"لا وقت للموت" آخر أفلام العميل 007.. هل من جديد؟
"لا وقت للموت" آخر أفلام العميل 007.. هل من جديد؟"لا وقت للموت" آخر أفلام العميل 007.. هل من جديد؟

"لا وقت للموت" آخر أفلام العميل 007.. هل من جديد؟

على الرغم من عزوف كثير من المشاهدين عن متابعة سلسلة الجاسوسية الأشهر "جيمس بوند" بسبب التكرار الممجوج، أثار آخر أفلام السلسلة ردود أفعال متباينة في ظل عزم دانيال كريج على اعتزال أداء دور العميل رقم 007، مستقبلا.

واختتم النجم "كريج" سلسلة أفلام "جيمس بوند" القائمة على التشويق والمطاردات والعنف والألغاز، بالعمل رقم 25، الذي يحمل عنوان "لا وقت للموت/No Time To Die" الصادر مطلع أكتوبر/تشرين الأول 2021.



أشهر جواسيس السينما

وابتكر الكاتب إيان فيلمينج، الضابط السابق في الاستخبارات البحرية البريطانية، شخصية جيمس بوند، في خمسينيات القرن الماضي.

وترسخت شخصية جيمس بوند في أذهان الجمهور على مدى عقود، ليعرف باسمه الحركي (العميل رقم 007) ويتحول إلى أشهر شخصية جاسوسية في تاريخ السينما.

لا وقت للموت

وتدور أحداث فيلم "لا وقت للموت" حول سيرة حياة بوند بعد تقاعده من الاستخبارات البريطانية، باحثا عن السلام والاستقرار بعيدا عن اضطرابات العمل في جمايكا.



ويتقبل بوند فكرة التخلي عن رقمه السري 007 ومنح المخابرات البريطانية رقمه إلى عميلة أخرى. ولكن سلامه الداخلي لا يدوم طويلا، مع ظهور زميله القديم فيلكس، طالبا منه المساعدة لإيقاف عصابة تملك سلاحا خطيرا يتلاعب بالحمض النووي للبشرية.

ويفتتح المخرج العمل بأسلوب تشويقي يُقحِم المُشاهد على الفور في أحداث القصة، من خلال تصوير والدة مهملة تحتسي المشروبات الروحية وشبه فاقدة للوعي تنادي طفلتها "مادلين" لتخبرها بأن مهنة والدها ليست الطب وشفاء الناس، بل قتلهم.

انتقام

وسرعان ما تحدث عملية الانتقام بحضور رجل ملثم بقناع أبيض وملامح شريرة يريد الثأر لفقدان عائلته، ويوجه رشاشه نحوها ويطلق عشرات الطلقات.

وفي هذه الأثناء تختبئ "مادلين" إلى حين اقتحامه الغرفة، ليتفاجأ الجمهور بنهوض الطفلة بسلاح تحمله بين يديها وتطلق عليه رصاصا عشوائيا يجعله يسقط أرضا.

ويصور العمل سحب مادلين لجثة الرجل، إلا أنه يستيقظ على الجليد ليتضح أن معظم الطلقات لم تصبه بمقتل، وتهرب الطفلة إلى أن تسقط في الجليد، ليقدم الرجل على تصرف غريب وينتشلها من الموت.

بعد عشرات الأعوام

وينقلنا المخرج إلى مشهد مترابط، لنرى امرأة جذابة تخرج رأسها من البحر وتتنفس بقوة، ما يوحي بمرور عشرات الأعوام على الحادثة.

ونلاحظ أن المخرج يتبع أسلوبا غير مباشر لخلق أسئلة واستنتاجات فردية تحرك خيال المُشاهد وتدفعه إلى ربط المقدمة بالحاضر.

وقبل وصول العمل إلى الحبكة الرئيسة، ينشأ رابط تعلق بين الشخصيات والمُشاهد، على الرغم من ضبابية الصورة وغياب الشرح المستفيض.

الماضي

ونستشف من خلال الأحداث بأن الماضي يطارد كل من بوند ومادلين، وفي أشد لحظاتهما الحميمية يتضح أن بوند غير متصالح مع ماضيه، وتطلب مادلين منه أن يذهب لقبر امرأة ما ويسامحها.

وحين يقرر الذهاب لزيارة الضريح يحدث انفجار مفاجئ، تتبعه مطاردات عنيفة من قبل منظمة سبكتر الإجرامية.



تشويق

وتتصاعد الأحداث مع حصار المسلحين لبوند ومادلين، ليظهر بوند كعادته، بملامح باردة وسكون مخيف وسط معركة حامية وإطلاق نار كثيف، عازما الدفاع عن نفسه وعن محبوبته في لحظات الموت القريب.

وفي جانب آخر، نشهد تمتع سيارة بوند بتقنيات حديثة، لتكون مصفحة ضد الرصاص، وتتحول من سيارة عادية إلى مصفحة بإمكانيات حربية خارقة.

تجديد

وكعادة جيمس بوند، فإن أعماله ترتكز على التشويق والمطاردات والحبكة المترابطة والتفجيرات الكثيفة، ولكن الفيلم الأخير يمتاز بالطابع الدرامي العاطفي نوعا ما.

وبرز الاختلاف الواضح عن سلسلة أفلام جيمس بوند السابقة، بالتركيز على جانب جديد من شخصية العميل السري، ليغدو محبا لطيفا باحثا عن الاستقرار والحب والحياة الهادئة والنهاية السعيدة، ويتلخص دافعه الأساسي في الفيلم حول مادلين.

وبالمقابل، افتقد العمل للعناصر الكلاسيكية الماثلة بوضوح في السلسلة؛ مثل حضور نساء فاتنات بأناقة جذابة وفساتين مغرية، وانخراط بوند بعلاقات غرامية جامحة، وجميع هذه الأمور اعتاد عليها المشاهدون وربما لم يتقبل بعضهم فكرة غيابها وميوله الجديدة نحو الاستقرار والسكينة.

جماليات

ومن ناحية الشكل، ركز المخرج على تصوير المباني المرتفعة وعكس صورة الهندسة المعمارية بشكل لافت وجذاب، فضلا عن السيارات الفخمة التي تتمتع بتقنيات حديثة، والثياب الأنيقة والأثاث الفاخر.

وتنوعت كوادر التصوير بالعدسة الواسعة وحركات الكاميرا الطائرة والمنحدرة والمأخوذة من الأبنية الشاهقة، لتلتف بمحاذاة الشوارع وتمشي بطريقة انسيابية لافتة، ما يوحي بالتشويق والحركة الجذابة.



آراء ونقاد

ونقلت مجلة "سي جي إم" عن الناقد جو فيندلي، أن "دانيال كريج، نجح في تقديم عرض أخير يمتاز بالقوة والترابط، يليق بجيمس بوند، ويمكننا الاعتزاز بالنظر إلى مسيرته كجاسوس بريطاني؛ (لا وقت للموت) كان وداعا مؤثرا لدور بطولته الأخير".

وعلى مواقع التواصل الاجتماعي تضاربت الآراء؛ واعتبر المتابع محمد فوزي الطرانيسي، أن "دانيال جريج يكرر سيناريو فيلم سكاي فول، فكان المجرم الرئيس للعمل يعاني من اضطراب نفسي، وفي الوقت نفسه يتمتع بذكاء حاد".

ووصف الطرانيسي بعض المشاهد "بالهشاشة؛ مثل مشهد المقدمة حين أطلقت الطفلة طلقات عدة على الرجل، ثم نهض بشكل مفاجئ على ما يرام دون تبرير لذلك، بل ترك المخرج التفسير والتحليل لعقلية المشاهد دون الحاجة للتلقين المباشر".

وقال المتابع محمد فريد، إن "الفيلم مشوق ومترابط وممتع، ولكن (سكاي فول) يظل العمل الأعظم في تاريخ دانيال جريج".

وكانت فكرة العمل واضحة وبسيطة، ولم تخلُ حبكته من الحشو، ما أثر على إيقاعه بشكل سلبي.

ورأى المتابع علي الحسيني، أن الفيلم "ينبئ بنهاية جيمس بوند، وولادة شخصية نسائية ربما تكون العميل رقم 007 في المستقبل كابنته مثلا"، ويوافقه الرأي محمد فريد ويتوقع طرح عمل مستقبلي ببطولة ابنته؛ باسم "جين بوند"، وربما تتابع السلسلة على خطى والدها.

وشارك في الفيلم الممثل الأمريكي من أصل مصري رامي مالك، الذي تعرض لانتقادات وصفت أداءه في الفيلم بالمكرر البعيد عن التجديد، وقد يكون ضعف الشخصية عائدا إلى سوء تصميمها أو نتيجة ضعف في السيناريو.

والعمل من إخراج كاري فوكوناجا، وسيناريو روبرت ويد. وشارك في بطولته آنا دي أرماس، وليا سيدو، وجيفري رايت، وروري كينر، وبن وشو، ونعومي هاريس، وديفيد دانسيك، ورالف فاينس، وبيلي ماجنوسين، وكريستوف فالتز.

يذكر أن العمل هو خامس فيلم في السلسلة يؤدي دور البطولة فيه دانيال كريج. وتنوعت مواقع التصوير بين إيطاليا وجامايكا والنرويج. وهو من إنتاج إنجليزي أمريكي مشترك.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com