عادت قضية سرقة الجيش الإسرائيلي لأعضاء حيوية من جثامين قتلى فلسطينيين في غزة إلى الواجهة من جديد، مع استمرار الحرب على القطاع منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
واتهم مسؤول في القطاع الصحي الفلسطيني الجيش الإسرائيلي بالإقدام على سرقة الأعضاء الحيوية من بعض الجثامين التي سلمها أمس الثلاثاء لقتلى مجهولي الهوية.
وسلم الجيش الإسرائيلي، جثامين 100 فلسطيني عبر شاحنة في معبر كرم أبوسالم بين قطاع غزة وإسرائيل، قبل أن يتم دفنها في مقبرة جماعية غرب مدينة رفح أقصى جنوب القطاع.
ونقلت وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية "وفا" عن مسؤول قوله إنه "بعد معاينة الجثث التي سلمها الاحتلال تبين سرقته أعضاء من بعضها".
وأوضحت أن الجيش الإسرائيلي كان قد احتجز 110 جثماناً من مجمع الشفاء الطبي بمدينة غزة، ومن مقبرة أمام قسم الطوارئ، في نوفمبر الماضي، وقام بتسليم 100 منها الثلاثاء في رفح.
وأشارت "وفا" إلى أنه تم دفن جثامين 100 مواطن قتلوا خلال الحرب الإسرائيلية على غزة، في مقبرة جماعية، في مدينة رفح، كان الاحتلال قد سرقها من مناطق متفرقة من قطاع غزة.
وقالت إن "اختطاف جثامين الشهداء من قطاع غزة، يجدد الشكوك في قيام الاحتلال الإسرائيلي، بسرقة الأعضاء من جثامين الشهداء الفلسطينيين".
الجيش الإسرائيلي نبش قرابة 1,100 قبر في مقبرة حي التفاح شرق مدينة غزةالمكتب الإعلامي االحكومي
تسليم 100 جثة
وكان مدير مستشفى أبويوسف النجار برفح مروان الهمص قال لـ"إرم نيوز" إن "الجيش الإسرائيلي سلم الجانب الفلسطيني في المعبر شاحنة تحتوي 100 كيس، تحتوي جثثاً أو أجزاء من الجثث أو رماد".
وأضاف أن "الجانب الإسرائيلي لم يقدم أي معلومات حول هويات أصحاب الجثامين ولا الأماكن التي سرقها منها"، لافتاً إلى جثة واحدة فقط من بين المئة تم تحديد هوية صاحبها وإبلاغ ذويه بذلك.
وكانت تقارير إسرائيلية قد أشارت في وقت سابق، إلى أن الجيش الإسرائيلي اختطف جثامين عشرات الفلسطينيين من مقبرة في بلدة بني سهيلا بمدينة خانيونس جنوب قطاع غزة، للاشتباه في أن عدداً منها تعود لرهائن إسرائيليين قتلوا خلال الحرب في غزة.
وهذه هي المرة الثانية التي تسلم فيها إسرائيل جثامين عشرات الفلسطينيين، إلى الجانب الفلسطيني، حيث سبق وسلمت إسرائيل جثث 70 فلسطينياً تم دفنهم دون تحديد هوياتهم في مقبرة بمدينة رفح.
وحول تعامل مستشفيات وزارة الصحة بغزة، مع الجثث التي يتسلمها الجانب الفلسطيني من السلطات الإسرائيلية، قال الهمص إن "الوزارة توثق كل جثة برقم خاص في السجلات الفلسطينية، كما يتم تصوير الجثث وفحصها وتصوير لفحص كل حالة على حدة".
نبش مقابر غزة
واتهم المكتب الإعلامي الحكومي التابع لحماس في قطاع غزة، قبل أسابيع، الجيش الإسرائيلي بسرقة جثامين عدد من قتلى الحرب المستمرة في غزة، بعد نبش مقبرة شرق مدينة غزة.
وقال المكتب في بيان له وصل "إرم نيوز" نسخة عنه إن "الجيش الإسرائيلي نبش قرابة 1,100 قبر في مقبرة حي التفاح شرق مدينة غزة، حيث قامت آليات الاحتلال بتجريفها وإخراج جثامين الشهداء والأموات منها، وداستها، وامتهنت كرامتها، دون أي مراعاة لقدسية الأموات أو المقابر".
وأضاف "بعد نبش القبور وتجريف المقبرة قام الجيش الإسرائيلي بسرقة قرابة 150 جثماناً من جثامين الشهداء التي دُفنت حديثاً، حيث أخرجها من القبور وقام بترحيلها إلى جهة مجهولة".
وأشارت إلى أن "هذه الجريمة تثير الشكوك مجدداً نحو جريمة أخرى وهي جريمة سرقة أعضاء الشهداء".