الأردن في مواجهة تهريب المخدرات من سوريا لأراضيه
تزداد الأحداث على الحدود الأردنية السورية سخونة، مع استمرار واشتداد المواجهات بين الجيش الأردني والعصابات التي نشطت على نحو لافت خلال الفترة الأخيرة في محاولات تهريب كميات كبيرة من المخدرات والأسلحة إلى المملكة التي تنظر إلى هذا الأمر بوصفه تهديداً لأمنها الوطني؛ بهدف زعزعة استقرارها.
وفي أبرز وأحدث التطورات، قال مصدر عسكري مسؤول في بيان مساء اليوم السبت، إنه "وبعد اشتباكات مع مجموعات مسلحة من المهربين استمرت منذ ساعات ما قبل فجر اليوم، تم قتل 5 مهربين وإصابة آخر منهم، إضافة إلى إلقاء القبض على 15 آخرين، وضبط 627 ألف حبة كبتاغون و3439 كف حشيش، وسلاح ناري من نوع كلاشنكوف، بالإضافة إلى طرد الآخرين إلى الداخل السوري".
وأضاف المصدر: "لم ينتج عن الاشتباكات أي إصابة بين مرتبات القوات المسلّحة الأردنية"، عازياً ازدياد وتيرة وعدد عمليات التهريب مؤخراً لاستغلال العصابات الظروف الجوية وتشكل الضباب الكثيف، وطبيعة التضاريس الوعرة.
وفجر أمس الجمعة، نفذ الأردن غارتين جويتين على مواقع داخل الأراضي السورية وذلك في إطار ملاحقة مهربي المخدرات، مثلما شن الأمن الأردني قبل ذلك مداهمات في لواء الرويشد جنوبي المملكة، واعتقل عدداً من تجار المخدرات بعضهم على صلة بعصابات التهريب عبر الحدود السورية.
وسبق أن نفذ سلاح الجو الأردني غارة جوية داخل الأراضي السورية أدت إلى مقتل "مرعي الرمثان" أحد أبرز مهربي المخدرات، وذلك قبل نحو 8 أشهر.
وكانت عمّان شهدت في تموز/ يوليو الماضي، اجتماعاً أمنيًّا رفيع المستوى بين مسؤولين أردنيين وسوريين؛ لبحث سبل مكافحة تهريب المخدرات على الحدود بين البلدين، وانبثق عن الاجتماع الذي ضم قائد الجيش ومدير المخابرات الأردنيين، ومن الجانب السوري وزير الدفاع ومدير المخابرات، ما عُرف بـ"اجتماع عمان التشاوري"، الذي استضافته المملكة في أيار/ مايو الماضي، وكان من بين مخرجاته تشكيل لجنة مشتركة بين عمان ودمشق هدفها التعاون في مكافحة تهريب المخدرات، وحينها تعهدت سوريا باتخاذ الخطوات اللازمة لوقف التهريب عبر الحدود مع الأردن والعراق.
وخلال تفقده عدداً من وحدات حرس الحدود قبل يومين، أوعز قائد الجيش الأردني اللواء يوسف الحنيطي، بتعزيز منظومة حرس الحدود الإلكترونية بكاميرات مراقبة ليلية ونهارية تعمل ضمن أجواء الضباب الكثيف، وتعزيز الإسناد الجوي، وأجهزة رصد راداري، ووجّه كذلك بوضع الخطط وتسخير الموارد اللازمة لبناء سياج إلكتروني لمنع كافة أشكال التسلل والتهريب في ظل الظروف الجوية المتمثلة بالضباب الكثيف والعواصف الرملية.
