إعلام فلسطيني: إصابات في قصف إسرائيلي على مسجد في جنوب خان يونس

logo
أرشيف

الإرهاب الأمريكي

الإرهاب الأمريكي
21 يونيو 2015، 1:20 ص

أحمد مصطفى

تزامن الهجوم الإرهابي على كنيسة للأمريكيين من أصل إفريقي في تشارلستون بثاوث كارولينا مع إحراق إرهابيون يهود كنيسة فلسطينية أثرية قرب بحيرة طبرية كتبوا على بابها بالعبرية شعارات عنصرية تشبه ما قاله الإرهابي الأمريكي الذي قتل قس كنيسة تشارلستون وعددا من المصلين.

لا حاجة لترديد الاستفهام التعجبي الذي يسود كلما كان كيل الغرب بمكيالين فجا: ماذا لو أن من قتل المصلين السود في الكنيسة مسلما، أو صاح "الله أكبر" وهو يطلق النار؟ ألم تكن وسائل الإعلام الغربية (وتتبع خطاها العربية) تهلل منذئذ ولأيام مقبلة عن الإرهاب العربي والإسلامي؟!

لا يفيد انتقاد الكيل بمكيالين، فالعالم ليس مثاليا والسياسة والعلاقات الدولية مصالح ومنافع وليست خير وانسانية، فالقوي يسيد ما يخدم مصلحته من مقولات وأحكام ـ بالضبط كما يكتب المنتصرون التاريخ فيزيفون كثيرا بحق المهزومين.

المثير للسخرية حقا أن وسائل الإعلام الأمريكية أخذت تتساءل: "لماذا لا نسمي ما حدث في تشارلستون إرهابا؟"، وكأن أحدا فرض عليها ذلك أو أنها مكبلة بمظاهرات تنادي بدعاوى "الروح الوطنية" ترفض تسميته هكذا!

لا ينكر العرب والمسلمون أن بينهم إرهابيين، بل ويحارب بعضهم هذا الإرهاب والتطرف بشنى الطرق بما فيها العسكرية حتى وإن أيد البعض هذا التشدد أو تعاطف معه. صحيح أن بعضهم تنتابه حالة إنكار وتأخذه العزة بالإثم، بل إن بعضهم حتى يفاخر بأفضلية على "الغرب المنحل أخلاقيا".

دعونا من لغو الحديث عن الحرية والإنسانية والمثل العليا وحقوق الإنسان، ولنبحث عن تفسير حقيقي لكون أي إرهاب يرتكبه إسرائيلي أو أمريكي (أو غربي عموما) يدرج بسرعة في خانة "الاضطراب النفسي والعقلي".

أو ليس الإرهاب والتطرف والفكر المتشدد اضطرابا نفسيا وعقليا؟ لماذا حيت يهاجم مهاجرا روسيا محجبات في السويد ويحاول قتلهن يوصف بأنه "مضطرب"؟ المسألة بساطة هي أن تلك المجتمعات في حالة إنكار أشد من المجتمعات الموصوفة بالتخلف.

تلك عنصرية أقرب إلى النازية والفاشية (وهي توجهات أوروبية بيضاء تخلص منها الغرب تصحيحا لكن جذور فكرة التفوق لم تمت) تجد من الصعب وصف نفسها بما تسم بها غيرها ممن تعتبرهم أقل وأدنى.

مرة أخرى، ليس المقصود الحجة بتفوق أخلاقي أو قيمي إنما فقط تفكير خارج وهم ما يروجه الإعلام، فليس تساؤل الإعلام الأمريكي ما سيقنعني أن الغرب لا يخلو من عنصرية وتطرف وإرهاب ـ ربما ليس دينيا حتى الآن كما عندنا ـ كالذي نعانيه في بلادنا.

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة ©️ 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC