العالم

"قبّعة الإخفاء".. طريقة بايدن العتيدة للهرب من الصحافة

محمد المومني

أجرى الرئيس الأمريكي جو بايدن منذ تسلمه منصبه، أقل عدد من المؤتمرات الصحفية لرئيس أمريكي منذ عهد رونالد ريغان، بطريقة جعلت من البيت الأبيض يبرر هذا السلوك مرارا ويتعهد بأنه "سيعيد الشفافية والحقيقة إلى الحكومة" .

وتخلى بايدن الأسبوع الماضي خلال تواجده في إيرلندا عن تقليد قديم وهو عقد مؤتمر صحفي أثناء تواجده في الخارج، وكذلك فعل عندما التقى الرئيس الكولمبي غوستافو بيترو.

بايدن يتجنب المؤتمرات الصحفية، هذه الحقيقة التي ذهب إليها محللون قدموا توضيحا حول سبب ذلك، فبمقارنة بسيطة بين بايدن والرئيسين السابقين دونالد ترامب وباراك أوباما، يتبين أن ترامب عقد 202 مؤتمر صحفي أثناء فترة رئاسته، فيما عقد أوباما 275 مؤتمرا أثناء فترة رئاسته الثانية، وأما بايدن فلم يعقد سوى 54 مؤتمرا فقط حتى الآن، بحسب إحصائية لنيويورك تايمز.

ويبدو أن الرجل الثمانيني قد اعتمد طريقة تجنب الظهور لتقليل فرص الصحفيين لاستجوابه بشكل مباشر في المؤتمرات وتقديم إجابات غير مكتوبة مسبقا، وبحسب النقاد، النتيجة رئيس لديه لحظات أقل من المساءلة العامة على تعليقاته وقراراته وحتى تصرفاته الغريبة.

وقال مدير الاتصالات في البيت الأبيض، بن لابولت، تعليقا على رقم المؤتمرات الصحفية "الصادم"، إن الهدف الرئيسي هو الوصول إلى أكبر عدد من الأمريكيين عن طريق استخدام قنوات الإعلام بشكل جيد، وهذا الأمر لا يتطلب بالضرورة الظهور الدائم بالمؤتمرات، في إشارة إلى تجنيب الرئيس الدخول في محادثات مرتفعة المخاطر.

وفيما يرى مراقبون أن فريق بايدن اعتمد نهج التقليل قدر الإمكان من المؤتمرات الصحفية، لتجنب أي أخطاء أو تصريحات مفاجئة، تمهيدا لتدشين حملته الانتخابية لخوض السباق الرئاسي 2024، يُطرح التساؤل حول جدوى ارتداء بايدن "قبعة إخفاء" للهرب بعيدا عن أعين الصحافة.

ومن يستطيع منع بايدن من الوقوع في الخطأ؟ فرغم مؤتمراته القليلة فإنه كان كثير الإثارة للجدل، بأقواله وأفعاله، فتارة يمد يده مصافحا الهواء، وتارة أخرى يسقط مرارا على درج طائرته الخاصة صعودا ونزولا، كما له تصريحات خالدة في سجل عثرات الزعماء، قد يكون أبسطها هذا التصريح: "أكثر من نصف النساء في فريقي من النساء".

التالي