث حقا في 2021، فبعد عام كئيب على ولادة كورونا، كان هاجس الخبر والصورة التقاط الدفء الإنساني وعودة الضحكات والصخب إلى جنبات المسارح والمدرجات، وساحات الاحتفالات الكبرى، إيذانا، أو تبشيرا بنهاية زمن الحضور الافتراضي، والتغييب القسري للدهشة وحرارة التصفيق وغنى الحوارات الجانبية.

كل حدث ثقافي شهده العام المنصرم، كان بمثابة حفاوة خاصة بالحياة، ببشر من لحم ودم عادوا إلى الاجتماع معا، فأصبح الجمهور هو مركز الضوء لا خشبة المسرح، وضخامة الحشد تحولت إلى مادة ملهمة لوسائل الإعلام، ومعيار أساسي للنجاح قبل أن ترفع الستارة عن العمل الإبداعي، أو الكشف عن اسم الفائز بجائزة مرموقة.

الإحاطة بالقائمة الطويلة للأحداث الثقافية والفنية العربية، مهمة عسيرة، ولابد من التوقف أولا عند المناسبة الأبرز، أو التظاهرة الإنسانية الأضخم من نوعها منذ حلول الوباء، وهي انطلاقة إكسبو دبي مطلع أكتوبر، وما شهدته من طوفان بشري وحفلات فنية لا تنتهي تستقطب نخبة نجوم العرب والعالم.

وفي الإمارات أيضا، كان معرض الشارقة للكتاب في نسخته الـ40 خلال نوفمبر، علامة أخرى على استعادة الحياة وجهها الطبيعي بعيدا عن اشتراطات الفيروس وقسوة العزلة.

عاد معرض الرياض الدولي للكتاب في أكتوبر، وفي الشهر نفسه كانت المملكة العربية السعودية على موعد جديد مع موسم الرياض في نسخته الثانية، فيما اتجهت الأنظار في ديسمبر إلى مدينة جدة الساحلية وهي تقص شريط حدث غير مسبوق في المملكة، تمثل بإطلاق الدورة الأولى من مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي.

وفي أواخر أكتوبر، أعاد العراق إلى النور مهرجان بابل الدولي بعد نحو عقدين من الغياب القسري، ورغم الجدل الذي أثارته حفلات الغناء، لكن الحدث رسخ نفسه على الخريطة الثقافية والفنية العراقية ويرجح ألا يغيب مرة أخرى.

وكان الأردن مع فرح من نوع خاص في سبتمبر مع عودة مهرجان جرش للثقافة والفنون في نسخته الـ35، بعد أن حكم  الوباء في العام 2020 على أضوائه بالانطفاء، وعلى حناجر صفوة الفنانين العرب بإجازة إجبارية، بعيدا عن مدرجاته التاريخية وخشبات مسارحه المحببة.

وما بين سبتمبر وديسمبر، فرشت مصر السجاد الأحمر لنجوم العرب والعالم ثلاث مرات، عبر مهرجانات الإسكندرية السينمائي لدول البحر المتوسط، والجونة، والقاهرة، وقبل ذلك بأشهر شهدت القاهرة الموكب المهيب لملوك مصر القديمة في رحلتهم الأخيرة من المتحف المصري إلى متحف الحضارة، وفي نوفمبر تابع العالم بدهشة الحفل الباهر لإعادة افتتاح طريق الكباش الفرعوني في مدينة الأقصر.

أخبار تونس، ورغم ازدحامها بالجانب السياسي، ظلت وفية لحدثين كبيرين هما مهرجان قرطاج السينمائي في نسخته الـ32، أواخر أكتوبر، وأيام قرطاج المسرحية في دورتها الـ22 خلال ديسمبر.

قبل انطفاء شعلة 2021، تشتعل الذاكرة بأسماء، عصية على الحصر، رحلت على امتداد العام المنصرم، وقد ألهمتنا إرادة الحياة، وحفرت بإبداعاتها شكل المشهد الثقافي والفني العربي عبر عقود طويلة: دعيج الخليفة الصباح، نوال السعداوي، مريد البرغوثي، هشام جعيط، عبد الخالق الغانم، إلياس الرحباني، صباح فخري، عزت العلايلي، مشاري البلام، ثريا جبران، سمير غانم، دلال عبد العزيز، عمر قندوز، جميل عواد، سهير البابلي، غسان المشيني، وحيد حامد، هادي الجيار، يوسف شعبان، أحمد خليل، أحلام الجريتلي، علي حميدة.. وقائمة الراحلين طويلة طويلة.

فاز التنزاني عبد الرزاق جورنا بجائزة نوبل للأدب. نال الأردني جلال برجس جائزة البوكر العربية عن روايته "دفاتر الوراق"، وأحرز فيلم "ريش" المصري أربعة جوائز في ختام أيام قرطاج السينمائية... تناوب المكرمون على الصعود إلى منصات التكريم على امتداد المهرجانات والحفلات خلال العام 2021، ويبقى التقدير الأكثر استحقاقًا للوجوه الجسورة، المجهولة الأسماء، التي لبت دعوة الحياة ومنحت، بحضورها، العمق والمعنى لكل فوز، وقد رفضت أن ترفع الراية البيضاء أمام الوباء.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com