إعلام فلسطيني: إصابات في قصف إسرائيلي على مسجد في جنوب خان يونس

logo
أرشيف

ماذا يحدث في الأردن؟

ماذا يحدث في الأردن؟
13 سبتمبر 2015، 6:44 ص

يوسف ضمرة

لا يحتمل بلد كالأردن هذا الهراء الذي تتقاذفه بعض الألسن. فلا أحد في العالمين العربي والإسلامي تنطح لتصحيح التاريخ الإسلامي، لما ينطوي عليه ذلك من تبعات نحن في غنى عنها.

محطة "رؤيا " بثت برنامجا من المفترض أن يكون موجها للأطفال، لكنه كان الأجدى أن يكون للكبار جدا. عاصفة أثارها البرنامج من نقد ودفاع عن حرية الرأي والتعبير.

كان يمكن "لملمة" الأمر بمجرد إحالة القضية إلى النائب العام، وانتظار نتائج التحقيق. وكان يمكن من قبل، عدم الانسياق وراء الغرائز والطائفية، وتنبيه القناة إلى الحدود التي ينبغي لها الالتزام بها، خصوصا ونحن نتحدث عن برامج الأطفال. لكن نائبا مسيحيا أحب أن يرد بطريقته، فتعرض لجزء من تاريخ خالد بن الوليد. وخالد بن الوليد ليس من الصحابة المقربين، ولا يعرف عنه إلا أنه بشجاعته وعقله العسكري تمكن من تحقيق الكثير من الفتوحات الإسلامية. لكن المتأثرين بالمشهد من حول الأردن، وبعض الضالعين فيه ولو بالدعاء، أخذتهم الحمية، فانتفضوا للدفاع عن خالد بن الوليد.

القصة سخيفة في أصلها، ولا تستحق هذا السجال في هذا الوقت الحرج. فالأردن على تخوم النار الطائفية والمذهبية، إضافة إلى وجود أورام إقليمية لدى طرفي الشعب الأردني"شرق وغرب". وأي شرارة تندلع هنا أو هناك، لا يعلم أحد إلى أين ستصل النار وما ستأكله.

علينا أن نتذكر أن الأردن هو الساحة المثلى بالنسبة للإسرائيليين، لحل مشكلة اللاجئين الفلسطينيين، وتوطينهم، والانتهاء من موضوع حق العودة الذي يظل العصب الرئيس في القضية الفلسطينية. وعلى الأردنيين، نوابا وكتابا ومثقفين أن لا يسمحوا لمثل هذه الصغائر أن تكون حصان طروادة الذي يدخل عبره الإسبارطيون ويقتحمون المدينة.

نحن ننتقد موقف الحكومات الأردنية التي ساعدت بعض أجنحة المعارضة السورية بالتسليح وتسهيل المرور إلى سوريا عبر الأراضي الأردنية. ولكن علينا أن نحصن أنفسنا قبل ذلك، كمجتمع يطمح إلى الخروج من الدوامة الدامية بأقل الخسائر.

ليست قضية كبرى أو أم القضايا أن يكون خالد بن الوليد تزوج امرأة مسيحية أم لم يتزوجها. وليست قضية أن تكون أكملت عدتها أم لم تكملها. فالتاريخ الإسلامي يعج بمئات الحكايا والقصص التي يرفضها الكثيرون. وهو تاريخ كتاريخ أي أمة في الكون، فيه المشرق وفيه المعتم.. فيه ما نتباهى به، وفيه ما نرفضه. فلا أمة تقدس تاريخها. والتواريخ خاضعة دائما للنبش وإعادة القراءة والتحليل والتقويم.

هل أخطأت قناة رؤيا الفضائية؟ ربما. وهل أخطأ بعض النواب؟ ربما. ولكن الخطأ الأكبر كما نظن، تتحمله رئاسة الحكومة، التي كان يجب أن تتدخل، وتضع حدا لمهاترات طفولية، تمدح خالد بن الوليد أو تسيء إليه. فلا نحن قادرون على تنقية هذا التاريخ من الشوائب، ولا أحد قادر على طمسه كله بمكوناته كلها.

الأمر أبسط بكثير من ذلك كله، ولكن، احذروا المتصيدين في الماء العكر. احذروا العدو الصهيوني الذي يتحين الفرص الملائمة لتحقيق أهدافه على حساب الأردنيين والفلسطينيين والمسلمين والمسيحيين.

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة ©️ 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC