الكشف عن رسالة من مقتدى الصدر طالب فيها إيران بالتوقف عن قصف الأراضي العراقية
كشف مكتب زعيم التيار الصدري في العراق، مقتدى الصدر، اليوم الجمعة، عن رسالة كُتبت بخط اليد تعود إلى شهر آذار/مارس الماضي، وأُرسلت إلى قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني إسماعيل قآاني، حيثُ طالب فيها الصدر إيران بالتوقف عن قصف الأراضي العراقية.
وقال الصدر في رسالته: "عزيزي الحاج إسماعيل قاآني .. أبارك لكم مولود إمامنا وقائدنا ومؤسس دولة العدل والحق في ربوع العالم.. وأسأل الله تعالى أن يثبتنا وإياكم على نصرته.. أما بعد، فإن من أفضال الله تعالى علينا نحن العراقيين أن مَنَّ الله علينا بجارتنا جمهورية إيران الإسلامية لتكون العراق وإيران جارتين يدافعان عن بعضهما في السراء والضراء.. خاصة بعد سقوط الدكتاتور الظالم الذي عانينا الويلات منه وإياكم".
وأضاف: "لذا فإن العراق سيبقى ملتزما بأن لا تكون أرضه وسماؤه منطلقاً للاعتداء على بلدكم، كما نتمنى عليكم أن تلتزموا بذلك، فإن عدم الالتزام سيحرجنا كثيراً وسيكون باباً لاعتداء الآخرين عليناً بحجة أو بأخرى وهذا مالا ترتضونه، بل وكما تعلمون فإن العراق بلد التشيع الأصلي وفيه سبعة من الأئمة الأطهار، وهناك من يتربص لقصف مراقد من استشهد منهم سلام الله عليهم أجمعين".
وتابع الصدر في رسالته: "لا نريد أن تكون الجمهورية الاسلامية سببا وذريعة للآخرين من الجنوب أو الشمال أو حتى الكيان الصهيوني لقصف العراق ومقدساته، فإننا إذا رضينا بقصفكم لنا، سوف تُعيينا الحجة بقصف الآخرين لنا، ثم إن العراق دولة مستقلة كما أنتم كذلك حماكم الله من كل سوء.. واستهداف العـدو في الأراضي العراقية لا يكون بهذه الطريقة بل بالطرق الدبلوماسية المعمول بها دوليا".
وجدد الصدر، طلبه من إيران بعدم قصف الأراضي العراقية مرة ثانية، قائلاً: "إذن فتغليب لغة الحوار مع الحكومة ومع الأطراف المعنية ليبقى البلدان سنداً منيعاً بوجه الأعـداء، ونحن على أتم الاستعداد للتعاون بهذا الصدد أعني السعي للحوار ولغلق جميع مناطق العـدو التي تستهدف الأراضي الإيرانية بالطرق الرسمية والحكومية والبرلمانية وترك القصف العشوائي دون تنسيق مسبق مع الحكومة".
وجاءت هذه الرسالة بعد القصف الإيراني العنيف على إقليم كردستان، بداعي استهداف مقرات للموساد الإسرائيلي.
وكانت قوات إيرانية قد أطلقت 12 صاروخًا باليستيًا على مدينة أربيل عاصمة إقليم كردستان العراق، في الـ13 من شهر مارس/آذار الماضي، في هجوم قالت طهران إنه استهدف "مراكز إستراتيجية" إسرائيلية.
وجاء الهجوم الإيراني آنذاك، ردًا على هجوم عسكري إسرائيلي في سوريا أدى إلى مقتل عسكريين إيرانيين، وأصابت معظم الصواريخ الإيرانية فيلا يملكها رجل الأعمال الكردي، باز كريم البرزنجي.
وشكل البرلمان العراقي، لجنة للتحقيق في تلك الادعاءات التي تبين بطلانها لاحقا.
ومنذ أيام يشن الحرس الثوري الإيراني عملية عسكرية في إقليم كردستان، بداعي ملاحقة الحزب الديمقراطي الكردستاني الإيراني المعارض.
