إعلام فلسطيني: إصابات في قصف إسرائيلي على مسجد في جنوب خان يونس

logo
أرشيف

المعارضة البنَّاءة في زمن الهدم

المعارضة البنَّاءة في زمن الهدم
24 يونيو 2015، 5:36 ص

شوقي عبدالخالق

أظهرت الأشهر الأخيرة في مصر تيارًا يحتار المراقبون في توصيفهم، هل هم معارضون أم هدّامون أم نفعيون أم إلى أيِّ فصيل يتبعون، هؤلاء الذين يأكلون على كل الموائد، ويسبحون في كل الاتجاهات المؤدية إلى مصالحهم، ويُناطحون الأمواج الحائلة دون تحقيق أطماعهم الشخصية.

لن أخوض في ذكر الأسماء، بقدر ما أستطيع رصد تلك الظاهرة، التي أصبحت حقًا تهدد المجتمع المصري، إذ أضحت ثلة ممن يسمون أنفسهم "نخبة"، ويتحدثون باسم الشارع، والشارع لا يعرف أسماءهم من الأساس، يفرضون وصايتهم على المواطنين ويدعون أن الحق حليفهم، ولا صواب يتخطاهم، وأنهم هم المحصنون، وأن النظام الحاكم دائمًا مخطئ فيما يسير.

المعارضة ثلاثة أنواع، معارض من أجل المعارضة لأنه جُبل على ذلك، وعاش طوال حياته على هذه الحال، فأصبحت المعارضة لازمة من لوازم حياته، لا يستطيع التخلي عنها، وهؤلاء تظهر أفعال في حياتهم الاجتماعية وليست الممارسات السياسية فحسب.

والنوع الثاني من المعارضين، هم المعارضون من أجل الهدم، الناقمون على النظام الذي يتمنون لو يأتي البنيان على أساسه، وهؤلاء لن يرضيهم أي قرار يتخذه النظام، بل سيحاولون ليّ عنق المواقف وتحويل دفة الأمور إلى مسار مظلم، وكأن البلاد تسير إلى الهاوية.

النوع الثالث الأجدر بتسميتهم بـ"المصلحون" أفضل من المعارضين، وهؤلاء يسعون لرفع البلد بشتى الطرق، وربما تختلف رؤيتهم مع رؤية النظام، فيبدأون بالنقد وتقديم الحلول البناءة للسير إلى الأمام، على عكس النوعين السابقين اللذين يدفعان لتوقيف السيارة وتحويل مسارها إلى الخلف.

نجاح النظام الحاكم في تخطي العقبات السابقة هو باحتواء النوع الثالث من المعارضة والسماع لها، وتبادل الآراء والمقترحات من أجل مستقبل أفضل للبلد، أما النوعان الأول والثاني فلن ترضيهما أي خطوة، وهو ما يفرض على النظام أن يتعامل معهما بمنطق المثل، فالأول يُقال له "شكر الله سعيك"، والثاني الساعي للهدم يتم ردعه بالوسائل القانونية.

أصبحت الأمور الآن واضحة كشروق الشمس في الداخل المصري، إذ أصبح الشارع أكثر دراية بمن يسعى للبناء ومن يسعى للهدم، ومن يطرح مبادرات من أجل إثارة الرأي العام ومن يتقدم بحلول واقعية.

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة ©️ 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC