خلال علاج أحد الأطفال المصابين في غزة
خلال علاج أحد الأطفال المصابين في غزةرويترز

الكوادر الطبية في غزة.. ضغط وخطر ومرارة البعد عن الأهل

تحولت فرحة أخصائية الأشعة بمستشفى شهداء الأقصى في قطاع غزة أسماء أبو عمرة بمولودها الأول إلى حالة من الذعر والرعب؛ عندما تعرض بيتها لقصف إسرائيلي بعد مرور أسبوع واحد فقط على الولادة. 

وقالت أسماء لـ"إرم نيوز" عن تلك الليلة: "القصف حدث قبل نحو شهر ونصف الشهر، وخرجنا بحمد الله من تحت الأنقاض دون إصابات، ثم جرى نقلنا فورًا إلى المستشفى وتقديم العلاج والفحوصات اللازمة".

أسماء أبو عمرة
أسماء أبو عمرة إرم نيوز

وأضافت: "عندما شعرت أن طفلي بخير ويمكنني وضعه في قسم حضانة الأطفال داخل المستشفى، قررت على الفور العودة لممارسة مهامي ومساعدة زملائي في الكادر الطبي بسبب وجود عدد كبير من المصابين، فضلًا عن النقص الحاد في الكوادر الطبية والفنية، وبالفعل أمارس عملي منذ ذلك الوقت حتى اللحظة ولم أعد إلى البيت".

ولا تقتصر معاناة الكوادر الطبية في قطاع غزة على أسماء، إذ إن الجميع تحت خطر الاستهداف المباشر بالقصف أو الاعتقال، فضلاً عن ظروف العمل القاسية بسبب الضغط الكبير على القطاع الصحي في ظل افتقاره لأبسط المقومات والإمكانيات.

"كل الأطفال أطفالي"

رئيس قسم الأطفال في المستشفى ذاته، الدكتور عرفات أبو مشايخ، لم ير أطفاله وزوجته منذ نحو 3 أسابيع بسبب ضغط العمل الهائل ولعدم توافر ظروف مناسبة تسمح له بلقائهم في ظل عمليات النزوح المستمرة جرّاء القصف الإسرائيلي على قطاع غزة.

الدكتور عرفات أبو مشايخ
الدكتور عرفات أبو مشايخإرم نيوز

أبو مشايخ قال لـ"إرم نيوز": "أعتبر أن كل الأطفال هم أطفالي، لذلك دائمًا أحاول أن أكون قريبًا منهم والتخفيف عنهم وحل مشاكلهم، بالإضافة إلى تقديم الخدمة العلاجية لهم على أكمل وجه".

واستدرك قائلاً: "لكن الجيش الإسرائيلي لا يريد ذلك ويقصف محيط المستشفى بشكل متكرر، فضلًا عن استهداف ساحة المستشفى بنيران المُسيرات وإصابة عدد من الكادر الطبي والجرحى والنازحين، إضافة إلى الصحفيين".

وعن ظروف عمل الكادر الطبي، يقول: "نعيش داخل المستشفى ظروفًا قاسية في ظل الغياب عن العائلة والشعور بالعجز إزاء قلة الإمكانات الطبية أمام هذا الجرح النازف الذي يتعرض له الأطفال والكبار".  

ضغوط نفسية كبيرة

من جهته، أكد استشاري الصحة النفسية في المستشفى الدكتور محمد أبو شاويش أن "الكادر الطبي في المستشفى يعيش ظروفًا صعبة في ظل عدد ساعات العمل المتواصلة دون انقطاع والبعد عن العائلة لأسابيع متواصلة دون رؤيتهم".

الدكتور محمد أبو شاويش
الدكتور محمد أبو شاويشإرم نيوز

وأضاف أبو شاويش لـ"إرم نيوز": "يعيش الأطباء والممرضون طيلة فترة الحرب حالة قلق دائمة من قيام الجيش الإسرائيلي بقصف المستشفى وقتل الجرحى والمرضى أو اقتحامه والتنكيل بهم واعتقال أفراد الكادر الطبي وتعذيبهم كما فعل في مستشفيات سابقة؛ ما يزيد من حالة الاضطراب لديهم والعيش تحت ضغوط نفسية كبيرة".

وقال: "نحاول كفريق للصحة النفسية بالمستشفى، التخفيف الدائم عن كاهل الكادر الطبي ومحاولة تفريغ جزء من الطاقة السلبية المتراكمة جرّاء كثافة عدد ساعات العمل تحت الضغط ومع عدد هائل من الجرحى والمرضى، فضلًا عن شح الإمكانات الطبية التي يعملون بها".

Related Stories

No stories found.
logo
إرم نيوز
www.eremnews.com