في رواية جبل المجازات لأحمد كامل.. واقعية سحرية تجسد عجز الإنسان‎
في رواية جبل المجازات لأحمد كامل.. واقعية سحرية تجسد عجز الإنسان‎في رواية جبل المجازات لأحمد كامل.. واقعية سحرية تجسد عجز الإنسان‎

في رواية جبل المجازات لأحمد كامل.. واقعية سحرية تجسد عجز الإنسان‎

يستخدم الروائي المصري أحمد كامل مكونات الطبيعة بمختلف أشكالها، في تعريفه للعجز الإنساني، وخضوعه للتقلبات بين الواقعية والخرافة في رواية "جبل المجازات" الفائزة مؤخرا بجائزة يحيى حقي 2021.

انطلاق الرواية يكون في المشهد الصحراوي الشاسع، الممتلئ بالضجر والفراغ، حيث يتجرأ شخص نحيل، ضئيل الجسد ليقود جيشا من أشجار النخيل، مهاجما قرية صغيرة نائية، تحمل بشكل يحمل الرمزية إلى الضعف، قرية الغزالة، فلا يتحقق من هذه الهجمة إلا سحق البيوت، وقتل النساء، وهرس الأطفال، وتكسير همم الرجال، ويمتد هذا الطغيان إلى رخام المقابر حتى، والموتى الراقدين.

بهذا المشهد الاستفزازي المهول الذي تكشف الرواية عنه، بما تحمله أدوات التشويق، أعطت البداية إشارة إلى رحلة روائية مثيرة، فيما بعد.

ويقدم الكاتب على إدراج استثناء يزيد من الشغف والتفكير، حين يأمر قائد الجيش، جيشه بألّا يمسوا عائلة واحدة فقط، دونا عن بقية القرية. وهو ما يفتح الباب أمام المزيد من التورط في تفاصيل العمل، ويشحن الفضول لاستكشاف المزيد.

تصفيف المشاهد

في الرواية لغة نشطة متحركة، ممتلئة بالجمال واللمعان، حيث الصياغة المستفزة للتأمل، والمشاهد المتقنة في التركيب والتوصيف، ما ينم عن دراية عالية من الكاتب في تصفيف مشاهده، وتخليق الروابط بينها.

حيث حمل النص الروائي لديه بداية تأخذ شقا من عنوانه"جبل المجازات" فكانت البداية جبلية عنفوانية، وهو ما يحتاج من الكاتب من بعد قدرة عالية، ليتمكن من الحفاظ على مستوى السرد، بحيث لا ينحدر من ناحية الحدث والخيال واللغة. فقد تكون البداية التقديمية للرواية، وتدريج توتر الأحداث أمرا أكثر أمانا للروائي.

ويستخدم الكاتب في السياق الدرامي السردي، اللهجة المصرية العامية في مواطن متعددة، مشتملة على كلمات غريبة غير متداولة، ولربما يكون هذا الأمر مستساغا للبعض، ومنتقدا عند الآخر، لكن مسار اللغة عند كامل، كان أشبه برجل عملاق يتحكم بشخصيات الماريونيت.

العودة للماضي

المشهد الأولي للرواية، يأخذ التوقعات إلى مستقبل قرية الغزالة، بعد عملية التدمير، لكن الكاتب أحمد كامل، على نقيض التوقع، يرجع بالزمن إلى الماضي، ويسجن كافة الأحداث فيه، ويستخدم الذاكرة والمخيلة في قيادة مسار الأحداث من بعد. وفي هذا الإطار تتجسد مشاهد محملة بالذكريات والحنين وسحب ذيول اللحظات المسجونة في الماضي.

من أجواء العمل: كانت النخلات تتقدم وتتراجع، تحاصر وتبيد، ترفض ترك أحياء من أبناء جبل، وركضت نخلات وراء الفارين تجاه الشمال في الصحراء المكشوفة لإنجاز ما أمرت به، بينما قبعت نخلات أسفل أشجار توت وبرتقال في الجنائن المحيطة بالبيوت، محاصرة هاربين مختبئين بين الغصون، قبل أن تبدأ في قصف الجذوع، والانفراد على مهل بالأجساد التي هربت أرواحها قبل لحظة المواجهة.

 

نزعة نقدية
أدوات مسرحية
ملاحقة صدفة
نافذة الحاوي

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com