"قبر الغراب".. مجموعة شعرية جديدة للشاعر الإماراتي علي المازمي

صدرت للشاعر الإماراتي علي المازمي مجموعة شعرية جديدة بعنوان "قبر الغراب"، عن دار رواشن (الإمارات) 2021.

يلاحق المازمي الهواجس الداخلية المحملة بذكرياته، وتجاربه، باحثا في الجانب الوجودي من الحياة، وواصفا حيرة الإنسان مع الحوادث المتراكمة بصوت شعري ممزوج بالتجريب والمصارحة، متأثرا بتجارب شعراء الاغتراب السابقين، مثل إميل سيوران.

تدعو قصائد المازمي القارئ إلى رحلة جمالية مع الشعر الخالص من المبتذل والتكرار، كما تنم عن منطقة فكرية خصبة، تسوق إلى التجديد في الثيمة والبناء والأفكار.

ليس وحده المحتوى عند المازمي الذي يصيب القارئ بالصدمة، بل الصور الغريبة، وحيلة تصنيع الجمل، بالإضافة إلى التنوع في شكل بناء القصيدة على طريقة ما بعد الحداثة، من خلال النص المفتوح على شكل الستارة المسرحية تارة، وقصيدة النثر تارة أخرى.

فيما تفتح لغة الشاعر مساحات متعددة من التفكير والتأمل، من خلال الصياغة المبسطة غير المقلدة، التي تبدو في كل مرة مثل سبيكة لامعة، زد على ذلك أنها مكتنزة بالغموض والمعنى المخفي، ومن خلال التدبر يكتشف القارئ ما وراء النص من إيغالات ومساحات مخفية.

تجربة الشاعر في المجموعة توزعت على 60 نصا، جاءت جميعها دون عناوين، ووضعت بينها -كفواصل- أرقاما عربية. هذه القصائد التي صاغها الشاعر في المعظم بضمير الأنا المتكلم، أتت في 120 صفحة من القطع المتوسط.

من أجواء المجموعة: "عندما دفن جدي الغراب تبعناه.. دفن أخي شبح الدرويش، ودفنتْ أختي نزر النبات، وأنا مزقت غريبا.. طويت ظله في الخزانة، أطعمت عينيه للقبور، ودفنت بقايا الغربة في قصيدة.. هكذا بدأت القصة".

ويقول كذلك في مقطع آخر: "أرمق الساعة خائبا من وجودي، وتلتف حول عنقي عقاربها.. لا موت عادَ، ولا عين قفزت من بلادها، ولم تبكِ أرملة القدير.. لا شامة تنهدت، ها أنا وحيد، بلا ظل، ولا زمن يحتويني!".

وفي قصيدة أخرى للمازمي نقرأ: "لم تتعرف الطبيعة على وجهي، ما غسلتني أكفها! كانت ترى غربتي، آثار الغياب، وكفنيَ الذي دحرجته الهجرات.. وقبل مجيء اليأس، هبطت الشمس وأحرقت تلك الندبة التي أسميتها يوما هوية".