في حرب نتايناهو ضد أوباما

إن فعلها لن تكون المرة الأولى، ففي أواخر التسعينيات من القرن المنصرم هدد "بيل كلينتون" بأنه سيشعل له واشنطن، وقد أشعلها بالفعل، عقب إطلاق فضيحة "مونيكا لوينسكي" التي أعجزت كلينتون عن المضي قدماً في دفع مسيرة عملية السلام مع الراحل أبو عمار …

لماذا يعلن نتانياهو الحرب على أوباما ؟

تغير الملف، لكن الآليات الإسرائيلية عينها لم تتغير. الآن لدى رئيس وزراء إسرائيل هدف بعيد، يدعي إيران، إنه يريد قطع الطريق على أوباما الذي يسعى لأن يكون النجاح في الملف النووي الإيراني جائزته الكبرى، قبل أن يغادر البيت الأبيض وحتى يكتب اسمه في سجل القياصرة الأمريكيين.

بخلاف أصول البروتوكول أعلن فجأة عن إلقاء نتانياهو خطاب في الكونجرس بتاريخ الثالث من مارس المقبل … التنسيق هذه المرة، لم يكن ككل مرة بين رئيس الوزراء الإسرائيلي والرئيس الأمريكي، بل جرى بين "جون باينر" زعيم الأغلبية الجمهورية في مجلس النواب، وبين نتانياهو مباشرة متجاوزين لأوباما ولمقام الرئاسة الأمريكية … هل بصق نتانياهو بذلك في وجه البيت الأبيض ؟

هذا ما اعترف بعض المسئولين الامريكيين لصحيفة هارتس الإسرائيلية الأيام القليلة الماضية، ويبدو أن هناك داخل إسرائيل من يرى في تصرفات نتانياهو على هذا النحو، نوعاً من الحماقة السياسية فهناك اذ يرى احدهم ان " هناك بعض الأشياء التي ببساطة لا يمكنك أن تفعلها" ، فيما أشار متنفذ أمريكي آخر إلى أن نتانياهو عليه أن يتذكر أن أوباما يتبقى لديه عام ونصف أو يزيد قليلاً من حكمه، وأن تصرفات نتانياهو سيكون لها ثمن".

هل سيلتقي أوباما نتانياهو ؟

الزيارة خبيثة، والخطاب خطير من قبل رئيس الوزراء الإسرائيلي الساعي لدعم موقفه في الانتخابات القادمة، ولذلك فإن أغلب الأمر هو أن أوباما لن يلتقي نتانياهو، فيما سيعزف "بيبي" منفرداً أمام الكونجرس.

يحاول نتانياهو أن يظهر أمام شعبه بأنه أسد يهوذا الجديد الذي لن يسمح لإيران بأن تحدث هولوكوست اخر في مسيرة بني إسرائيل، وهو أمر يفطن له أوباما بقوة، فقد طلب من نتانياهو عبر مكالمة هاتفية الاثنين الماضي، أن يكف عن محاولاته تشجيع أعضاء الكونجرس لتشريع قانون عقوبات جديدة ضد إيران.

هل بدأ نتانياهو بالفعل حربه ضد اوباما ؟

يبدو أن ذلك كذلك، ففي الأسابيع الأخير بدا واضحا، أن السفير الإسرائيلي في واشنطن "رون ديرمر" وأعضاء اللوبي المؤيد لإسرائيل المتمثل في إيباك وبتكليف من نتانياهو يعملون لتشجيع أعضاء الكونجرس على تشريع عقوبات جديدة على إيران، ويطرح نتانياهو قضية الحاجة إلى زيادة العقوبات ضد إيران خلال المفاوضات في جميع اللقاءات التي تعقد مع المشرعين الأمريكيين، بما في ذلك ما جرى في وقت سابق من الأسبوع الماضي مع وفد برئاسة السيناتور الجمهوري "جون ماكين"

هل سيقف أوباما صامتاً ونتانياهو يعتدي عليه في عقر داره ؟

بالقطع لدى الرئيس الأمريكي الكثير، الذي يستطيع فعله، والبداية الانتقامية هي رفض أوباما، ونائبه بايدن، ووزير خارجيته كيري، لقاء نتانياهو، بحجة أن ذلك يعد تدخل في شؤون الانتخابات الإسرائيلية، والتأثير على الناخب الإسرائيلي.

الأمر الآخر هو أن أوباما يمكن عن طريق الفيتو الرئاسي أن يعطل قوانين الكونجرس بشأن إيران، لكن في المقابل الكونجرس قادر على جعل أوباما بطة أكثر من عرجاء طوال العام ونصف المقبلين.

لن ينسى كذلك نتانياهو، والعهدة هنا على الخطاب الصادر من مكتبه ، أن يثير أعضاء الكونجرس الأمريكي ضد ما يطلق عليه التطرف الإسلامي حول العالم، وربطه بمشروع إيران النووي …

هل يسعى نتانياهو لإشعال واشنطن – أوباما هذه المرة ام لإشعال العالم بصراع أخطر وأوسع قدرة على التدمير ؟

الجواب يتصل باوباما وهل هو قادر بالفعل على جبه هجومات نتانياهو، أم أنه سيلقي مصير سلفه كلينتون ؟

الليالي حبلى بالمفاجآت تلدن كل غريب وغداً لناظره قريب.