تزامنا مع ذكرى ثورة 14 أكتوبر.. حضرموت تحشد لإخراج
قوات المنطقة الأولى في "مليونية الخلاص"

تزامنا مع ذكرى ثورة 14 أكتوبر.. حضرموت تحشد لإخراج قوات المنطقة الأولى في "مليونية الخلاص"

تستعد مدينة سيئون، مركز مديريات وادي وصحراء محافظة حضرموت، جنوبي اليمن، اليوم الجمعة، لاستضافة فعاليات احتجاجية كُبرى، سُميت بـ"مليونية الخلاص" تزامنًا مع الاحتفالات اليمنية بالذكرى الـ 59  لثورة الـ 14 من أكتوبر ضد الاستعمار البريطاني، كتتويج لأشهر متواصلة من الاحتجاجات الشعبية المطالبة بإخراج قوات عسكرية تابعة للجيش اليمني من مناطق المحافظة النفطية، وتمكين أبناء حضرموت من إدارة شؤونها.

ومنذ مساء أمس الخميس، بدأ أبناء محافظة حضرموت في التوافد إلى ساحة قصر سيئون – أحد أكبر المباني الطينية في العالم - استجابة لدعوة قيادة المجلس الانتقالي الجنوبي بالمحافظة؛ استعدادًا لإحياء فعالية ثورة أكتوبر وتأكيدًا على مطالب أبناء مديريات وادي وصحراء حضرموت، المتجسدة في إخراج قوات المنطقة العسكرية الأولى التي تنتمي إلى محافظات شمال البلاد، والمتهمة بموالاة حزب التجمع اليمني للإصلاح (إخوان مسلمون)، من حضرموت، وإحلال قوات "حضرمية" بدلًا عنها، تقوم بمهامها.

وقال رئيس الهيئة التنفيذية المساعدة لدى المجلس الانتقالي الجنوبي لشؤون مديريات وادي وصحراء حضرموت، محمد عبدالملك الزبيدي، أمس الخميس، في تصريح صحفي نشرته صفحة الهيئة على موقع "فيسبوك"، إن أبناء حضرموت مجمعون حول ما أقرّته لجنة لقاء حضرموت العام "حرو" في وقت سابق، بما ينص على تشكيل قوة قوامها 25 ألف جندي حضرمي، كقوة بديلة عن قوات المنطقة العسكرية الأولى، تحت مسمى "دفاع حضرموت" أو أي مسمى حضرمي آخر.

وتنقسم حضرموت، كبرى محافظات البلاد مساحة جغرافية، إلى قسمين إداريين، بسلطات تنفيذية منفصلة، تتوزع على مديريات الساحل شاملة عاصمة المحافظة، مدينة المكلا، التي تنتشر فيها قوات المنطقة العسكرية الثانية، ومديريات الوادي والصحراء، ومركزها مديرية سيئون، وتنتشر فيها قوات المنطقة العسكرية الأولى، وفق تقسيمات الجيش اليمني.

وحذّر المجلس الانتقالي الجنوبي، في اجتماع هيئته الرئاسية بعدن، مطلع الأسبوع الجاري، من "محاولات ومساع حزب الإصلاح الإخواني، وأطراف أخرى في الشرعية، لإجهاض اتفاق الرياض وعرقلة تنفيذ بنوده".

ودعا قيادة التحالف العربي ورعاة اتفاق الرياض الموقع بين الرئاسة اليمنية والمجلس الانتقالي الجنوبي في 2019، إلى "إلزام الطرف الآخر والضغط عليه لاستكمال تنفيذ بنود الاتفاق، وفي مقدمتها إخراج القوات العسكرية من محافظات الجنوب، ونقلها إلى جبهات المواجهة مع ميليشيا الحوثي".

مخاوف من التمرد

من جهته، شدد نائب رئيس مجلس القيادة الرئاسي في اليمن، رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي، اللواء، عيدروس الزبيدي، في خطاب له أمس الخميس بمناسبة ذكرى ثورة الـ14 من أكتوبر، على سرعة إعادة تموضع القوات العسكرية في محافظتي حضرموت والمهرة، في جبهات القتال للتصدي لميليشيات الحوثيين، "وفقًا لمقتضيات ومضامين اتفاق الرياض وتسليم أمن المحافظتين وإدارتهما لأبنائهما".

ويرى الصحفي، يعقوب السفياني، في حديثه لـ"إرم نيوز"، أن هذا التصعيد الذي تشهده محافظة حضرموت، يعدّ ذروة "الهبة الحضرمية" الاحتجاجية التي انطلقت أواخر العام المنصرم، متبنية عددًا من مطالب أبناء وادي حضرموت، والتي يأتي في مقدمتها، إخراج قوات المنطقة العسكرية الأولى من مناطق وادي وصحراء حضرموت، وإسناد الحماية الأمنية والعسكرية في مناطق الوادي الغنية بالنفط، إلى أبناء حضرموت من خلال القوة التي تسعى "الهبة الحضرمية" إلى تشكيلها، إضافة إلى قوات "النخبة الحضرمية".

وقال السفياني، إن هذه المطالب تعززت مؤخرًا في حضرموت، متأثرة بأحداث جارتها محافظة شبوة، التي شهدت تمرد قوات عسكرية وأمنية ما أدى إلى انطلاق عملية عسكرية ضدها وإخراج القوات الموالية لحزب التجمع اليمني للإصلاح (إخوان مسلمون)، المرتبطة بالمنطقة العسكرية الأولى في وادي حضرموت، من شبوة.

وأشار إلى أن أبناء محافظة حضرموت يعتقدون أن الفرصة اليوم مواتية أكثر من أي وقت مضى، لإخراج قوات المنطقة العسكرية الأولى، خاصة وأن بنود اتفاق الرياض، في طريقها إلى التنفيذ بشكل كامل، بضغط من قبل دول التحالف العربي، ومن المملكة العربية السعودية، راعية اتفاق الرياض.

عزل حضرموت

وعلى نحو مفاجئ، شهدت مدينة سيئون كبرى مدن وادي حضرموت، الأسبوع الماضي، تظاهرة احتجاجية نادرة، تطالب باستقلال حضرموت، بمعزل عن الدعوات السائدة في اليمن، والمطالبة بفك الارتباط بين جنوب البلاد وشمالها، والأخرى المنادية باستمرار الوحدة اليمنية، فضلًا عن ابتعادها عمّا يطالب به أبناء المحافظة منذ أشهر.

ويعتقد المحلل السياسي، سعيد بكران، أن المحاولات البائسة من قبل "الإخوان المسلمين" لاختطاف صوت حضرموت، من خلال تحركاتهم باسم المحافظة في طريقة مشابهة لما حدث في محافظات أخرى، لن تكون نهايتها إلا الفشل الذريع، مثلما كانت نتائج هذه المحاولات في مناطق أخرى، "وهذا يعود إلى حالة الوعي الشعبي والفهم العميق لهذه الجماعة وأساليبها".

وقال بكران في حديثه لـ"إرم نيوز"، إن مثل هذه المشاريع، لا تمت بصلة إلى الإرادة الحضرمية الجنوبية؛ "لأن حضرموت هي أساس ومركز الجنوب الثقافي والاقتصادي والسياسي والمذهبي، وبالتالي فإن فكرة عزل حضرموت عن الجنوب هي فكرة مرفوضة في حضرموت، وسيعبر الحضارم عن هذا الرفض بكل وضوح وبكل صراحة، وهي أيضًا رسالة تؤكد الرفض القاطع لوصاية الإخوان على حضرموت والحديث باسمها".

بدوره، يرى رئيس مركز "المعرفة للدراسات والأبحاث الإستراتيجية" بحضرموت، عمر باجردانة، أن محاولات إرباك المشهد في حضرموت من قبل "الإخوان المسلمين" عبر التمترس خلف هذه الدعوات، دليل على نجاح التصعيد الشعبي بوادي حضرموت في إحداث الضرر بهذه الجماعة ومصالحها، وتأكيد على أهمية المكاسب التي يحققها المجلس الانتقالي الجنوبي على الصعيدين السياسي والعسكري.

وقلل باجردانة، في حديثه لـ"إرم نيوز"، من تأثير المطالبة بحضرموت ككيان مستقل، وإمكانية تشويشها على المطالب الحقيقية لأبناء حضرموت، لكنه قال إن ذلك متعلق بمدى فاعلية المجلس الانتقالي الجنوبي على الأرض، خصوصًا في وادي وصحراء حضرموت، وإثبات نموذج جيد للإدارة وبذل الجهود لحلحلة المشاكل التي تؤرق المواطن الحضرمي.

وأشار إلى أهمية رسائل التطمين التي يجب أن يبعثها الانتقالي الجنوبي، للقوى القبلية والقوى المجتمعية داخل مناطق وادي وصحراء حضرموت، بأنه يحمل مشروعًا سياسيًا فيدراليًا، سيمكن أبناء حضرموت بواسطته من إدارة شؤونهم بأنفسهم، بعيدًا عن المركزية والوصاية وبعيدًا عن التهميش والإقصاء، وكل أنواع القصور التي يمكن أن يتخوف منها المجتمع الحضرمي.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com