أسير مُفرج عنه يعانق أحد أقاربه
أسير مُفرج عنه يعانق أحد أقاربهأ ف ب

نالوا حريتهم بالهدنة.. أطفال فلسطينيون يروون لـ"إرم نيوز" تجاربهم المريرة في الأسر

يعيش المفرج عنهم من الأسرى الفلسطينيين مشاعر مختلطة يمتزج فيها فرح إطلاق سراحهم، بالحزن على ما شهده ويشهده قطاع غزة من دمار هائل جراء الحرب الإسرائيلية، وسقوط عشرات الآلاف من القتلى والجرحى.

لكل أسير وأسيرة تجربة وحكاية خاصة به، تبدأ من سبب ولحظة الاعتقال مرورا بفترة الأسر وقسوتها، وانتهاءً بلحظات تحبس الأنفاس في مرحلة نيل الحرية.  

الطفل موعد الحاج
الطفل موعد الحاجإرم نيوز

موعد الحاج: حرموني من العلاج

من بين المفرج عنهم بموجب الصفقة بين إسرائيل وحركة حماس، الطفل موعد الحاج، الذي روى لـ"إرم نيوز" تفاصيل ما حدث معه قائلا: "قام الجيش الإسرائيلي باعتقالي من مدينة أريحا بعد إصابتي بعيار ناري في القدم.. نزفت الكثير من الدماء ومنعوا الإسعاف الفلسطيني من محاولة علاجي، ثم اقتادني الجنود إلى المعتقل وهناك بدأت رحلة علاج أليمة وسط إهمال طبي وألم لا محدود، فيما زاد الإهمال المتعمد بعد السابع من أكتوبر وحرموني من العلاج لأيام متواصلة وفقدت التواصل مع عائلتي والمحامي الخاص بي".

وأضاف الحاج: "عندما سمعت خبر الإفراج عني ضمن صفقة تبادل بكيت كثيرًا لأنني شاهدت أهلي في غزة ينزفون الكثير من الدماء بسبب القصف الإسرائيلي المتواصل على منازلهم، بالإضافة لارتكاب مجازر وعمليات إبادة جماعية بحق السكان هناك".

وقال: "كنّا طوال الوقت داخل المعتقل ندعو ليل نهار بأن تتوقف هذه المجزرة بحق أهلنا في القطاع، ودعونا لهم بالنصر والثبات، فما يحدث هناك لا يمكن أن يتخيله أحد من قتل وجرح آلاف الأطفال وقصف البيوت فوق رؤوس ساكنيها".

الطفل أمين عباسي (يسار)
الطفل أمين عباسي (يسار)إرم نيوز

أمين عباسي: كنت أبكي كثيرًا

"لم أتوقع في يوم من الأيام أن أصبح أسيرا"، يقول الطفل المفرج عنه أمين عباسي ابن الـ15 عاما والمنحدر من مدينة القدس، مضيفا: "لكن توقعاتي كانت خاطئة وتم اعتقالي وتعرضي للإهانة والضرب والصراخ.. كنت أبكي كثيرًا، فقد كانت معاملتهم وحشية للغاية".

ووفق ما ذكر عباسي، لـ"إرم نيوز"، "ازدادت المعاملة سوءًا بعد الحرب الإسرائيلية على غزة، فقد قام الجنود والسجانون بإطلاق الكلاب البوليسية علينا داخل الغرف وضربنا وعزلنا في غرف منفردة، كما تعرضنا لمنع الطعام والدواء لأيام طويلة وحرماننا من التواصل مع عائلاتنا".

وحول شعوره بالفرح عقب صفقة تبادل، قال: "لا أنكر فرحتي بالتحرر من الأسر والرجوع إلى العائلة والأصدقاء، لكن تبقى هذه الفرحة منقوصة لما يتعرض له أهلنا في قطاع غزة من حرب مدمرة لم تترك طفلًا أو شيخًا أو امرأة إلا وقصفته وقتلتهم.. ندعو لهم الله أن يثبتهم وينصرهم وأن تتوقف هذه الحرب أولًا وقبل كل شيء".

الطفل عبد الرحمن الزغل
الطفل عبد الرحمن الزغلإرم نيوز

عبد الرحمن الزغل: لن تكون فرحتي على حساب غزة

أما الطفل المفرج عنه عبد الرحمن الزغل، البالغ من العمر 14 عامًا، فقد تعرض للحبس المنزلي والإقامة الجبرية داخل المنزل لأشهر متواصلة، لكنه قال، لـ"إرم نيوز": "الحبس في أي مكان هو حبس سواء في المعتقل أو في المنزل، فأنت في كلا الحالتين مقيد ولا تستطيع أن تمارس حريتك في الاختيار".

وأضاف الطفل الزغل: "كنت أسمع أصوات الأولاد خارج المنزل يلعبون كرة القدم التي أحبها ولا أستطيع أن أخرج للعب معهم وممارسة هوايتي المفضلة؛ لأن هناك جنديا يقف في الخارج إذا رآني سيعتقلني هناك في السجن.. كنت أبكي فقد مللت الجلوس في المنزل.. أريد أن أذهب إلى المدرسة وإلى البقالة وإلى الحارة واللعب مع الأصدقاء".

وعندما جاء خبر الإفراج عنه، وفك تقييد حركته، يقول الزغل: "فرحت كثيرًا وانطلقت للخارج مسرعًا في أول مرة بعد شهور واستنشاق هواء المدينة المحبب إلى قلبي، لكن لا يمكن أن تكون فرحتي على حساب أهلي في غزة فتضحياتهم هي السبب في إطلاق سراحي، وأتمنى أن تتوقف هذه المجزرة على الفور وأن تطول أيام الهدنة عليهم".  

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com