موقع عبري: روسيا لم تعد تولي اهتماما للتنسيق مع إسرائيل بشأن سوريا

موقع عبري: روسيا لم تعد تولي اهتماما للتنسيق مع إسرائيل بشأن سوريا

أفادت وسائل إعلام أمريكية وإسرائيلية، اليوم الخميس، أن منظومة التنسيق الروسي الإسرائيلي بشأن العمليات العسكرية التي تشنها الأخيرة داخل الأراضي السورية تراجعت بشكل ملحوظ، إثر تغييرات جذرية أجرتها روسيا على وضع قواتها العسكرية في الأراضي السورية، بفعل حربها في أوكرانيا.

ونقل موقع "نتسيف نت" العبري تصريحات أدلت بها شخصيات عسكرية إسرائيلية وأخرى غربية، رفضت كشف هويتها، مفادها أن تراجع التنسيق جاء عقب تقليص الدور الروسي في سوريا بوجه عام، والذي شمل أيضًا تقليص التنسيق مع إسرائيل.

ومنذ بدء التواجد الروسي في سوريا العام 2015، تنسق القوات الروسية مع إسرائيل، عبر خط ساخن، جميع الطلعات الجوية أو القصف المدفعي الذي تشنه إسرائيل ضد أهداف هناك، تجنبًا لحدوث اشتباك أو مقتل جنود روس عن طريق الخطأ.

وبحسب الموقع العبري، الذي استقى معلوماته عبر تقرير لصحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، فقد سحبت روسيا جانبًا كبيرًا من قواتها من سوريا على خلفية الحرب في أوكرانيا، والخسائر التي تتكبدها قواتها هناك، ما انعكس على قنوات الاتصال القائمة بينها وبين إسرائيل بشأن العمليات في سوريا.

وكان تقرير قد نشر أمس الأربعاء، في صحيفة "يديعوت أحرونوت"، رصد أسباب تراجع الغارات الإسرائيلية في سوريا، والتي كان آخرها في منتصف الشهر الماضي، وربط بينها وبين الحرب في أوكرانيا، إلا أنه لم يتطرق لتراجع منظومة التنسيق الروسي الإسرائيلي.

وقال مسؤولون عسكريون غربيون وإسرائيليون لصحيفة "نيويورك تايمز"، إن موسكو سحبت مؤخرًا قسمًا من قواتها وأنظمتها الدفاعية من طراز (S-300)، وإن إخلاء الساحة السورية من تلك الأنظمة يشكل "إزالة لأحد العوائق الرئيسة التي كانت تقلق الجيش الإسرائيلي بشأن عملياته في المجال الجوي السوري".

وذكرت المصادر، أن إجمالي عدد الجنود الروس الذين سحبوا من سوريا يتراوح بين 1200 وبين 1600 جندي، وأن هناك تقديرات أخرى بأن العدد أكبر بكثير، إلا أن ثمة اتفاقا بين جميع المراقبين العسكريين على حقيقة سحب قوات روسية قتالية كبيرة من سوريا.

وذكر مصدر إسرائيلي عسكري، لم تكشف الصحيفة الأمريكية هويته، أن قادة روسا كثيرين انتقلوا أيضًا من سوريا إلى أوكرانيا، وأن القيادة العسكرية الروسية في موسكو "باتت أقل انخراطًا في النشاطات العسكرية والأمنية في سوريا، ليطال الأمر منظومة التنسيق مع إسرائيل".

ووفق موقع "نتسيف نت" العبري، فإن إخراج أنظمة دفاع جوي من طراز (S-300) من سوريا "جاء في ضوء الغزو الروسي لأوكرانيا والخسائر التي مُنيت بها القوات الروسية أخيرًا أمام الجيش الأوكراني، المزود بسلاح غربي".

وأكد أن الهدف الروسي هو تعويض النقص في الدفاعات الجوية، لا سيما نظام (S-300)، لافتا إلى تقرير نشره موقع "تايمز أوف إسرائيل" في وقت سابق، أظهر تفكيك بطاريات هذا النظام من مناطق شمالي سوريا، ونقلها إلى ميناء "طرطوس"، ومن هناك نقلت إلى ميناء "نوفوروسيسك" البحري، أحد أكبر الموانئ في حوض البحر الأسود.

وذكر الموقع بأن روسيا كانت قد زودت الجيش السوري بهذا النظام الدفاعي العام 2018، وعقب إسقاط طائرة تجسس روسية بواسطة الدفاعات الأرضية السورية، عن طريق الخطأ؛ إذ أدخلتها مقاتلات إسرائيلية في مرمى هذه الدفاعات خلال هجوم على اللاذقية، ما تسبب في مقتل 15 ضابطًا روسيًا.

ورأى الموقع العبري أن تحولًا كبيرًا طرأ على الإستراتيجية الروسية التي دخلت حيز التنفيذ في أيلول/ سبتمبر العام 2015، وقت أن بدأت موسكو إرسال قواتها إلى سوريا؛ دعمًا للنظام السوري.

وأضاف أن الحرب الأوكرانية التي اندلعت في شباط/ فبراير الماضي، أدت إلى سحب قوات كبيرة ومعدات أساسية للمرة الأولى منذ التواجد الروسي في سوريا.

وختم بالقول إن إسرائيل تصر على مواجهة التواجد الإيراني في سوريا من خلال مهاجمة مواقع تستخدمها ميليشيات موالية لإيران وتهدد حدودها.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com