قبليون من أبين يزورون صنعاء لتحرير قائد عسكري من قبضة "الحوثي"

قبليون من أبين يزورون صنعاء لتحرير قائد عسكري من قبضة "الحوثي"

تشهد مواقع التواصل الاجتماعي في اليمن، جدلًا ولغطًا واسعين، بعد توجه وفد قبلي من محافظة أبين، جنوبي البلاد، نحو العاصمة اليمنية صنعاء، الخاضعة لسيطرة "الحوثيين"، بهدف "الوساطة" لإطلاق سراح قائد عسكري من القوات الحكومية، لم تشمله عملية تبادل الأسرى بين الجانبين قبل أكثر من أسبوع.

وتمكن "الحوثيون"، أواخر مارس/ آذار 2015، من أسر وزير الدفاع اليمني الأسبق، اللواء الركن محمود الصبيحي، وشقيق الرئيس السابق اللواء ناصر منصور هادي، وقائد اللواء "19 مدرع" اللواء فيصل رجب، قرب مدينة الحوطة بمحافظة لحج، في ظروف لا تزال تفاصيلها غامضة حتى الآن، إلا أن الصبيحي وهادي، تم الإفراج عنهما منتصف الشهر الجاري، في عملية تبادل الأسرى بين الحكومة و"الحوثيين" التي شملت أكثر من 1000 أسير ومختطف.

وأكد المتحدث الرسمي باسم الوفد الحكومي في مفاوضات الأسرى والمختطفين ماجد فضائل، في تصريح سابق، عقب الإفراج عن الصبيحي وناصر هادي، أن الفريق الحكومي على أتم الاستعداد للتبادل بشأن السياسي اليمني محمد قحطان، واللواء فيصل رجب، وكل من تبقى من المعتقلين "على الأساس الذي نعلن عنه بشكل واضح: الكل مقابل الكل".

أحب فيصل رجب، وأريد كسر قيوده اليوم، ولكن بفدية أو تبادل أسرى؛ وليس بالرجاء.. أنا لا اؤيد الوساطات الاجتماعية لإطلاق سراح الأسرى
أسامة الشرمي

وتوجهت يوم الاثنين الماضي، وفود قبلية ووجاهات اجتماعية من "أبين" التي ينتمي إليها اللواء فيصل رجب، نحو صنعاء للتباحث مع "الحوثيين" بشأن الإفراج عنه، بعيدًا عن المفاوضات التي تجريها الحكومة اليمنية في هذا الملف، بعد يوم واحد على مكالمة هاتفية أجراها رجب بأسرته لطمأنتها على وضعه الصحي.

وأعلن عضو المكتب السياسي لجماعة "الحوثيين"، محافظ ذمار المعين من قبلهم محمد البخيتي، مساء الثلاثاء، استقباله للوفد القبلي الذي قال إنه "في طريقهم إلى صنعاء للقاء بالقيادة في مسعى خير".

أخبار ذات صلة
وسط الأجواء الإيجابية.. ما فرص الوصول إلى تسوية شاملة في اليمن؟

وانقسمت آراء اليمنيين على مواقع التواصل الاجتماعي، بين مؤيد ومعارض لهذه الخطوة التي تأتي للمرة الأولى منذ اندلاع الحرب اليمنية قبل أكثر من 8 اعوام.

وقال وكيل وزارة الإعلام لدى الحكومة اليمنية أسامة الشرمي، في تغريدة على "تويتر": "أحب فيصل رجب، وأريد كسر قيوده اليوم، ولكن بفدية أو تبادل أسرى؛ وليس بالرجاء.. أنا لا اؤيد الوساطات الاجتماعية لإطلاق سراح الأسرى".

ويرى الكاتب صالح البيضاني، عدم وجود أي مبرر حقيقي ومقنع "لذهاب وفد قبلي مزعوم من أبين إلى صنعاء لاستجداء عبدالملك الحوثي لإطلاق سراح القائد العسكري فيصل رجب، المدرج أصلا على قوائم التبادل بين الشرعية والحوثيين خلال المرحلة القادمة".

واعتبر البيضاني، في تغريدة على "تويتر": "العملية برمتها بداية لمشروع تطبيع مبكر مع الحوثيين ترعاه جهات إقليمية معادية للشرعية والتحالف، كما انه جزء من حملة دعاية لتجميل صورة الحوثيين جنوبا".

جماعة "الحوثي" ستستجيب لمطلب الوفد القبلي بشأن اللواء رجب، لإثارة فتنة داخلية وصراع بين أبين وباقي المناطق الجنوبية
الصحفي فضل مبارك

وقال إن هذا "التحرك المشبوه غير تلقائي كما يصوره البعض وله ما بعده، وباختصار هذا الوفد هو بمثابة حصان طروادة حوثي لتفكيك وإرباك المشهد الجنوبي من الداخل وبداية مشروع متكامل لنقل عناصر التوتر خلال المرحلة القادمة إلى الجنوب المحرر".

أخبار ذات صلة
عبدالملك: طريق السلام في اليمن مازال طويلا وشاقا

وذكر عضو وحدة شؤون المفاوضات لدى المجلس الانتقالي الجنوبي أحمد الربيزي، إن مليشيات الحوثيين رفضت الإفراج عن ناصر منصور هادي وفيصل رجب، وحاولت وضع شروط تعجيزية مقابل الإفراج عن الأول تقديرًا لوضعه الصحي، إذ اشترطت في المقابل أن يتم الإفراج عن 50 أسير من عناصرهم من جبهة الضالع، "وكانت تتوقع رفض قادة الجبهات في الضالع، ويكون ذلك مثار للهمز واللمز في أبين.. وفشلت في هذا الأمر".

وتابع الربيزي، في تغريدات على "تويتر"، بأن تدخل "مشايخ من أبين وذهابهم لصنعاء، ليس بجديد، فمليشيات الحوثي تنتهج نفس سياسة صالح (في إشارة للرئيس اليمني الراحل علي صالح) باستخدام الجانب القبلي. وعن نية خاطر ذهب المشايخ راجين انقاذ الأسير فيصل رجب، ونعرف ان مليشيات الحوثي ستستغل هذا الأمر للترويج عبر بعض ادواتها بإن التحالف والانتقالي تخلوا عن رجب الأبيني".

في المقابل، قال الناشط خضر الوليدي، في تغريدة على "تويتر"، إن "ذهاب بعض أبناء أبين لصنعاء لإطلاق سراح رجب "هو رد على خيانة الشرعية ومفاوضيها له، وفضلت الشرعية ومفاوضيها إطلاق سراح حلفاء الحوثي في 2015 آل عفاش، وحلفاء الحوثي في 2011 آل الأحمر".

أخبار ذات صلة
قائد في زمنين مختلفين.. اللواء محمود الصبيحي حرًا في اليمن

بدوره، يعتقد الصحفي فضل مبارك، أن جماعة "الحوثي" ستستجيب لمطلب الوفد القبلي لفك أسر اللواء رجب، "لكسب تعاطف وتحييد أبين أو جزء منها في منظومة الصراع، ولإثارة فتنة داخلية وصراع بين أبين وباقي المناطق الجنوبية بأن لا أحد مهتم بأسرى أبين".

وأشار في منشور على "فيسبوك"، إلى أن استجابة "الحوثيين" لمطالب الوفد ستهدف إلى "خلق هالة اعلامية حول مزاعم بعض قادتها بانه خلال مراحل التفاوض على إطلاق سراح الاسرى والمختطفين لم تطرح الشرعية ومكوناتها اسم فيصل رجب، ضمن كشوفات التبادل".

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com