في الجنينة والأبيض.. مرضى الكلى آخر ضحايا الحرب السودانية

في الجنينة والأبيض.. مرضى الكلى آخر ضحايا الحرب السودانية

أعلنت اللجنة التمهيدية لنقـــابة أطبــاء الســـودان اليوم الجمعة، عن وفاة 12 شخصًا من مرضى غسيل الكلى، مدينة الأبيض في شمال كردفان، نتيجة الحصار الذي تفرضه قوات عسكرية على المدينة، منذ أيام.

وتعاني مدينة الأبيض حوالي 300 كيلو غرب العاصمة الخرطوم، من وطأة أزمة انسانية قاسية، حيث انقطعت عنها الكهرباء منذ 13 يوما، بسبب الاشتباكات العنيفة بين الجيش وقوات الدعم السريع، كما تنقطع المياه عن أجزاء واسعه من المدينة.

قالت اللجنة التمهيدية لنقـــابة أطبــاء الســـودان إن مدينة الأبيض حاضرة ولاية شـمال كــردفان، تعاني من حصار تفرضه قـوات عــسكرية من كل الــجهات

وقال محمد أحمد الدويخ، أحد سكان مدينة الأبيض، لـ"إرم نيوز" إن المدينة تتعرض لحصار شبه كامل من قبل قوات الدعم السريع التي تسيطر على الطرق الرئسية التي تقود من وإلى المدينة، ما أدى إلى تعطل الحركة.

وأشار إلى أن مظاهر الحياة غابت تماما عن المدينة، حيث أغلقت الأسواق والمؤسسات، واحتمى السكان بمنازلهم، بينما نشطت عصابات النهب المسلح في الشوارع والمناطق المجاورة.

من جهتها قالت اللجنة التمهيدية لنقـــابة أطبــاء الســـودان، في بيان الجمعة، إن مدينة الأبيض حاضرة ولاية شـمال كــردفان، تعاني من حصار تفرضه قـوات عــسكرية من كل الــجهات، ما أدى إلى تدهور الوضع المعيشي والصحي لمواطني المدينة. 

وأكد البيان نفاد معظم المواد التموينية من الأسواق، ما سيقود الى كارثة غذائية وشيكة اذا لم يتم إيصال المواد الغذائية، مشيرا إلى تعرض مباني منظمة الغذاء العالمي (WFP) ، للسرقة حيث سرقت مخازن الأمن الغذائي وثلاث عربات تابعة للمنظمة وعربة وقود.

أخبار ذات صلة
السعودية وأمريكا تعلنان التوصل إلى هدنة في السودان لمدة 24 ساعة

وذكر البيان أن مهندسي الكهرباء والإدارة الأهلية، حاولوا الوصول إلى محطة الكهرباء لمعالجة انقطاع التيار عن المدينة، ولكن تم الاعتداء عليهم ونهبهم، كما تعاني المدينة من انقطاع الميـاه لأكثر من شهر، وشح في الوقود، حسب البيان.

وأوضح البيان أن حصار المدينة أثر أيضا على الخدمات الصحية والكوادر الطبية وحركتها وتوصيل المعينات، ما أدى إلى تدهور الخدمة الصحية المقدمة في المستشفيات والمرافق الصحية في المدينة، ونقص حاد في الأدوية حتى على مستوى الصيدليات التجارية.

وأكد تأثر مركز غسيل الـكلى، حيث بلغت حالات الوفيات بين مرضى غسيل الكلى 12 وفاة منذ بداية الحصار بنسبة 8% من العدد الكلي لمرضى غسيل الكلى، ولا توجد غسلات أطفال.

وأكد بيان اللجنة الطبية أن مركز غسيل الكلى في الأبُيــض مهدد بالخروج من الخدمة تماماً في الأيام المقبلة، حيث إن عدد الغسلات المتبقية يكفي لعشرة أيام فقط، ويزيد الأمر سوءا نفاد كل علاجات ومستلزمات مرضى الكلى منه، وأدوية الضغط، وحقن الحديد وحقن الارثروبيوتين وغيرها.

وناشدت اللجنة الطبية المنظمات الدولية وعلى رأسها الصليب الأحمر بفتح ممرات آمنة لإنــقاذ الوضع المعيشي والصحي للمدينة المحاصرة، وإيصال المواد الغذائية والمعونات الطبيبة وغيرها من مدينة ربــك، والمدن المجاورة.

الأوضاع في الجنينة

وقبل يومين أفادت تقارير صحفية بوفاة جميع مرضى غسيل الكلى في مدينة الجنينة، التي تعيش في عزلة عن العالم بعد انقطاع خدمات الاتصالات والإنترنت عنها، بسبب الصراع الذي تحول إلى عرقي بين المجموعات العربية وقبيلة المساليت.

وأكدت التقارير خروج جميع المستشفيات والمراكز الصحية في مدينة الجنينة، عن الخدمة، بينما يحاول الأطباء استخدام المنازل الآمنة لتقديم العلاج لجرحى القتال.

وكانت "الهيئة النقابية لأطباء ولاية غرب دارفور" قدمت صورة قاتمة للأوضاع الصحية في مدينة الجنينة، قائلة إن المدينة تعرضت لموجة جديدة من الهجمات، تركزت على الأحياء الشرقية والجنوبية.

وأكدت الهيئة الطبية في بيان الخميس، انهيار الخدمات "الجنينة" منذ بداية شهر مايو/ايار الماضي، ولم يعد في المدينة التي يسكنها نحو مليون شخص اي من أسباب الحياة، لا غذاء ولا ماء ولا دواء، ولا حتى اتصالات يوصلون من خلالها صوتهم للعالم، حسب البيان.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com