جدد تنظيم "داعش" الإرهابي أخيرا أنشطته في المناطق الخاضعة لسيطرة قوات سوريا الديمقراطية التي يقودها الأكراد في شمال شرق سوريا، وفقا لموقع "مونيتور" الإخباري الأمريكي.
وأعلن داعش، في 14 من الشهر الجاري، مسؤوليته عن عملية في قرية "تل علو" بمحافظة الحسكة استهدفت حميدي بندر حميدي الهادي، وهو نجل زعيم "قوات الصناديد" التي شكلتها قبيلة عرب شمر، والمنضوية تحت مظلة قوات سوريا الديمقراطية والتحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية.
وأشار موقع "مونيتور" في تقرير اليوم الإثنين، إلى أن "سيارة الهادي انفجرت على الطريق بين تل علو ومزرعة الشيخ حميدي في ريف مدينة القامشلي"، لافتا إلى أن الهادي الذي نجا من محاولة الاغتيال، هو أيضا حفيد شيخ عشيرة شمر في سوريا، حميدي دهام الهادي.
وفي الأسبوع الماضي، قتل عناصر داعش بالرصاص عامر عوض الشاوي العضو السابق في قوات سوريا الديمقراطية، وأيمن الشاوي الذي كان برفقته، في البصيرة بريف دير الزور الشرقي.
إلى ذلك، قال زين العابدين العكيدي، وهو صحفي من ريف دير الزور: "يوقف داعش عملياته في المنطقة لبضعة أيام أو بضعة أسابيع، ليعود بقوة أكبر".
وأضاف: "علاوة على ذلك، تخلق بعض القبائل بيئة مناسبة للتنظيم. إن الأعداد الكبيرة من النازحين في الريف الشرقي والشمالي الشرقي من دير الزور تمكن تنظيم داعش من إخفاء خلاياه ومقاتليه"، وأوضح العكيدي، أن "داعش تمكن من استعادة الزخم وسط هشاشة الوضع الأمني لقوات سوريا الديمقراطية" بحسب تعبيره.
وتابع أن "الفساد الذي تعاني منه معظم الأجهزة الأمنية التابعة لقوات سوريا الديمقراطية يعزز وجود داعش، الذي يدفع الرشاوى لتحرير مقاتليه ووقف الملاحقات القضائية ضد خلاياه. كما أن المناطق القبلية المحافظة دينيا حساسة عرقيًا ودينيًا تجاه القوات الكردية، وتصف قوات سوريا الديمقراطية بأنها (ملحدة أو أعداء للإسلام). بل إنهم في بعض الحالات يتعاطفون مع تنظيم داعش"، على حدّ وصفه.
"ذئاب منفردة"
أوضح العكيدي، أن "داعش ينفذ عمليات أمنية وفق أسلوب الذئاب المنفردة، وهذا له تأثير كبير في ريف دير الزور، وفي بعض الأحيان يفرض الزكاة على السكان. كما يلاحق داعش العمال والموظفين في حقول النفط التي تديرها قوات سوريا الديمقراطية".
بدوره، قال الخبير في شؤون الجماعات المسلحة رائد الحامد المقيم في أربيل عاصمة إقليم كردستان العراق، إن "إستراتيجيات تنظيم داعش ترتكز على 3 عوامل رئيسة لضمان استمراريته".
وأضاف الحامد، أن أول هذه العوامل هو "الحفاظ على رجال داعش، بالعمل في مجموعات صغيرة متحركة أقل من 15 مقاتلا".
وأوضح أن العامل الثاني، هو أن "شعبية أيديولوجية داعش تبدو وكأنها تتلاشى، لذا فإن التنظيم يسعى إلى جذب بعض الشباب رغم أن أعدادهم تظل محدودة في العراق وسوريا".
وأضاف الحامد: "والثالث والأكثر أهمية وحيوية هو عامل مالي، إذ إن داعش يعمل على عدة جبهات للحصول على عائدات مالية، وهو يسيطر على الطرق الرئيسة من خلال إقامة نقاط تفتيش مؤقتة وهمية أو كمائن لاعتراض قوافل الشاحنات والدبابات، كما يفرض ضرائب على أصحاب شركات الشحن".