ما مصير نظام الدراسة في السعودية بعهد وزير التعليم الجديد؟

يترقب ملايين الطلاب وأولياء أمورهم في السعودية، طريقة إدارة وزير التعليم الجديد، يوسف بن عبدالله البنيان، للوزارة التي تسلم حقيبتها بأمر ملكي، اليوم الثلاثاء، بدلًا من الوزير المعفي حمد آل الشيخ.

وترتبط بآل الشيخ خطة اعتماد 3 فصول دراسية بدلًا من فصلين، وامتداد العام الدراسي لفترة طويلة تتخللها عطل أسبوعية كثيرة مع إجازة صيفية أقصر مما كانت في نظام الفصلين.

كما يرتبط بالوزير المعفي، قرار استمرار الدراسة في شهر رمضان المبارك.

وكانت المدارس تظل مغلقة خلال رمضان لسنوات طويلة صادف فيها الشهر الفضيل فصل الصيف الحار.

وعاد الحديث على مواقع التواصل الاجتماعي في السعودية، اليوم الثلاثاء، إلى نظام الفصول الدراسية الثلاثة، والدراسة في رمضان، فور صدور أمر ملكي بتعيين الوزير البنيان على رأس وزارة التعليم، حيث انقسم المواطنون حول القرارين.

وقدم الكاتب السعودي أحمد عجب، عبر حسابه على موقع "تويتر"، اقتراحات للوزير الجديد ضمن نقاش واسع بين المغردين السعوديين على "تويتر" عن توجه الوزارة في الفترة المقبلة، ضمت اقتراحًا بإلغاء الفصل الدراسي الثالث والتحول لنظام الفصلين.

وأشار مغرد سعودي آخر يدعى أحمد الملكي، للدراسة في رمضان أيضًا في تعليقه على تعيين البنيان.

وقال: "يا وزير التعليم، أسالك بالله، من مو متضرر من الأترام الثلاثة والدراسة في رمضان؟!، نحن الآباء وعيالنا والله ما أحد مبسوط، اجعلوا الدراسة ترغيبًا لا كرهًا وترهيبًا، أسال الله أن يجعل فيك اللين في التعامل مع عيالنا".

وهيمنت تلك المطالب على النقاش الواسع على "تويتر"، والذي شارك فيه طلبة كثر مع ذويهم، على الرغم من حضور مطالب أخرى واقتراحات للوزير الجديد بعيدة عن قضية الفصول الثلاثة، والدراسة في رمضان.

وجاءت تلك الاقتراحات في تغريدتي الكاتبة والطبيبة لمياء البراهيم والمختصة في تعليم مرضى التوحد نهى الزهراني.

ولم يتم استبعاد حمد آل الشيخ، من مجلس الوزراء نهائيًا بعد إعفائه من وزارة التعليم.

وتم تعيينه وزير دولة في التشكيل الجديد لمجلس الوزراء السعودي، وهو توجه تكرر كثيرًا خلال السنوات القليلة الماضية، حيث يتم الاحتفاظ بالمسؤولين البارزين في مناصب استشارية أخرى بعد إعفائهم من مناصبهم التنفيذية.

لكن تعيين الوزير "البنيان" جاء بعد أن قرر مجلس الشورى السعودي، في شهر يوليو/تموز الماضي، مطالبة وزارة التعليم بتقويم تطبيق تجربة نظام الفصول الدراسية الثلاثة على مدارس التعليم العام، ما فتح المجال أمام العودة لنظام الفصلين السابق منذ ذلك الحين.

ووفق قوانين السعودية، يتم رفع القرارات التي يقرها مجلس الشورى إلى الملك.

وتعرضت تجربة الفصول الدراسية الثلاثة لانتقادات كثيرة من الطلبة وذويهم والمعلمين، طول العام الدراسي المنصرم الذي شهد تطبيق التجربة لأول مرة في المملكة، لكن وزارة التعليم مضت في خطتها تلك.

كما أعلنت الوزارة، في شهر أيار/مايو الماضي، عن تقويم العام الدراسي الجاري 2022/2023، أو تقويم العام 1444 بالتاريخ الهجري، والذي انطلق في نهاية شهر آب/ أغسطس الماضي، وتضمن 3 فصول أيضًا، وينتهي يوم 22 من شهر حزيران/يونيو من العام المقبل.

وتقول وزارة التعليم إن "نظام الفصول الدراسية الثلاثة، يحقق الاستثمار الأمثل للعام الدراسي والموارد التعليمية".

وتشير إلى أن النظام "يعزز رفع معدل التراكم المعرفي والمهاري للطلاب والطالبات، والإسهام برفع مستوى انضباطهم".

كما ترى أنه "يتيح فرصَ تطوير المناهج، وإدخال مواد دراسية جديدة، وإحداث التوازن في عدد أسابيع الفصول الدراسية، إلى جانب تحقيق فرصة تجديد النشاط والشعور بالحيوية للطلاب والطالبات من خلال إتاحة الإجازات المتعددة".

بينما يوجه قسم من الطلاب وذويهم وحتى من المعلمين، انتقادًا لنظام الفصول الدراسية الثلاثة، ويقولون إنه يتسبب في طول العام الدراسي، واضطرار الطلبة والمعلمين للدوام خلال أشهر الحر.