لقاء ثنائي خلال زيارة بايدن لإسرائيل بعد 7 أكتوبر
لقاء ثنائي خلال زيارة بايدن لإسرائيل بعد 7 أكتوبر رويترز

بعد تصاعد التوتر.. هل نفد صبر واشنطن إزاء حكومة نتنياهو؟

شهدت الخلافات الأمريكية الإسرائيلية في الآونة الأخيرة تصاعدا لافتاً، بعد أشهر من اندلاع الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، وآخرها إعلان واشنطن أنها لم تسلّم إسرائيل كل ما تطلبه من أسلحة؛ ما يدعو لطرح تساؤل بشأن مصير العلاقات بين البلدين الحليفين تاريخيًا؟

ويرى مراقبون أن العلاقات بين البلدين بدأت تتصدع بشكل كبير، وقد تأخذ منحى تصعيديًا آخر؛ كون إسرائيل كانت تعوّل على واشنطن ودعمها العسكري في بداية الحرب، والآن بدأت الأخيرة بالتراجع وكأنها تخطط لسحب البساط تدريجيًا من تحت نتنياهو، الذي تبعثرت أوراقه في الأيام القليلة الماضية وبدأ يتأهب للرحيل، وفق تقديرات الأوساط السياسية.

تغيّر اللهجة

وكان رئيس هيئة الأركان الأمريكية المشتركة الجنرال تشارلز كيو براون أكد، أخيرًا، أن إسرائيل لم تتسلم كل الأسلحة التي طلبتها من واشنطن، عازياً ذلك جزئيا إلى أن إدارة الرئيس جو بايدن لم تكن مستعدة لتقديم بعض الأسلحة التي طلبتها إسرائيل على الأقل.

وتقدم واشنطن مساعدات عسكرية سنوية بقيمة 3.8 مليار دولار لإسرائيل، حليفتها منذ أمد طويل، إذ تسرع الولايات المتحدة توصيل الدفاعات الجوية والذخائر إلى إسرائيل، لكن بعض الديمقراطيين ومجموعات الأمريكيين ذوي الأصول العربية انتقدوا دعم إدارة بايدن الثابت لإسرائيل، الذي يقولون إنه يمنحها شعورا بالحصانة من العقاب.

أخبار ذات صلة
بايدن يقر بوجود "خلافات" مع نتنياهو ويحذر من تغير في الرأي العام

وقالت صحيفة "واشنطن بوست"، في وقت سابق، إن إدارة بايدن، التي تخشى كارثة إنسانية جديدة، تدرس سبل منع إسرائيل من استخدام الأسلحة الأمريكية إذا هاجمت رفح المكتظة باللاجئين والسكان.

 ولفت تقرير الصحيفة إلى أنه "بينما لم يتخذ الرئيس بايدن وكبار مستشاريه أي قرار بشأن فرض شروط على الأسلحة الأمريكية، إلا أن المسؤولين يناقشون هذه الخطوة المتطرفة التي تُظهر قلق الإدارة المتزايد بشأن الأزمة في غزة، وخلافها الحاد مع القادة الإسرائيليين بشأن الهجوم على رفح".

 ويرى محللون أن الإدارة الأمريكية لديها تخوف متصاعد حيال خطة إسرائيل للتعامل مع رفح، وما يلحق العملية من كوارث إنسانية تؤدي إلى تردي الأوضاع المتهالكة أصلًا في قطاع غزة.

غياب الجدية

 ووفق خبراء في الشأن الأمريكي، فإن التوتر المتصاعد بين نتنياهو وبايدن يكمن في أن الأخير يشعر بأن إسرائيل لم تتعامل بجدية مع التحذيرات والنصائح الأمريكية، وأن العلاقة الأمريكية الإسرائيلية كانت باتجاه واحد، كما تشعر الإدارة أنها تدعم المصالح الإسرائيلية بتكلفة سياسية كبيرة في الداخل والخارج، في حين أن نتنياهو لا يستجيب للطلبات الأمريكية".

 يشار إلى أن انقطاع العلاقة وتوريد الأسلحة بين الطرفين كان غير وارد بتاتاً، ولكن مع نفاد الصبر الأمريكي يبدو أن الأمور تتجه نحو التدهور فيما بينهما، لا سيما بعد تبني مجلس الأمن قرارا بوقف فوري لإطلاق النار في غزة، مع امتناع الولايات المتحدة عن التصويت، وبعد حادثة تسريب شبكة الإذاعة الأمريكية “NPR” وثيقة داخلية لوزارة الخارجية تشير لمخاوف واشنطن من سلوك إسرائيل بحربها في غزة، مشيرة إلى ارتكاب تل أبيب "خطأ استراتيجيًا كبيرًا".

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com