مع بدء العد التنازلي لانطلاقها.. كيف تستعد مصر للانتخابات الرئاسية؟

بعد أن أدلى المصريون بالخارج في الأول من الشهر الحالي، بأصواتهم في الانتخابات الرئاسية، يجري التصويت داخل مصر بدءًا من صباح يوم غد الأحد حتى الثلاثاء المقبل، على أن تعلن النتائج في 18 من الشهر ذاته، ما لم تكن هناك حاجة إلى جولة ثانية من التصويت.

ويحق لنحو 67 مليون مصري فوق سن 18 عامًا التصويت من إجمالي عدد السكان، البالغ عددهم 104 ملايين نسمة، وفقًا للهيئة الوطنية للانتخابات.

ويخوض السباقَ الرئاسي، كل من رئيس البلاد منذ عام 2014، المرشح عبد الفتاح السيسي، ورئيس الحزب المصري الديمقراطي الاجتماعي الذي يمثّل تيار يسار الوسط، فريد زهران، ورئيس حزب الوفد الليبرالي، عبد السند اليمامة، ورئيس حزب الشعب الجمهوري، حازم عمر.

رقابة دولية ومحلية على الانتخابات

رئيس حزب الشعب الديمقراطي في مصر، خالد فؤاد، يؤكد أن "الهيئة الوطنية للانتخابات أدّت دورها بكفاءة عالية في 121 دولة، حيث تواجدت في 137 قنصلية وسفارة"، متوقعًا أن ينعكس هذا الدور الإيجابي على الانتخابات الداخلية، التي ستنطلق غدا في كل المحافظات المصرية.

واتخذت الهيئة إجراءات عدة لضمان إجراء انتخابات رئاسية ناجحة، بما في ذلك تخصيص أرقام هاتفية لتعريف المواطنين باللجان الانتخابية، وتوفير تسهيلات كبيرة للناخبين، وتأمين اللجان الانتخابية، وتوفير رقابة دولية ومحلية على الانتخابات، وتخصيص قاضٍ على كل صندوق، وفق فؤاد.

وأضاف لـ"إرم نيوز"، أن "الهيئة نظّمت برامج مصورة لتوعية الناخبين بحقوقهم وبشروط التصويت"، مُشيدًا بمشاركة المصريين بالخارج في الانتخابات، على أساس أن "ذلك يعكس الاستقرار السياسي والدستوري في مصر، الذي سيسهم في ازدهار الاقتصاد وحل المشكلات التي يعانيها المواطن".

و"نال المشهد السياسي في مصر تقدير الجهات المعنية داخليًّا وخارجيًّا لما يحمله من تنوع بين المرشحين الرئاسيين الذين يمثّلون تيارات وأطيافًا سياسية مختلفة"، وفق فؤاد الذي أضاف أن "حملات المرشحين لم تشهد أي تدخلات أو إقصاء، ولم يصدر رؤساء الحملات أي شكاوى".

مؤتمرات جماهيرية

من جانبه، يقول الكاتب الصحفي أشرف العشري، إن "كل المرشحين الرئاسيين أجروا جولات ميدانية في محافظات مصر، وعرضوا برامجهم الانتخابية في العديد من المؤتمرات الجماهيرية، بالإضافة إلى نشرها في وسائل الإعلام"، ويعتقد أن "الانتخابات الحالية تشهد تنافسًا إيجابيًّا بين المرشحين الأربعة".

وأضاف العشري لـ"إرم نيوز"، أن "تنافُس أربعة مرشحين في الانتخابات الرئاسية يُعدُّ مؤشرًا مهمًا على تغيير المعادلة السياسية في مصر نحو الأفضل، ويفتح الباب أمام بداية مسار ديمقراطي جديد".

و"على مدار الخمسة أشهر الماضية، بذلت الدولة المصرية جهودًا كبيرة لضمان إجراء انتخابات رئاسية نزيهة وشفافة، بما في ذلك توفير جميع الاستعدادات اللوجستية والفنية، وتسهيل إجراءات التصويت للناخبين، في ظل الظروف الإقليمية الصعبة"، وفق العشري.

وحسب تقدير الكاتب الصحفي، "أدّى ذلك إلى زيادة الإقبال على المشاركة في الانتخابات، حيث يرغب المصريون في دعم القيادة الحالية والجيش في مواجهة التحديات وحماية الأمن القومي".

وأشار إلى تخصيص 9400 مقر انتخابي و12 ألف لجنة فرعية في المحافظات، بالإضافة إلى عمليات التأمين الكبيرة، مُتوقعًا أن يكون لهذا مردود إيجابي خلال فترة التصويت.

وبشأن المرشح الأوفر حظًّا، يرى العشري أن "الدولة وفرت درجة كبيرة من التنافس لجميع المرشحين، وكل المؤشرات تؤكد أن ثمة حماسًا بين المرشحين، حتى وإن كان المرشح عبد الفتاح السيسي هو الأكثر حظًّا".

تحولات سياسية واقتصادية مهمة

أما رئيس حزب الجيل في مصر ناجي الشهابي، فيشير إلى أن "الانتخابات المصرية تحظى بمتابعة كل المنظمات الدولية والمحلية المعنية بتغطية الانتخابات، حيث يتوقع أن تشهد مصر تحولات سياسية واقتصادية مهمة في السنوات المقبلة".

وتابع الشهابي أن "الهيئة قدّمت تسهيلات كبيرة لذوي الهمم لم يسبق لها مثيل في الانتخابات الرئاسية"، لافتًا إلى أن "الانتخابات هذه المرة تشبه نظيراتها في الدول الأوروبية، والإعلام المصري يؤدي دورًا كبيرًا في الترويج لها ولأهمية المشاركة".

وقال لـ"إرم نيوز"، إن "تنافُس أربعة مرشحين في الانتخابات، خطوة مهمة نحو تفعيل الحياة الحزبية في المجال العام، حيث أظهر المرشحون جدية كبيرة في المنافسة، ما ينفي فكرة وجود مرشح ديكوري".

وبحسب الشهابي، يدعم 60 حزبًا مصريًّا حملة المرشح الرئاسي عبد الفتاح السيسي، وقد عقدت هذه الأحزاب مؤتمرات كبيرة لدعمه، وتتوقع الحملة أن يكون الإقبال في الانتخابات الرئاسية الحالية من 40 إلى 50%.