رئيس وزراء لبنان الأسبق فؤاد السنيورة
رئيس وزراء لبنان الأسبق فؤاد السنيورةغيتي

فؤاد السنيورة لـ"إرم نيوز": عودة الحريري مطلوبة وقوى تتلاعب بمصير لبنان

قال رئيس الحكومة اللبنانية الأسبق فؤاد السنيورة، إن زيارة رئيس الوزراء السابق سعد الحريري الحالية إلى لبنان للمشاركة بذكرى اغتيال والده، تعد أمرًا طبيعيًّا، معتبرًا أن عودته إلى البلاد "مطلوبة لكن هو من يقرر ما إذا كانت العودة دائمة أم لا".

وفي حوار مع "إرم نيوز"، تزامنًا مع الذكرى التاسعة عشرة لاغتيال رئيس الحكومة الأسبق رفيق الحريري، يُبدي السنيورة الأسف على ما حصل للبلاد بعد ذلك الاغتيال، في الوقت الذي يؤكد فيه أنه يعارض بشدة "اعتكاف" الحريري الابن، ويرى أن عودته إلى الحياة السياسية في البلاد سيكون لها وقع إيجابي لدى اللبنانيين.

وتحدث رئيس الحكومة اللبنانية الأسبق عن "استعصاء مزمن شهدته البلاد ما بعد الاغتيال، من قبل العديد من القوى السياسية والمسؤولين، إذ يَحول هذا الاستعصاء دون اعتماد نهج الإصلاح السياسي والاقتصادي والمالي والإداري، وسط الإصرار على انتهاك الدستور والامتناع عن تطبيق العديد من القوانين الإصلاحية الصادرة، وكذلك الميل إلى التلاعب بمصير لبنان وتخريب علاقاته مع أشقائه العرب ومع أصدقائه في العالم".

وقال السياسي اللبناني إن "لبنان وصل إلى حد أصبح فيه عرضة للكثير من الصدمات الداخلية والإقليمية، وبالتالي يفقد قدرته على الصمود في وجهها، وباتت البلاد أسيرة مجموعة من الأزمات الوطنية والسياسية والاقتصادية والإدارية والمعيشية".

ممارسات السيطرة على الدولة

وأضاف رئيس الحكومة اللبنانية الأسبق: "أصبح لبنان يعاني مرة تلو الأخرى من عدم القدرة على تحقيق التداول السلمي للسلطة بيسر وسهولة، إذْ بات يتعذّر انتخاب الرئيس الجديد للجمهورية ويتعذّر تأليف الحكومات بسبب إصرار بعض القوى السياسية على ممارسة السيطرة على الدولة اللبنانية تحت شعار زائف متمثل بحكومات الوحدة الوطنية".

ورأى السنيورة أن تلك القوى "تهدف لفرض تحكم الأقلية بالأكثرية، وبالتالي التحكُّم بقرار لبنان الحر؛ ومن ذلك ما هو لخدمة مصالح دول إقليمية، وها هي الدولة اللبنانية قد أصبحت تعاني من انهيار كامل في سلطتها ودورها وهيبتها".

واعتبر السياسي اللبناني أن "عدم التنبه لأهمية إدارة شؤون الدولة بالحكمة والتبصر اللازمين، واللذان يحتاجهما لبنان، أدى إلى سقوط البلاد في لُجّة الانهيار الوطني والسياسي والاقتصادي والنقدي والمعيشي، الذي كانت بداياته في الانقلاب على حكومة الرئيس سعد الحريري في مطلع كانون الثاني (يناير) من العام 2011".

مرحلة جديدة من التدهور المتسارع

وتابع السنيورة: "دخل لبنان مرحلة جديدة من التدهور المتسارع المتمثل بالانهيار الاقتصادي والمالي والنقدي، وتبخرت بعدها مدخرات مواطنيه، الأمر الذي أصبح ينال من سمعته ورصيده بين الأمم، والأخطر من كل ذلك أن لبنان اليوم أصبح يفتقد القيادة الرؤيوية التي تحتضن المشروع الوطني للنهوض وتتبناه وتدافع عنه".

وأشار رئيس الحكومة اللبنانية الأسبق إلى أن "ذلك أدّى إلى تراكم وتعاظم الفشل والضعف لدى الدولة اللبنانية، وبالتالي إلى تحطيم وتخريب الكثير من المشاريع الوطنية والإعمارية والإنمائية التي كان أطلقها الراحل رفيق الحريري، والتي أعاد بها لبنان إلى مصاف الدول الناهضة والمتألقة".

وقال السياسي اللبناني إن "التجارب تدل على أن الدول الضعيفة لا تستطيع التصدي للمشكلات، كما لا تستطيع صون المكتسبات والمرتكزات الأساسية التي تقوم عليها حياة المواطنين وحريات الوطن وتقدمه واستقراره، ولذلك، فقد فُرِضَتْ على لبنان ودولته بعد سنوات من اغتيال الرئيس رفيق الحريري مشاريع السيطرة والتسلُّط إلى الحد الذي أدّى إلى أن ينزلق لبنان ودولته نحو الحضيض الذي أصبحنا فيه".

تفريط بعلاقات لبنان

وأكد رئيس الحكومة اللبنانية الأسبق أنه "لو كان رفيق الحريري موجودًا بيننا لما تدحرج لبنان إلى هذا الدرْك، لا سيما على مدى السنوات الخمس عشرة الماضية، إذ أصبح لبنان في خضم اللجة العميقة من الانهيارات، والتي أصبح عليها حال لبنان واللبنانيين".

وقال السنيورة: "بل أعتقد جازمًا أنه لو كان الحريري حيًّا بيننا لما كنا وصلنا إلى ما وصلنا إليه من انهيارات، ولما جرى التفريط بالقواعد الدستورية والوطنية الأساسية التي قام عليها لبنان، أو التفريط بعلاقاته مع أشقائه وأصدقائه، أو بالتزامه ببناء الدولة الوطنية".

ورأى رئيس الحكومة اللبنانية الأسبق أنه لو كان الراحل الحريري موجودًا "لما جرت الإطاحة بالمبادئ الحكيمة التي لطالما حرص عليها لبنان في المثابرة على احترام الشرعيتين العربية والدولية، واحترام الدستور وسيادة القانون والنظام، واستقلالية القضاء وحياديته، واحترام مصلحة اللبنانيين، ولما حصل هذا الانهيار الاقتصادي والنقدي والمعيشي".

وأضاف السنيورة: "كنا انطلقنا معه لإعادة بناء ما جرى تدميره أو تخريبه في وطننا، وذلك بما يؤكد سموّ وتعزيز فكرة العيش المشترك بين اللبنانيين، وكنت سأكون إلى جانبه كما كنت دائما في التطلع والعمل لإعادة بناء لبنان، والإسهام في تعزيز نهوضه وازدهاره، ليكون وطنًا سيدًا حرًّا عربيًّا مستقلًّا ومشعًّا لِما فيه مصلحة جميع اللبنانيين".

واختتم السياسي اللبناني حديثه عن الراحل الحريري بالقول: "كم نفتقده في هذه الأيام، وكم نحس بمدى حضوره المعنوي القوي والراسخ في وجدان الكثرة الساحقة من اللبنانيين رغم غيابه الجسدي".

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com